اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سلطة بدون معارضة !

سلطة بدون معارضة !

نشر في: 6 مارس, 2013: 08:00 م

إن المعارضة السياسية تعد من البنى الاساسية في الانظمة الديمقراطية، بل وتعد  المصدر الاساسي التي توفر للنظام السياسي الشرعية والمشروعية السياسية، فالتعددية الحزبية او بالاحرى الانظمة التنافسية غالبا ما توفر للجماهير خيارات متعددة في الحكم على المشاريع والرؤى السياسية للكيانات المشاركة في الانظمة السياسية، لذا من الصعب الحديث عن نظام ديمقراطي اذا ما غابت عنها المعارضة الفعلية، وذلك لأهمية مهام المعارضة في صناعة الضغط على الحكومة وتفعيل الرأي العام بحيث تمكن الجماهير من معرفة ما يجري على الساحة السياسية من احداث ومعطيات قد تؤثر بصورة مباشرة على المصلحة العامة للمجتمع.

ان المعارضة السياسية حق كفله كل الدساتير الوطنية وكذلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، فالتعبير عن الرفض أو المطالبة بالحقوق والحريات ضمن الحدود الدستورية ووفق الآليات والسبل المدنية شيء طبيعي في ظل الانظمة السياسية القائمة على اساس المواطنة وحكم المؤسسات. ان السؤال الذي يفرض نفسه في الحالة العراقية هو لماذا لا تريد الاطراف العراقية ممارسة وظيفة المعارضة في العراق الجديد، او هل ان الازمات الراهنة والسابقة هي افرازات لحالة الاحتكار السياسي وعدم توفير اجواء العمل خارج اطار السلطة، ان الواقع السياسي الذي مر به البلاد لأكثر من ثلاثة عقود قد فرض عقد سياسية على الكيانات السياسية وكذلك في ادبيات وعقلية النخبة السياسية والعقد عبارة عن الخوف من الآخر، والتحليل على اساس الشك والمؤامرة، واستمرار قاعدة الخوف من التهميش والرفض، واستمرار حالة الانتقام على أساس التاريخ، لذا اعتبر ممارسة المعارضة يعني التجريد من كل الحقوق والحرمان من كل الامتيازات، وذلك لان المعارضة السياسية ليس لها عنوان او مكان للاعراب في ظل النظام السياسي القائم على اسس محاصصة وفق اسس تقليدية لا تربطها شي بحالة المدنية وحكم القانون.

ان الحالة الحزبية في العراق بعد الاحتلال الامريكي هي حالة لم يشهدها البلاد من قبل من حيث التعددية وفسح المجال امام النشاط السياسي، إلا ان طبيعة ممارسة السلطة السياسية وممارسة عمل المعارضة السياسية تعاني من ازمة جوهرية  في العراق، وذلك لتجرد الشعب العراقي من احقية المشاركة الفعلية في صنع القرار السياسي، صحيح هناك مشاركة سياسية شعبية من خلال الانتخابات في انتخاب السلطة التشريعية في العراق، الا ان المشكلة تكمن في عدم المشاركة الفعلية في صنع القرار السياسي من قبل الكيانات المشاركة في الحكومة العراقية، واحتكار القرارات من قبل رئاسة الوزراء في الوزارات السيادية، فالممارسة غير المسؤولة للسلطة السياسية ومحاربة الاطراف السياسية من قبل الاحزاب الحاكمة قد تفاقم الازمة لدى الاطراف العراقية من خوض المعارضة السياسية، ومن اجل التحرر من ازمات العراق في الوقت الراهن لابد من وجود السلطة السياسية الشرعية المنتخبة الى جانب معارضة سياسية قوية تصون حمايتها القانون والدستور بحيث تكون منبرا لصوت الجماهير ووسيلة للضغط على الحكومات القادمة لكي تعمل وفق ما يريده الشعب وليس العكس، فالنظام السياسي في العراق لكي يستقر يحتاج الى معارضة عملية وسلطة تحترم شرعية ومشروعية قرار الشعب في صناعة القرار السياسي وعلى النخبة والأطراف السياسية الاستجابة لضرورة ممارسة المعارضة في المرحلة القادمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

 علي حسين تهلّ علينا النائبة عالية نصيف كلَّ يوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها بعض النواب، حيث يظهرون بالصورة والصوت ليعلوان أن المحاصصة...
علي حسين

كلاكيت: عشرة أعوام على رحيل رينيه

 علاء المفرجي في الذكرى العاشرة لرحيل شاهد عصر الموجة الفرنسية الجديد، التيار الذي شكّل حدثاُ مفصلياً في تاريخ السينما ألان رينيه الفرنسي الذي فرض حضوره القوي في المشهد السينمائي بقوة خلال تسعة عقود...
علاء المفرجي

نحو هندسة للتوافق التنموي

ثامر الهيمص وليكن نظرك في عمارة الارض، ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد، واهلك العباد ولم يستقم امره الا قليلا. في...
ثامر الهيمص

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

رشيد الخيون أقام ديوان الكوفة بلندن(1993) أسبوعاً عنوانه "التُّراث الحي في حضارة وادي الرّافدين"، ففاجأنا دكتور بعلم الأحياء، معترضاً على إحياء "الأصنام"، وبينها كَوديا. لم نأخذه على محمل الجد، حتى كسرت "طالبان" تمثالي بوذا(مارس2001)،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram