اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > جماليات المقالة عند د. علي جواد الطاهر

جماليات المقالة عند د. علي جواد الطاهر

نشر في: 21 أكتوبر, 2009: 05:11 م

د. فائق مصطفىعرفت نظرية الأجناس الأدبية منذ عهد الاغريق وظهور نقد ارسطو في كتابيه المعروفين" فن الشعر" و" الخطابة" حيث قسم الشعر الى أربعة أجناس هي الشعر الملحمي والشعر المسرحي والشعر الغنائي والشعر التعليمي، في حين قسم النثر على الخطابة وغيرها.
لكن الاجناس النثرية شهدت تطوراً وتنوعاً في العصر الحديث بسبب تقدم الحضارة فظهرت  أجناس نثرية لم تكن معروفة من قبل مثل المقالة والرواية والقصة القصيرة والمسرحية النثرية والسيرة الذاتية. يذكر المؤرخون أن الكاتب الفرنسي مونتين (1533-1593) هو أول من كتب المقالة في العالم، في كتابه" محاولات" الصادر في عام 1585، لكننا نقول أن العالم والأديب البغدادي أبن الجوزي (510هـ- 592هـ) سبق مونتين في كتابة المقالة بعدة قرون في كتابه " صيد الخاطر" الذي يتضمن قطعاً نثرية قصيرة تدور حول شؤون الحياة والمجتمع والدين وهموم النفس.غير أن مقالات أبن الجوزي للأسف لم تترك أثراً يذكرفي الكتاب الذين أتوا من بعده، ولم يشتهر كتابه كثيراً، وعندما ظهرت المقالة في الأدب العربي في منتصف القرن التاسع عشر، كان ظهورها بتأثير المقالة الغربية ولما كان أحتكاك مصر ولبنان بالحضارة الغربية قبل أحتكاك غيرها من البلدان العربية، صارت الاسبقية للمقالة في أدبيهما ومن ثم النضج من هنا برز في مصر ولبنان كتاب كبار بمقالة أمثال الشيخ محمد عبده وطه حسين والعقاد والمازني واحمد أمين ومصطفى لطفي المنفلوطي والرافعي وزكي نجيب محمود وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمه..الخ.أما في العراق فقد تأخر ظهور المقالة فلم نشهد كتاباً مجيدين لها الا في النصف الثاني من القرن العشرين أمثال الجواهري وعلي جواد الطاهر ويوسف الصائغ وعبد المجيد لطفي وعبد الجبار وهبي( ابو سعيد) وداود الفرحان وحسن العاني وغيرهم.لكن نقد المقالة لم يحظ باهتمام يذكر من لدن النقاد والباحثين، ولاتزال المقالة جنساً أدبياً لم تكتب عنه الا دراسات قليلة جداً في العراق والاقطار العربية الاخرى، من هنا قلت في مناسبات عديدة، أن المقالة جنس أدبي مظلوم ومهمش لان الكثيرين لايعدونها من الادب، فكم من كتاب صدر ويصدر يحمل عنوان الادب الحديث في هذا القطر أو ذاك، نتصفحه فيه أثراً للمقالة.من أجل ذلك كله كانت غبطتي عظيمة عند قراءتي كتاب الناقد الدكتور فاضل عبود التميمي" جماليات المقالة عند د. علي جواد الطاهر:( وراء الافق الادبي) مثالاً، الصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة/ 2007 أحتوى الكتاب على أربعة فصول: الفصل الاول (جماليات الاثر والتوجيه وفيه تقصى الناقد المرجعيات التي أثرت في لغة الطاهر وظهرت سلطتها في نصوصه المقالية وهي القرآن الكريم والتراث العربي واللغة المعاصرة والمعرب، وقد توصل الناقد بعد دراسته لاثار هذه المصادر في مقالات الطاهر، الى" أن مصادر اسلوب الطاهر في ( وراء الافق الادبي) وان كانت بينه في تضاعيف المقالات وفقرها الا أنها لم تستطع ان تلغي اثر الكاتب الواضح في لغته واسلوبه وقد لا اجانب الصواب حينما اصف اسلوبه بالسهل الممتنع.." ( الكاتب/ 28)والفصل الثاني جماليات البلاغة في الاسلوب درس فيه الناقد الظواهر البلاغية والأسلوبية التي تتكرر في مقالات الطاهر وهي الاستفهام والتكرار والسجع والطباق والعكس أو التبديل.وبعد دراسة هذه الظواهر الاسلوبية والبلاغية قال الناقد: وبعد فهذه ابرز خصائص اسلوب د. على جواد الطاهر في كتابه المقالي (وراء الافق الادبي) وليس صميماً قاله الناقد د. مدني صالح من أن مقالته خلت من البلاغة وأرتضت لنفسها ان تقبل بالخبر والانشاء المحضين اللذين يهبطان بالمقالة الى مستوى الاخبار المقروءة بالجرائد". (الكتاب/ 60).أما الفصل الثالث جماليات الاعتراض فخصصه الناقد لدراسة جماليات الجملة الاعتراضية بلغة المقالة التي لاتفارق ابداً جمال الاسلوب وانما تعمل على تأثيره لكن الفصل الرابع (جماليات البناء والتشكيل) دار على بناء المقالة وقد تأكد ان الطاهر يعتمد على هندسة معينة في تشكيل مقالاته وابرازها للوجود فهو يقدم الشكل على المضمون لان اعتزازه بالشكل يفوق اعتزازه بالمضمون والاعتزاز بالشكل يعني عنده العناية الخاصة بالادارة الفنية والسعي الحثيث الى عنصر الطراوة وهذا لايعني اهمال المضمون فهو في كل الاحوال قرين الشكل ومنبثق منه. (الكاتب/ 83).ان لهذا الكتاب فضائل عدة اهمها انه واحد من الكتب القليلة التي لاتتجاوز اصابع اليد التي صدرت عنه ادب المقالة في العراق ومن هذه الكتب كتاب اساليب المقالة وتطورها في الادب العراقي الحديث والصحافة العراقية للدكتور منير بكر ورواد المقالة الادبية في الادب العراقي الحديث لعبد الجبار داود البصري وهو حسب علمي اول كتاب في النقد العراقي والعربي، يختص بدراسة كاتب واحد، وفوق ذلك يأتي الكتاب دراسة تطبيقية لنصوص مقالية تعنى بجمالياتها دون الانصراف الى مضامينها وافكارها كما هو شأن اغلب الدراسات عن أدب المقالة ولهذا كله سيكون الكتاب مصدراً في غاية الاهمية لطلبة الدراسات العليا والباحثين المهتمين بادب المقالة. غير ان شيئاً في الكتاب ربما يراه بعض الباحثين غير

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

"تقدم": خلو منصب رئيس البرلمان "عرقل" المضي بقانون العفو العام 

مقالات ذات صلة

غير مصنف

"تقدم": خلو منصب رئيس البرلمان "عرقل" المضي بقانون العفو العام 

خاص/ المدى رأى يحيى المحمدي، المتحدث باسم حزب تقدم، الذي يترأسه محمد الحلبوسي، اليوم الثلاثاء، أن غياب رئيس مجلس النواب احد الأسباب التي أدت الى تعطيل قانون العفو العام. وقال المحمدي، في حديث لـ(المدى):...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram