اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > الافتتاحية: لا تصدقوهم..

الافتتاحية: لا تصدقوهم..

نشر في: 5 نوفمبر, 2009: 08:40 م

 فخري كريم

كلما يقترب موعد الانتخابات وتتصاعد حمى التنافسات سيلاحظ المواطنون أساليب مكررة وأخرى مبتكرة للتقرّب من الناس والظهور بمظهر العطف والرحمة والشعور بالمعاناة الكبيرة للعراقيين

في كل المجالات التي تستدعي تدخل الدولة وتوفيرها للخدمات المطلوبة كواجب للحاكمين وليس منّة منهم على الناس وتفضلا عليهم.

 ستثير هذه السلوكيات انتباه المواطنين الذين يغيب عن نواظرهم طيلة أشهر وسنوات أي مشهد للكثير من السياسيين، بشكل عام، وللحاكمين منهم بشكل خاص، الذين ينصرفون عن الاهتمام بمشكلات الناس إلى الاهتمام بالمصالح الخاصة وبالأزمات، المفتعل منها والحقيقي، وباستمرار المماطلة والتسويف في تشريع أو عمل كل ما من شأنه أن يشعر المواطن انه محط اهتمام هؤلاء الذين صعدوا إلى أعلى السلطات باسمه وبصوته وتضحياته. وستثير هذه السلوكيات التي تريد استدرار ولاء الناخبين وأصواتهم غضب المواطنين وحنقهم واشمئزازهم من هذا الاستغفال للوعي الشعبي الذي يراد له أن يصدق هذه الأكاذيب والخداع الذي يظهر في المواسم الإنتخابية عادةً. بعض السياسيين سيظهر بلباس التقوى والورع والتصدّق على المساكين، وبعضهم سيتحمل نفقات حج مؤمنين بسطاء فقراء يريدون أن يموتوا مطمئنين على أدائهم فريضة الحج، فيما يتذكر بعض آخر من السياسيين يتامى عشيرته وقريته الأولى ليتفضل عليهم مما آتاه الله من خير العراق الوفير..لكن الحكومة ابتكرت وسيلة جديدة في هذا المجال الدعائي الانتخابي وذلك من خلال إقدامها على عيادة المريض بعد أسابيع وأشهر مضت على معاناته مع المرض وتشافيه منه. ففي الأخبار أن الحكومة بعثت وفدا ليعود الكاتب العراقي المقيم في عمان عبد الستار ناصر الذي كان قد تعرض إلى مرض مفاجئ قبل أكثر من شهرين، اضطر معه الكاتب إلى الرقود في غرفة الإنعاش بين الحياة والموت في أحد مستشفيات العاصمة الأردنية، ولم يكن الخبر خافيا عن الجميع، بحيث يتبرر هذا التذكر المتأخر لكاتب عانى بمرارة من المرض الذي وقف فيه إلى جانبه فقط أصدقاؤه من المثقفين والإعلاميين وزوجته وقلوب قرائه ومحبيه. كان بالإمكان أن تبلغ الحكومة السفارة لتقوم في حينه بالواجب للكاتب المريض..لكن هذا ما لم يحدث. وسيكون الظهور المبكر للموسم الانتخابي هو الذي يدفع إلى تذكر مثل هذه الحالة والى استثمارها في إطار الدعاية وفي سبيل الترويح عن الوفد الذاهب إلى عمان، وإلا فأن الواجب، وخصوصا هكذا واجب، لا تنبغي الإشارة إليه والتحدث به كجزء من سياق معروف اجتماعيا ودينيا. هذه حالات ستتكرر وتتكرر سبل استخدامها في مجال الدعاية الانتخابية، الأمر الذي يفرض على المواطنين أن لا يصدقوا وأن لا يخدعوا بهذه السلوكيات التي سيظهر بها سياسيون من مختلف المواقع في هذه الأشهر التي ستكون ملأى بفنون الدعاية والتضليل وصولا إلى صوت الناخب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الستراتيجيّةُ العمياءُ وراءَ فاجعةِ الكرّادة..

في حُمّى "الهَلْوَسةِ السياسيّةِ" استرخى وزراءُ "الغَمْغَمَةِ" واللَّك..!

بينَ اليأسِ والإحباط مساحةٌ مضيئةٌ للصمت ..!

الموت حين يُصبح طقساً عابراً بلا مراسيم تشييع للفقراء .!

"بــيــروت مـــديـنـتــي".. وعـيـــنٌ عـلـــى بــغــداد ...

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram