افتتاح الكلية الطبية لم يؤسس في العراق إلى انبثاق دولته الجديدة في عام 1921 أي معهد علمي عال ، سوى مدرسة الحقوق التي تأسست عام 1908 . ومنذ تأسيس الدولة العراقية ، بدأت المناقشات حول تأسيس مدرسة للطب في العراق . وكانت الجمعية الطبية العراقية قد سعت حثيثا لدفع الحكومة الى فتح هذه المدرسة ، منذ وقت مبكر ، غير أن الحكومة العراقية ارتأت التريث لحين استقرار التعليم الثانوي وإعداد الطلبة الأكفاء لدخول هذا المعهد العلمي الخطير .
وفي سنة 1925 تجددت الدعوة لتأسيس المدرسة الطبية ، فشكلت لجنة خاصة درست الموضوع من الوجوه كافة، وخلصت إلى ضرورة فتحها ، ورفعت تقريرها الى الملك فيصل الأول مع الأسباب التي تكفل فتحها .وفي تشرين الثاني عام 1926 طلب فيصل من حكومته تخصيص جزء من الميزانية المقبلة لتحقيق ذلك . وفي مثل هذا اليوم من عام 1927 فتحت الكلية الطبية أبوابها كفرع من جامعة آل البيت ، وهي أول محاولة لتأسيس جامعة عراقية . واخذ الطلاب يتلقون دروسهم في إحدى ردهات المستشفى الملكي (مستشفى المجيدية ) ، وعندما أعلنت مديرية الصحة العامة عن قرب افتتاحها تقدم للقبول فيها 80 طالبا ، انتخب عشرون منهم لدخول الكلية ، وقد أصبحوا من كبار الأطباء العراقيين في ما بعد كجاكي عبود ومظفر الزهاوي واحسان القيمقجي وعبد الحميد شلاش وكرجي ربيع . وقد عين الدكتور هاري سندرسن طبيب العائلة المالكة أول عميد لكلية الطب ، وهو من أبرز الساعين إلى فتحها ، أما أساتذتها فقد كانوا من الأطباء البريطانيين العاملين في العراق باستثناء الدكتور صائب شوكة ، الطبيب الجراح الرائد . ولا ريب أن الكلية الطبية العراقية تقدم بها الأمر في السنوات اللاحقة وأصبحت من الكليات الشهيرة على المستوى العالمي .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 28 نوفمبر, 2011: 06:47 م