ها هو المهرجان التشكيلي الذي أقيم في بغداد هذا الأسبوع يسدل ستائره وقد جمع هذا العدد الكبير من الفنانين والمهتمين والمتابعين وعرض أعمالاً تابعها المهتمون في كل قاعات بغداد وأماكنها الثقافية . مبادرة طيبة ومهمة من دائرة الفنون التشكيلية ووزارة الثقافة ، واعتناء جميل بتوجيه الدعوات إلى فنانين يعيشون في بلدان عديدة ، كي يتواصلوا مع الفنانين العراقيين الذين يعيشون داخل العراق . إذاً هي فرصة نادرة تستحق الإشادة ، للتواصل بين الفنانين والاستفادة من الخبرات في ما بينهم ورؤية نتاجاتهم إن كانوا يعيشون داخل العراق أو خارجه ، نراها في مكان واحد وقاعات مشتركة ، وهي فرصة لرؤية وتحسس الأعمال الفنية وهي تظهر من بين ركام الأحداث المأساوية التي تمر على العراق ، لتظهر لنا وجه بلدنا الذي نتمناه وتشير بمحبة وجمال وألفة إلى فننا الذي نعتز به ، وتفتح نافذه يدخل من خلالها بعض الضوء والأمل والحب أيضاً .
هذا هو المهرجان الأول ، وهو يقام بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة ، ويتطلّع الفنانون إلى إعادة هذا التقليد كل سنة ، كي يتواصل فنانو العراق مع العالم ، وذلك لأهمية الحركة التشكيلية العراقية الرائدة والمؤثرة والمهمة ، والتي يليق بها مهرجان سنوي كبير يطرح فيه الفنانون إبداعهم وخبراتهم الجمالية ورؤاهم الفنية ، مهرجان يحيط بكل هذا الكم والنوع الذي ينتجه فنانون بمختلف الأساليب والخامات والأدوات والوسائط . هي خطوة فيها الكثير من النجاح رغم بعض الهنات التي تحيطها في هذا المكان أو تلك الزاوية كما يحدث في أي مهرجان . ومثلما نعرف ، فإن كل بداية تشوبها بعض الصعوبات وخاصة في مثل الأوضاع الحالية للعراق . المهم أن المهرجان قد أقيم والأعمال عرضت والفنانون قد حضروا .
أرجو النجاح بكل تأكيد لمهرجان كهذا ، وأن تسير الأمور بشكلها اللائق والأفضل ، وأتمنى أيضاً أن تؤخذ بعض الأمور في الحسبان في الدورات القادمة ، مثل إرسال دعوات المشاركة إلى الفنانين الذين يعيشون خارج العراق قبل وقت كاف كي يرتبوا أمور سفرهم وينهوا بعض الارتباطات المنشغلين بها والتي لا يمكن تأجيلها في الكثير من الأحيان ، كذلك أن تتكفل الوزارة طباعة كتاب كبير يضم الأعمال الفنية المشاركة ونبذة عن الفنانين ، يكون وقت المهرجان عشرة أيام مثلاً بدلاً من ثلاثة أيام هي ربما لا تكفي لمهرجان كبير كهذا ، أن يتم اختيار الفنانين المشاركين بشكل جيد ومناسب وأن يؤخذ بالاعتبار المكانة الإبداعية فقط في ذلك ، تكوين ورشات عمل طول أيام المهرجان وأن تتم دعوة فنانين من أوروبا والعالم لهم مكانة فنية جيدة ومهمة كي يساندوا المهرجان بحضورهم وإبداعهم ، وسيكون رائعاً بالتأكيد لو أن المهرجان يقوم بالاحتفاء بفنان عراقي كبير ومؤثر في كل دورة من دوراته ويطبع عنه كتاب وتناقش أعماله في بعض الندوات التي تصاحب المهرجان ، أن تدعو الوزارة بعض المستثمرين ورعاة الفنون ومقتني الأعمال الفنية كي يقتنوا الأعمال من المهرجان ويجعلوا من ذلك سوقاً للأعمال الفنية ، لأن الفنان يبحث أيضاً عن تسويق لأعماله وبيعها ليؤكد حضور اسمه وانتشار نتاجه الفني ، كذلك طباعة جريدة مؤقتة خاصة بأيام المهرجان تتابعه من خلال الصور والحوارات وتعكس ما يحدث في المهرجان من زوايا عديدة ، ووضع صفحة على الفيس بوك باسم المهرجان ليتسنى التواصل معها من قبل الفنانين في الخارج والداخل ونشر الأشياء التي تتعلق بالمهرجان مثل لقاءات الفنانين وصورهم وأحاديثهم .
في كل الأحوال ، يبقى المهرجان نقطة مضيئة يحتاجها فنّنا التشكيلي ويستحقها بامتياز .
تحية لكل الفنانين المشاركين ولكل من ساهم بشكل أو آخر في نجاح هذا اللقاء الملون.