 الديوانية / تحسين الزركانيحذر شيوخ ووجهاء العشائر العراقية خلال مؤتمر عقد أمس الأول في محافظة الديوانية، من الأيادي التي تعمل على تمزيق وحدة البلد والعمل على تجزئة مكوناته، فيما أكد وزير النقل تمليك دور موظفي وزارته في الديوانية. وقال وزير النقل هادي العامري في كلمته خلال المؤتمر الذي أقيم في مدينة الديوانية، أمس الأول، بذكرى ثورة العشرين، وحضرته "المدى": إن "ذكرى ثورة العشرين التي نحتفي بها، تأكيد على وحدة أبناء الشعب العراقي، الذي قارع الاحتلال ورفض جميع أشكاله".
وأضاف أن الشعب "تمكن بوحدته من طرد الاستعمار، لتكون ثورة العشرين منارا للوحدة تقتدي به شعوب العربية في التحرر من الدول المستعمرة لها"، واصفا العشائر العراقية بأنها "صمام أمان الوحدة والاستقلال وسيادة البلد، وهو ما أثبته أبناؤها خلال الحقب التاريخية المختلفة التي مرت على العراق".وأشار العامري إلى أن "ثورة العشرين أكدت لحمة نسيج المجتمع العراقي بكل طوائفه، على الرغم من وجود أياد خارجية تعمل على تمزيق الوحدة الوطنية والنسيج الوطني الاجتماعي بين أبناء الشعب العراقي، بمحاولات زرع الفتنة الطائفية والمذهبية التي نجح العراقيين في الوقوف بوجهها".من جهته، أكد شيخ عشائر الشبك في محافظة الموصل يحيى علي أغا، أن "عراقنا وطن واحد لن يتمكن أحد من العبث بوحدته ولن يفلح بمحاولات التجزئة التي تسعى إليها بعض الدول، لتمزق هذا النسيج الاجتماعي الذي اتحد من أجل نبذ الطائفية للحفاظ على وحدة البلاد". فيما أوضح شيخ عشيرة البو سياب من محافظة صلاح الدين جمال عباس الخزرجي، أن "70 شيخا من عشائر محافظة صلاح الدين، حضروا إلى الديوانية، للمشاركة في مؤتمر تجتمع بظله عشائر البلاد القادرة على دحر المخططات الرامية إلى تفتيت البلد وتكبيل الأيادي الغادرة التي تحاول النيل من وحدتنا وتمزيق أبناء شعبنا، بالمسميات الطائفية أو العرقية والمذهبية". وبين أن "مشاركة شيوخ العشائر في مؤتمر واحد، الغاية من تنظيمه تعزيز الروح الوطنية للعشائر والتأكيد على وحدتهم وتلاحمهم مع أخوتهم والوقوف بوجه محاولات تفتيت وحدة العراق". يشار ان شرارة ثورة العشرين قد اشتعلت في الثلاثين من حزيران عام 1920، في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى (270 كم جنوب بغداد)، وامتدت إلى باقي مدن العراق، إلا أن مركز قيادتها وثقلها كان في السماوة والنجف وكربلاء والحلة. وتذكر المصادر التاريخية أن الثوار كبدوا قوات الاحتلال البريطاني خسائر فادحة في الأرواح والمعدات بلغت 2269 بين قتيل وجريح. وكانت الحكومة البريطانية مجبرة بعد اندلاع الثورة التي استمرت ستة أشهر إلى تشكيل أول حكومة وطنية مؤقتة، أعلنت عن رغبتها في إقامة ملكية عراقية، لتتوج الأمير فيصل ملكا على العراق منتصف العام 1921. من جانب آخر أكد وزير النقل لـ"المدى"، خلال زيارته محافظة الديوانية ولقائه حكومتها، أن "بداية العام المقبل ستتم المباشرة، بإنشاء مشروع الإخراج الكمركي للفرات الأوسط في الديوانية".وأضاف أن "المشروع سيسهم بالنمو الاقتصادي، وتوفير فرص عمل للعاطلين، على الرغم من الموازنة القليلة المخصصة لوزارة النقل التي يذهب أغلبها إلى مشاريع تطوير السكك الحديد، وما يتبقى يذهب إلى مشاريع الطيران المدني".