بغداد / مقداد الموسوي اشتكى عدد من الجنود من أنّ إجازاتهم الدورية قصيرة، وتمنح لهم بعد فترات طويلة من الالتحاق بمعسكراتهم، ما يضطر البعض منهم إلى الرضوخ لضغوط بعض الضباط ودفع الأموال مقابل منحهم الإجازة. وقال الجندي سلام عبادي لـ"المدى": إن "الجنود يقضون النهار والليل في واجبات محفوفة بالمخاطر وتراهم مدججين بالسلاح والدروع في شوارع بغداد لساعات طويلة ،ولربما يصل واجبهم في حالة الإنذار إلى أيام متتالية ،وهذه الواجبات تكون طويلة جدا ومجهدة مقابل ساعات قليلة من النوم والراحة". وأضاف "مع كثرة الواجبات وقلة النوم نواجه ضغطا وسوء معاملة من الضباط"، مبينا "أنهم يحاسبوننا على أبسط الأمور ولأتفه الأسباب في سبيل فرض سيطرتهم على الجندي بكل الطرق"، على حد قوله.
وأشار عبادي إلى أن "الواجبات والحراسات تكاد تكون محصورة بعدد من الجنود لأن الآخرين في إجازات (مالية)"، منوها إلى أن كل يوم إجازة له ثمن بحسب المكان ودرجة الخطورة.وأكد أن "الضباط المرتشين لا يهمهم إن كان عدد المنتسبين الباقين في الفوج بعدد أصابع اليد الواحدة، المهم أن تمتلئ جيوبهم بالمال". وذكر أحد جنود الفرقة الحادية عشرة، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "التعب والإرهاق الذي يتعرض له الجنود لا يعني شيئا لدى هؤلاء الضباط"، مؤكدا أن "الكثير من الضباط يكلفون قسما محددا من الجنود بالواجبات ويتركون الآخرين تحت غطاء التبرعات أو الإجازة المالية".وروى الجندي أن "هجوما إرهابيا شن على الفوج في أحد الأيام، ومررنا حينها بلحظات عصيبة لأن أكثر من نصف عدد جنود الفوج في إجازات مالية"، مشيرا إلى أنه "وبعد انتهاء الهجوم وتصدي الجنود الموجودين للإرهابيين تقرر تكريم الضباط والجنود المقربين منهم فقط".وبين أن "الغبن والجور وقع على البسطاء من الجنود المغرر بهم حيث لم يشملوا بالتكريم على الرغم من تعرض حياتهم للخطر".وذكر الجندي "التكريم يشمل الضباط والجنود المراسلين وسائق الآمر، وهكذا أما من يضحي بحياته اقتناعا أو تغريرا أو خوفا من العقاب فلا أحد يفكر به عندما يكون هناك تكريم".فيما قال عدد من الضباط: إن "عدم تمتع المنتسبين بإجازات طويلة سببه الوضع الأمني المتدهور الذي تمر به البلاد، الذي لا يسمح بمنح الجنود إجازات مساوية لأيام الدوام أو العمل بنظام البديل في الواجبات".
جنود يشكون كثرة الواجبات وقلّة الإجازات

نشر في: 2 يوليو, 2012: 08:08 م