□ تحقيق:علي الكاتب شكل التراجع في مستويات التنمية الزراعية خلال السنوات الماضية الملمح الأبرز في انحسار دور القطاعات الإنتاجية في تفعيل الاقتصاد الوطني ، فضلاً عن عدم وضوح الرؤية الصحيحة والسياسة الزراعية المطلوبة لرفع أداء هذا القطاع والذي تسبب بتراجع مستويات الاستثمار فيه. ( المدى الاقتصادي ) تبحث في دور الاستثمار وأهميته القصوى في تطوير الإنتاج الزراعي عبر التحقيق التالي:
تراجع مستويات التنمية- يقول الخبير الزراعي موفق عبد الوهاب: إن الفترة الماضية اسهمت في تراجع مستويات التنمية الزراعية من خلال اثار سلبية ترتبت لجملة من المعطيات والازمات ومنها، اختلال التوازن الاقتصادي بشكل عام ، وانعدام وجود فرص التمويل والاستثمار ، والاختلالات المؤسسية في ادارة الاقتصاد الوطني ، والاختلال في هيكل الموارد المالية ،والانفاق الحكومي غير الرشيد خلال الفترة الماضية ،والمديونية الخارجية ، وعدم استخدام الوسائل التكنولوجية المتطورة ،ومشكلات العمالة المستخدمة في القطاع الزراعي ، وأزمة التخطيط وقصور السياسات الزراعية وغيرها .ويضيف ان الضعف الواضح في مستوى اداء القطاع الزراعي اصبح صفة ملازمة للاقتصاد الوطني خلال الفترة الماضية ،و الذي يتسبب بحالة من القصور في الرؤية الاستثمارية وتكوين رؤوس الاموال في الزراعة ، وبالتالي تقلص الفرص الاستثمارية في هذا القطاع ، فضلا عن الخطط الانتقالية التي تمر بها الزراعة في طريق التحول من الاقتصاد الحكومي الى اقتصاديات السوق ،من خلال خلق بيئة استثمارية مطلوبة لنمو اقتصاديات السوق في هذا المجال عبر مجموعة من البرامج الوطنية لتطوير القطاع الزراعي في البلاد .معوقات تعترض الاستثمار الزراعي- هناك معوقات ومشكلات ليست بالبسيطة تقف بوجه تحقيق النجاح في الاستثمار في القطاع الزراعي وتحقيق معدلات نمو جيدة في هذا القطاع ، وهي انخفاض مستوى التقنيات المستخدمة في الزراعة ،إذ لا يزال الكثير من الفلاحين والمزارعين يعتمدون على تقنيات لا تواكب الطلب المتزايد على المنتجات الزراعية ،فضلا عن عدم قدرتها على منافسة السلع المستوردة ،مع محدودية الأراضي الزراعية والزحف العمراني عليها ،وعدم توفر الطاقة وارتفاع أسعارها ، وتدهور إنتاجية الأرض بسبب زيادة الملوحة. وكذلك تردي مستوى شبكات القنوات الاروائية الحقلية وشبكات البزل بسبب عدم صيانتها لفترات طويلة ، وكثرة استخدام الري السطحي على حساب انظمة الري الحديثة ،واستهلاك محطات ضخ المياه وارتفاع كلف الصيانة ،وعدم توفر البذور المصدقة ،والاسمدة والمكننة وارتفاع اسعارها ،وعدم وجود التخصيصات المالية لانشاء المحطات البحثية .تحديات القطاع الزراعي- يقول الدكتور هاشم العبيدي التدريسي في جامعة بغداد: إن هناك تحديات تواجه القطاع الزراعي في عدم توفر الخبرة المطلوبة وعدم تطبيق نتائج البحوث الزراعية على ارض الواقع وضعف التنسيق بين مراكز البحث العلمي والجامعات والمزارعين ، وعدم استخدام اساليب انتاج المحاصيل المتطورة والحديثة ،وقلة التخصيصات المالية المستخدمة كقروض للفلاحين والمزارعين ومربي الدواجن والاسماك والماشية ،خاصة في قلة حصول المستثمرين من القطاع الخاص على القروض الائتمانية .ويضيف : من الضروري تحديد الرؤية الواضحة للقوانين المتعلقة بالاستثمار وتحديد مساراتها ،وإيجاد آلية للتنسيق العلمي والبحثي بين المراكز العلمية والجامعات والفلاحين والمزارعين ومربي الحيوانات ،والتشجيع على اقامة المشاريع الاستثمارية الزراعية من قبل المستثمرين من القطاع الخاص واستغلال اكبر مساحة ممكنة من الاراضي الزراعية بهدف زيادة الانتاج ،ومتابعة تلك المشاريع لاسيما في مجال حماية البيئة .تشجيع الاستثمارات- يقول الخبير الزراعي عبد الله المشهداني: ان تحقيق الاهداف المرجوة في النهوض بواقع القطاع الزراعي واستغلال الاراضي غير المستغلة بالزراعة ،واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ، لن تؤتي نتائجها المرجوة من دون الاعتماد على الاستثمارات الاجنبية ،نظرا لما يمتلكه من امكانات مالية وتكنولوجية وتسويقية هائلة، يعجز الاقتصاد المحلي سواء كان حكوميا او خاصا عن توفيرها ، ومن هنا من المهم تقديم التسهيلات له والضمانات الكافية من اجل تحقيق تلك الاهداف .ويضيف ان تشجيع القطاع الخاص من خلال تطوير اساليب الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وتقديم القروض الميسرة الطويلة الأجل ،وتأجير الاراضي الزراعية لقاء اسعار مخفضة، واعفائها من الضرائب وغيرها من اساليب الدعم والتشجيع للعاملين في القطاع الزراعي ، وذلك لان هذه الشريحة تمثل ركيزة مهمة في تحديث القطاع والتحول به نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة.- ومن الجوانب الايجابية ذات الاثر الكبير في تنمية القطاع الزراعي، القيام بتنفيذ المزارع النموذجية، ومن ثم بيعها الى القطاع الخاص والمستثمرين ،بعد تحقيقها معدلات انتاج جيدة ،وهي مزارع تنفذ على اساس التكامل الزراعي والصناعي ،واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ،كاستعمال المعدات الزراعية الحديثة واجهزة الري بالرش والتنقيط وغيرها من الاساليب والوسائل الحديثة عالميا ،وهي حاليا تغذي المدن في دول العالم بالمنتجات الزراعية المختلفة ذات الجودة العالية والقيمة الغذائية الكبيرة ،والتي تستقطب
هل القطاع الزراعي بحاجة إلى خريطة استثمارية؟
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 20 سبتمبر, 2011: 07:40 م