تنوعت إصلاحات والي بغداد الشهير مدحت باشا ، وما أطلق عليه من انه الوالي المصلح، كان جديرا به ، حتى أن بعض الولاة اللاحقين أطلقوا على أنفسهم لقب ( مدحت الثاني) أو نحو ذلك . لقد استمرت ولاية مدحت باشا بين 1869 ـ1972 ، وقد حفلت بالعديد من المنجزات التي لم تعرفها بغداد من قبل .
ومن ذلك إنشائه جسرا جديدا لمدينة بغداد ، يربط جانبيها ويسهل للأهالي العبور بين الجهتين . وقد جرى افتتاحه في مثل هذا اليوم من عام 1870  وقد ذكر بعض الكتاب أن مدحت باشا أسس هذا الجسر بمناسبة زيارة العاهل الإيراني ناصر الدين شاه ، فقد هيأ والي بغداد كل ما يظهر بغداد مزينة أثناء زيارة الشاه عام 1870 واستمرت زهاء ثلاثة أشهر ، وقد شاركت مدرسة الصنائع التي افتتحت حديثا في تشييد الجسر الجديد ، وهي المدرسة التي أسسها مدحت باشا في مستهل ولايته لبغداد. وبمرور الأيام أصبح هذا الجسر مفككا وضعيفا ، ولم تجر عليه سوى إصلاحات طفيفة ، وكثيرا ما كان ينقطع أثناء الفيضان فيجري مع تيار الماء، كما وقعت عليه الكثير من الحوادث المؤسفة .واستمر الأمر على هذا الحال إلى أن تولى ولاية بغداد نامق باشا ( الصغير) في الأيام الأخيرة من القرن التاسع عشر . وقد حاول هذا الباشا التشبه بمدحت باشا في الإنشاء والتعمير والإصلاح، ومن أعماله إيعازه إلى مدرسة الصنائع التي استقر أمرها بصنع جسر جديد بدلا من القديم، وجرى الاحتفال بافتتاحه في صيف 1902، وكان جسرا أكثر متانة من جسر مدحت باشا وقد بقي قويا إلى أن انقضى العهد التركي عام 1917 . وقيل أن نامق باشا تلقى أمر عزله عن ولاية بغداد في اليوم نفسه الذي افتتح فيه الجسر الجديد.