الأربعاء، 16 إبريل 2025

℃ 15
الرئيسية > أعمدة واراء > الرب مطرود من بيته

الرب مطرود من بيته

نشر في: 25 يونيو, 2013: 10:01 م

كثيراً ما حلمت بفكرة أن يتحول الجامع إلى مؤسسة أكثر انتظاماً ومسؤولية، كما حاولت الكنيسة أن تفعل وحققت نجاحات جيدة بهذا المضمار. والمقصود بتحول الجامع إلى مؤسسة هو أن لا تتخذ قراراته وأحكامه من قبل أفراد بطريقة هي أقرب للارتجال والمزاجية.
يدير المسؤولون عن الجامع مساحة واسعة من شؤون الناس، مساحة تكاد أن تنافس في حجمها مساحة مسؤوليات الدولة! هذا من جهة، ومن جهة أخرى يتفوَّق الجامع على مؤسسات الدولة في أنه يمثل إرادة الله، والخروج عن طاعته بمثابة خروج عن طاعة الله، ومن هنا فإن الزامات أوامره ونواهيه كبيرة ومؤثِّرة في الشريحة الأكبر من الناس، وخاصَّة في شرقنا الأوسط. لكن مع ذلك يُصرُّ القائمون على الجامع بأن تبقى آليات إدارة شؤون الناس، من خلالهم، تقليدية ولا تناسب تعقيدات المجتمع المعولم، الذي تؤثر فتاواه الصادرة من المشرق في أقصى بقاع المغرب.
الضوابط السلوكية، وسواء أكانت تشريعات دينية أم قوانين وضعية، تستطيع أن تفعل أي شيء بالناس، بضمن ذلك سلبهم الحق في الحياة، من خلال مختلف الأحكام القضائية، أو الفتاوى الشرعية، التي تحكم بالموت، وسابقاً كانت القوانين تصدر على شكل فرمانات من قبل السلطان "ظل الله في الأرض"، ثم اكتشفت التجربة البشرية، حجم الظلم الذي تتسبب به عملية إخضاع شؤون الناس لمزاج وظروف وعواطف فرد واحد، لذلك تحولت الجهة المسؤولة عن تشريع القوانين إلى مؤسسة، ثم مؤسسات مستقلة عن بعضها ويتخصص كل منها بجانب من جوانب هذا التشريع، وها نحن في العراق نحاول أن نعيش هذه الحالة، فقوانيننا تُصاغ أولاً من قبل جهة اختصاص في السلطة التنفيذية، ثم تعرض للتصويت على هذه السلطة مجتمعة، ثم تُرَحَّل إلى مجلس النواب المنتخب من قبل الشعب والذي يمثل إرادة جميع مكوناته، وتدخل هناك في مناقشات الجهة الاختصاص، أي اللجنة القانونية، ثم تعرض للقراءة من قبل جميع الأعضاء ثلاث مرّات، ثم يُصوّت عليها. هذا فضلاً عن نشاط المجتمع المدني، الذي يحاول أن يؤثر في التشريع ولا يتركه تحت رحمة الساسة.
إذن هذه هي آليات إصدار التشريعات في المؤسسات الأرضية البشرية، مع العلم أن تأثير هذه المؤسسات داخلي، وقرارتها لا تؤثر على رعايا الدول الأخرى. فما هي الآليات المتّبعة في المؤسسات السماوية الإلهية؟ مع الأخذ بنظر الاعتبار أن تأثير هذه المؤسسات عابر للقارات، ويديرها ويتحكم فيها بشر وبشكل فردي، وأن آخر من يجوز له التدخل في إدارتها هو الله سبحانه. لذلك تحولت إلى أوكار كراهية وحقد وإبادة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تقارب طهران وواشنطن بوابة لحل أزمات العراق الاقتصادية

النساء يتحدن ضد تعديل الأحوال الشخصية والقضاء يتفاعل والمحكمة تحسم في أيار

عطلة رسمية للمسيحيين في 20 و21 نيسان

الأونروا: مخازننا فارغة والمجاعة تفتك بسكان غزة

كردستان تعطل الدوام غداً احتفالاً برأس السنة الإيزيدية

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

كلاكيت: "ندم" وعودة الفيلم الجماهيري

الحاكم بمنظور إمام سلطة الحق

العمود الثامن: اربيل تقرأ

مرور نصف عقد على رحيل رفعة الجادرجي 10 نيسان 2020

العدالة الدولية تحت المطرقة (الجزء- 2)

العمود الثامن: المتشائل

 علي حسين أعترف أنّ الكتابة اليومية تتطلب من صاحبها جهداً كبيراً، فصاحب النافذة اليومية مطلوب منه أن يُقدِّم شيئاً يتجاوز ما اطلعت عليه الناس في الأخبار، وشاهدته من خلال الفضائيات، فالعبور إلى جسر...
علي حسين

(50) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

زهير الجزائري 2 بين القتال والهدنةً القصيرة تغيرت الحياة الاجتماعية. لقد قضى الناس أياماً طوالًا في الملاجئ. نساء ورجال حشروا في مكان ضيق. شبان لم يعرفوا السياسة و ما أرادوا أن يعرفوها انفصلوا عن...
زهير الجزائري

اشكالية السياسة والتعصب تحليل سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح المفهوم الشائع عند العراقيين بمن فيهم الكثير من المثقفين ، ان المتدينين يكونون متعصبين والمثقفين متحررين وغير متعصبين ، فهل هذا صحيح ام فيه رأي آخر ؟ لنبدأ بتحديد المفهوم...
د.قاسم حسين صالح

باليت المدى: كرسي مكسور الساق

 ستار كاووش عندَ لقائي ببعض الناس أفاجئ ببعض التفاصيل الصغيرة التي تُشير الى نوع من الكسل واللامبالاة وعدم إيجاد الحلول حتى وأن كانت صغيرة. فرغم إنغماس أحدهم بتعديلِ صُوَرِهِ ببرامج الفوتو شوب كي...
ستار كاووش
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram