بغداد/ نورا خالد تصوير/ ادهم يوسف شغلتْ منصب مدير المتحف العراقي لسنوات عديدة وتخصصت ْبتاريخ المسكوكات العربية والإسلامية، باحثة آثارية وزوجة باحث كبير، د.مهاب الدرويش التقيتها وكان لنا معها هذا الحوار: * رأيك بالأوضاع السياسية الحالية؟
- الأمور من سيئ إلى أسوأ وخاصة في الفترة الأخيرة، ساءت الأمور كثيرا وهناك جهات تحث على سوء الأوضاع السياسية أو ربما تكون قضايا شخصية بين السياسيين وبين الكتل السياسية.* بما انك باحثة ومتخصصة في الآثار، ماذا تصفين سرقة المتحف العراقي؟ - المتحف الوطني العراقي أحد ضحايا الحرب والدمار وسرقة المتحف العراقي تدمير للحضارة الإنسانية ولا استطيع وصفه إلا بالكارثة، فالمتحف العراقي تتمثل فيه جميع وجوه الحضارة والتقدم الإنساني الذي كان العراق من شماله إلى جنوبه مسرحاً له، كما أن الآثار المعروضة نتاج أقوام متعددة عاشت في عصور مختلفة. فالكارثة لم تكن في السرقة بحد ذاتها بل بتدمير كل أجزاء المتحف العراقي من قاعاته وخزاناته وملاحقه وسراديبه، والآثار الناطق الرسمي لبلد الحضارات وعندما سرق المتحف تأثرتُ كثيرا فقد عشت مع الآثار لـ40 عاما واعرفها قطعة، قطعة. وهي خسارة كبيرة للبلد.* وما هي أهم الآثار التي سرقت؟ - سرقت الأختام الاسطوانية التي عليها نقوش دقيقة جدا تدل على مدى حضارة البلد الذي استطاع رسم مثل هذه النقوش في ذلك الوقت منذ آلاف السنوات رسما بهذه الدقة، وهذه على حد علمي لم تستعد إلى الآن.* وعلى من يقع اللوم برأيك؟ - كان من المفروض على دول العالم المتقدمة أن تقف بوجه مثل هؤلاء المخربين وخاصة منظمة اليونسكو كان عليها أن تعلن عن الحفاظ على المتحف العراقي في حالة دخول الأميركان إلى بغداد، وهذا مأخذ على هذه المنظمة التي تهتم بمثل هكذا أمور في مختلف أنحاء العالم. * لم نرَ د.مهاب تترك العراق برغم الظروف التي مرت به؟ ما السبب؟ - لا استطيع ترك العراق وتبديله بأي مكان آخر مهما كانت الظروف قاسية وأتمنى أن أموت على أرضه وادفن تحت ترابه فكل الذكريات الجميلة فيه وكل شيء حلو وجميل فيه.
د. مهاب الدرويش: سرقة المتحف العراقي تدمير للحضارة الإنسانية

نشر في: 16 أكتوبر, 2011: 09:32 م