 الحلة / إقبال محمد رفض العديد من سكنة المناطق الشعبية في مدينة الحلة قرار الحكومة المحلية، استملاك بعض أحياء القصبة القديمة التي تضم المئات من الدور الصغيرة والآلاف من السكان لفتح شوارع جديدة وإعادة وتأهيل المنطقة، مطالبين بإيجاد بدائل سكنية لهم.
المواطن سلام علي، أحد سكنة منطقة المهدية، في حديثه لـ"المدى": إنه "صعق عند سماعه خبر استملاك البيوت في منطقته، وبضمنها بيته".ويعلق على ذلك قائلا: "وقع الخبر عليّ كالصاعقة، فليس هناك مقدمات لهذا الموضوع، كما أننا لا نمتلك القدرة المالية لشراء منزل آخر أو قطعة أرض سكنية، خاصة مع قلة الأراضي السكنية في الحلة وارتفاع أسعارها".وأضاف علي "كان من المفروض على الجهة التي خططت لهذا الموضوع أن تضع بدائل أولا حتى لا تربك وضع العائلات ولا تتركها في مهب الريح"، بحسب تعبيره.وبينت أم علي، إن قرار الحكومة المحلية لاستملاك الأحياء القديمة "قرار جائر وغير مدروس كون هذه المناطق تضم عشرات الآلاف من السكان"، متسائلة "أين سيذهب هؤلاء، وهل وفرت الحكومة المحلية بدائل لهم، خاصة في ظل ارتفاع أسعار العقارات وبدلات الإيجار".واقترحت أم علي إيجاد بدائل سكن بدلا من التعويضات المالية، داعية الحكومة المحلية أن تنظر بجدية للموضوع وتحاول إيجاد حلول سريعة ومناسبة بشكل يضمن للعائلات سكنا كريما.إلى ذلك، قال ستار هاشم، أحد سكنة محلة التعيس: "في الوقت الذي يأمل المواطن من الحكومة معالجة مشاكله الكثيرة وخاصة مسألة الخدمات والسكن لاسيما أن هاتين المشكلتين ظلتا مستعصيتين على الحل ومن دون معالجات جذرية، لكن بدلا من ذلك فوجئ المواطن بقرارات لا تهتم بطموحات وآمال المواطن"، على حد قوله.وتابع بالقول: "المواطنون فوجئوا بقرار استملاك البيوت في مدينة الحلة القديمة، من دون أن يراعى أن سكنة هذه البيوت من الفقراء ومحدودي الدخول".ويرى هاشم أن هذا القرار في حال تطبيقه "سوف يؤدي إلى كارثة إنسانية"، مطالبا "أصحاب القرار" بالتراجع عن هذا القرار "المجحف وغير الإنساني بحق العديد من العائلات الساكنة في القصبة القديمة".أما المواطن سلمان علي فيرى أن "التعويضات المالية لساكني هذه الدور قرار غير مدروس ولا يتناسب مع ارتفاع أسعار الأراضي السكنية والعقارات وقلتها في المدينة"، متسائلا "ألم تفكر الحكومة المحلية أين يذهب أصحاب الدور في القصبة القديمة هل ينامون في العراء أو تنصب لهم خيم"، مطالبا الحكومة الاتحادية بالتدخل لوقف تنفيذ قرار بدل التعويضات وتوفير مكان بديل وبناء وحدات سكنية قبل الشروع  بهذا القرار.من جانبه، قال نائب رئيس رابطة مختاري بابل سعد الدليمي في حديثه لـ"المدى": إن محافظ بابل المهندس محمد علي المسعودي صرح بأن هناك استملاكا لمنطقة قصبة الحلة القديمة وهي الجامعين والطاق والكراد والتعيس والجباوين وبين شارع الري وشارع ابو القاسم والمهدية وجبران الأولى والثانية، وبعدها تم تبليغ مختاري الأحياء السكنية المذكورة من قبل قائممقامية المركز حول تبليغ المواطنين".وأضاف "تم فعلا تبليغ المواطنين بأن يباشروا باستصدار سند عقار جديد مصدق يسمى (سند 25) لعام 2010 وتسليمه إلى ديوان المحافظة يفيد بأن الدار مستملكة من قبل الديوان.فيما لفت مختار محلة الجباوين محمد حسين الشمري، إلى أنه تم تبليغه من قبل قائممقام الحلة للقيام بعمليات جرد المنازل الواقعة ضمن حدود محلته، والطلب من جميع سكان المحلة بتهيئة السندات الخاصة بمنازلهم.من جهته، أفاد مدير أملاك المحافظة أنور حمودي كاظم في حديثه لـ"المدى"، بأن محافظة بابل شكلت لجنة للمباشرة باستملاك نحو 200 دار سكني في القصبة القديمة ضمن مدينة الحلة، تمهيدا لمشروع إعادة بناء المدينة وفق مخططات حضرية حديثة.وبين أن اللجنة باشرت بتبليغ الأهالي في القصبة القديمة عن طريق المختارين التي تشمل جانبي مدينة الحلة الصغير والكبير بنية المحافظة استملاك دورهم، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الحملة تشمل استملاك نحو 200 دار وبموجب الأموال التي يمكن توفيرها من ميزانية تنمية الأقاليم المخصصة للمحافظة.وذكر كاظم إن محافظ بابل المهندس محمد المسعودي، مهتم بقضية إعادة بناء المدينة القديمة في الحلة بشكل كبير، لافتا إلى أن دائرة عقارات الدولة بالمحافظة أكدت ان هناك شركات أجنبية على مستوى عال من الخبرة والكفاءة من المقرر ان يحال إليها مشروع إعداد التصاميم الخاصة بمشروع التأهيل.