بغداد/ نورا خالد شاعر لا يستطيع مغادرة المفردات الموحية للجمال، فهو يتنقل كالفراشة ما بين الشعر العامي ورهافة المعاني الفصيحة، صاحب قدر كاف في الشعر والمقالة، رياض النعماني التقيناه وكان لنا معه هذا الحوار: * كيف تصف الوضع السياسي الحالي في البلد؟
- يدعو إلى البكاء والرثاء وهو يأخذ العراق إلى احتمالات ضياع مؤلمة، انه تردّ قد يكون مر به العراق في فترة الصراع الفارسي العثماني على بغداد وقد تحدث لونكرك عن هذه السنوات الطوال، لكنني اعتقد ان التردي والتراجع لم يكن في الحدة والكارثية التي نحياها اليوم. * هناك إهمال متعمد للثقافة في العراق، فما هو رأيك؟ - لنتحدث بصراحة؛ إن المواجهة التي تشكل أبعاد الصراع وأطرافه في عراق اليوم ليست محصورة بين السياسيين المختلفين والطامعين على الكراسي وحصص المال والطائفية، بل إن اكثر أوجه الصراع دموية وألماً وتأثيراً على مستقبل العراق هو الصراع الذي تشهده مشاريع السلطة الحالية ضد الثقافة كمشروع وجودي يساهم في صياغة جوهر المستقبل الذي تسعى إليه البلاد، والسؤال: ماذا قدم النظام الحالي لوزارة الثقافة؟. الثقافة كآلية مهمة وطريق مهم إلى المستقبل والتنمية وبناء الإنسان، اتحاد الأدباء وبرغم جهود الشاعر ألفريد سمعان وبعض الإخوة المثقفين فأنه الآن زريبة يشهد على زمن الزرائب ويدل عليها هذا الصرح العظيم الذي يحمل أسماء مؤسسيه فالجواهري والسياب وعلي الوردي وقائمة لا تنتهي التي شرفت تاريخها ومرحلتها واسم العراق، هذا الصرح مهمل بوضوح عالٍ من قبل السلطة والمؤسسات برغم أن بعض المسؤولين يدفعون لمطربات كبيرات مبالغ هائلة تصل إلى 80 ألف دولار من اجل أن يغنين أشعارهم، ومثل هذه المبالغ قادرة على ترميم بناية الاتحاد. * هل إقامة المهرجانات دليل عافية على حضور الشعر العراقي؟ - هذه (هرج) وليست مهرجانات، بكل تأكيد هناك أصوات شعرية نبيلة وعالية وما زالت قادرة على أن تضيء ليل العراق بآلاف المصابيح ووعود الفجر القادم، إلا أن مشهد الشعر اليوم وتحت سطوة هذه المهرجانات (الهرج) هي إحدى علامات انحطاط الوضع الثقافي في العراق، فكل جهود الأنظمة المتعاقبة باستثناء (عبد الكريم قاسم والبزاز) كانت تنصبّ في معاداة الثقافة وتشويه رسالتها وتقييمها كفعل جمالي معبر في التاريخ، جميع هذه الأنظمة بدون استثناء وعلى رأسها ومن مهد لها نظام صدام الذي سلم رايته للمؤسسة الثقافية الحالية. * هل هناك شاعرات عراقيات قادرات على النهوض بالشعر النسوي؟- في الأساس وفي خلق الإنسان الأول وماهية وجوده الأصلي كانت المرأة تمثل بياض الحياة وجمالياتها الخارقة وطراوتها وشفوفها وذكاءها الحاد، فالمرأة تمثل شعرية مطلقة فما أن يتوفر لامرأة عنصر الموهبة حتى تلتفت إلى روحها وجسدها وتبدأ الكتابة من هذا البحر الذي لا ينتهي، شاعرات العراق رائعات باستثناء مداحات الأنظمة، فانه مؤلم أن تكون المرأة بالماهية التي تحدثنا عنها مصدرا من مصادر القبح والتخلف والردة.
رياض النعماني: هناك أصواتٌ شعرية قادرة على إضاءة ليل العراق
نشر في: 27 نوفمبر, 2011: 10:03 م