لا أخفي قلقي مع عائلتي على سلامة ولدي علي الذي يشارك القوات العسكرية في تحرير أهلنا في الرمادي من سيطرة إرهابيي داعش والقاعدة اللذين ابتليت بهما هذه المدينة العراقية المعروفة بمواقفها الوطنية المشرفة على مر التاريخ، لكن ذلك القلق زال في اتصال هاتفي مع ولدي بالأمس الذي أكد لي على سلامته وسلامة إخوته من قوات الجيش العراقي ،وما أفرحني أكثر هو تعاملهم الإنساني من أبناء جلدتهم في منطقة الكرمة الذين يقومون بتمشيطها من أوكار الإرهابيين الذين سيطروا على مقدرات أهلها بلغة الموت والبطش،وأكد علي في الاتصال أن أهالي الكرمة التابعة لقضاء الفلوجة يعدون الطعام لقوات الجيش وسط ترحيبهم وفرحتهم برحيل الإرهابيين من مدينتهم.
هذا هو شعبنا الذي نعرفه ،وهؤلاء هم أحفاد الشيخ ضاري الذي قام بقتل القائد الإنكليزي جيرارد لجمن وقيام العشائر بمشاركة بقية العشائر العراقية في ثورة العشرين ،وفي عام عام 1941 حاولت القوات البريطانية السيطرة على المدينة المنتفضة إثر حركة مايس لكنها واجهت دفاعا مستبسلا وشرسا من أهلها وهزمت تلك القوات على حدود مدينة الفلوجة البطلة ،ومن ينسى انتفاضتها عام 1990 ضد الديكتاتور بقيادة اللواء الطيار الشهيد محمد مظلوم الدليمي الذي ضرب مثلا رائعا في البطولة والاستشهاد،لكن الطاغية لم يحترم كلمته لشيوخ ووجهاء الرمادي الذين ناشدوه إطلاق سراحه فقام بإرساله لهم داخل نعش،فثارت الفلوجة بعشائرها حين سمعت الخبر وقام الطاغية بإعدام العديد منهم وزجّ المنتفضين بالسجون،ومن لا ينصف هذه المدينة أثناء مقاومتها الاحتلال الأمريكي وهي سارية للفخر والتباهي في ذلك الموقف الكبير،ومن يتجاهل موقفهم الذي يدل على صدق المشاعر ولحمة العراقي لأخيه العراقي حين هبّت الفلوجة بأهلها لمد يد العون لإخوتهم في محافظتي ميسان وواسط الذين شردتهم فيضانات العام الماضي،على الرغم من أصوات الفتنة والتفرقة التي ترسلها بعض الجهات السياسية التي تتعكز على الطائفية في إدامة وجودها ،نعم هؤلاء أهلنا الأصلاء لم يهادنوا داعش وأمراء الفتنة والقتل ،بل ساندوا ودعموا قواتهم الأمنية ضد الدخلاء على البلد ،الذين يحاولون جرّه إلى الفتنة وأهوالها.
مدينة (الـ550)جامعاً تحتضن اليوم ببيوتها وبالتحديد في منطقة الكرمة العديد من أفراد الجيش العراقي وتؤازرهم للقضاء على جميع الإرهابيين ،فتحيةً لعشائر الرمادي جميعا ولأهل الكرمة وهم يشحذون الهمم لتخليص مدنهم من الارهابيين،ونقول، تباً لكل من يحاول أن يحلّق بأجنحة الفتنة عالياً تحت مسميات طارئة وضيّقة على شعبنا الذي لم ولن يساوم على عراقيته دائماً وأبداً.
عوائل الفلوجة تعدّ الطعام للجيش العراقي
[post-views]
نشر في: 11 يناير, 2014: 09:01 م