كريم الحمدانيفي الماضي كان العراق يسمى ارض السواد لان الخضرة كانت تكسوه لدرجة تبدو الارض فيها وقد اتشحت بالسواد، وكانوا يقولون ان العصفور كان يتنقل من بغداد الى البصرة لا طيرانا بل قفزا من شجرة الى اخرى، والتأريخ يدلنا على أن العراق كان ارض الغابات هذا الوطن الذي كان عنوانا للعمران والرخاء اصبح اليوم ارضا جرداء تزحف الصحراء على ما تبقى منه .
قبل ثلاثين عاما كان في العراق اكثر من (16) مليون نخلة لم يتبق منها اليوم سوى(4) ملايين لاتكاد تنتج مايكفي الحاجة المحلية من التمر وهذا النقص الخطير والمؤلم كان نتيجة الحروب المتتالية واهمال الارض والهجرة المستمرة للفلاحين الى المدينة كل هذا اكمل مسلسل تدمير الطبيعة . بعد 2003 كثرت المنظمات والهيئات التي تعنى بالنخيل والبساط الاخضر، ولكن الحال لم يتغير بل ازداد سوءا اذ لم نلاحظ مثلا قيام هذه المنظمات غير الحكومية بتنظيم مؤتمر أو مهرجان يكرس لتدارس المشكلة التي تعانيها زراعة النخيل واكثاره واقتراح الحلول للمعنيين في هذا المجال سواء في وزارة الزراعة وهي جهة استشارية وتقدم الدعم او الهيئة العامة للنخيل، وهذا هو واجب هذه المنظمات التي تحصل على المساعدات لهذا الغرض، وعدم ترك الامر على الجانب الحكومي الذي يتعذر عليه وحده القيام بهذا الجهد، وله اسبابه منها قلة التخصيصات تارة وشحة المياه ونسوا ان العراق بلد مطير وفيه نهران وشط العرب والجداول والاهوار وحتى اذا شح غيث السماء لسنين اعتقد ان هذا الامر دعا امانة بغداد بدلا من الاكثار من زراعة شجرة النخيل في المتنزهات والشوارع العامة الى استيراد نخيل من البلاستك لتأثيث الشوارع وتقاطعاتها عسى ان تكون بديلا عن عمتنا النخلة الحقيقية .
هل سيكون نخيل البلاستك بديلا عن عمتنا النخلة ؟!
نشر في: 6 نوفمبر, 2009: 04:57 م