لعبت الارسالية الدينية للاباء الدومنيكان في الموصل دورا تنويريا بالغ الاهمية، وكان دورها الثقافي من العوامل المهمة في اليقظة الفكرية في العراق الحديث، وكان دورها سباقا في مظاهر تلك اليقظة، منذ اواسط القرن التاسع عشر. ومن تلك المظاهر اصدارها اول مجلة في تاريخ الصحافة العراقية.
نشأت حركة الاباء الدومنيكان كحركة رهبانية في القرن الثالث عشر الميلادي في روما، وانتشرت في جميع انحاء العالم، وهي حركة دينية خدمية وثقافية ذات تنظيم محكم. وقد قدمت الى الموصل عام 1750، واسست مركزا لها فيها، وتمكنت من فرض احترام المجتمع الموصلي الذي تقبل نشاطها بكل رحابة صدر الى يومنا هذا. وقد شهدت الفترة منذ منتصف القرن التاسع عشر الى اوائل القرن التالي نشاطا متميزا للدومنيكان بفتحها المدارس التي انخرط فيها الكثير من اعلام الموصل من مسلمين ومسيحيين، وتاسيس المطبعة الشهيرة فيها، فضلا عن خدمات طبية واجتماعية وكنسية مختلفة. وفي مثل هذا اليوم من عام 1902 اصدر الاباء الدومنيكان في الموصل مجلة باسم (اكليل الورود)، فهي اول مجلة تصدر في العراق،عدد صفحاتها لا يتجاوز الست عشرة صفحة من القطع الصغير، واستمرت نحو ست سنوات، حتى اذا اعلن الدستور في الدولة العثمانية عام 1908، وكثرت الصحف والمجلات، قرر الدومنيكان ايقاف مجلتهم. وقد عالجت مجلة اكليل الورود موضوعات علمية وادبية وتاريخية الى جانب مقالاتها الدينية والاخلاقية.
حدث في مثل هذا اليوم: صدور أول مجلة عراقية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 30 نوفمبر, 2011: 07:59 م