قبل الولوج الى الجانب الفنّي - المعنوي المتعلّق ببرنامج " تويتر " أرى انَّ استخدام ما يُصطلح عليه بكلمة " تغريدة " في هذا البرنامج , كلمةً لا تُناسب اللغة العربية , وهي الأوسع عالمياً في مفرداتها ومرادفاتها , فإنَّ كلمة " تغريدة " لا تحمل سمة الجدّية
قبل الولوج الى الجانب الفنّي - المعنوي المتعلّق ببرنامج " تويتر " أرى انَّ استخدام ما يُصطلح عليه بكلمة " تغريدة " في هذا البرنامج , كلمةً لا تُناسب اللغة العربية , وهي الأوسع عالمياً في مفرداتها ومرادفاتها , فإنَّ كلمة " تغريدة " لا تحمل سمة الجدّية والدقّة في صورِها التعبيرية "" إذ طالما نلحظ ونقرأ وبشكلٍ متكرر - على سبيل المثال - أنَّ مسؤولاً سياسياً رفيعاً ما او كاتباً شهيراً قد ذكرَ في - تغريدتهِ - على تويتر بينما هو يتحدث في أمورٍ سياسيةٍ هامّة او يُبدي وجهة نظرهِ تجاهَ موضوعٍ ساخن وما الى ذلك "" وهنا ينفقد التوازن اللغوي بين التفاصيل التي يعرضوها في تويتر وبين الإشارة الى نشر طروحاتهم بمفردة " تغريدة . ! " , فالتغريد عملية صوتية مخصصة للطيور فقط ولها نغمة تكاد تكون مُموسقه , فكيف يمكن مطابقتها على البشر حين يبتغون التعبير عن آرائهم او الإدلاء بوجهات نظرهم في شأنٍ ما . ! وما العلاقة بين هذا وتلك . ؟ , السِّرُ هنا يكمن " اذا ما كان سِرَّاً " في أنَّ كلمة " تويتر " الإنكليزية المنشأ تكون ترجمتها في العربية = تغريد , واذا كان الإنكليز والأمريكان حسبَ ظروفهم وطِباعهم الاجتماعية واللغوية يجدون أنَّ مفردة " التغريد " مُعَبِّرة عن مدلولات التعبير عن الرأي البشري وِفقَ لغتهم فهذا شأنهم , لا سيّما أنَّ الغربيين هم الذين اخترعوا وابتكروا برنامج " تويتر ومشتقاته وتفرعاته بل هم مَن صنعوا وابتكروا الثورة المعلوماتية وأفرزوا عنها الشبكة العنكبوتية , واذا ما أريدُ أن أتمادى إيجابياً ولغوياً أَمامَ القارئ العربي فإنَّ كلمة تويتر الإنكليزية لا تقتصر فقط على معنى " التغريد" فلها معانٍ أخرى " يزقزق , يهذر , يرتعش , يرتجف , لغو " , كما أنّ الكلمة المرادفة لمفردة " تويتر في الإنكليزية هي " واربل " WARBEL ومعناها " يصدح , يغرّد , يشدو , يُنشد " , ومن خلال ذلك فإنَّ كلَّ المعاني المحيطة بمفردة تويتر لها علاقة بالصوت الموسيقي أو الموسيقى الصوتية وما الى ذلك ممّا يرتبط بالفن والطيور , ولكن ما لنا نحن العرب لنقلّد وننقل ونترجم ترجمةً عمياء عن الإنكليزية بنصّها الحرفي ونستخدمها في لغتنا بغير مكانها المناسب .! فهل نحن نغرّد اذا ما كتبنا او أوضحنا وجهات نظرنا وآراءنا .! ولماذا يا ترى لا نبتكر مفردةً أو تعبيراً عربيين كبديلٍ للتغريدة ؟ " حتى وإن اقتضت الضرورة ان يتشكّل من اكثر من كلمةٍ واحدة , شخصياً أرى انَّ البدائل غير قليلة ولا بأس ان نجرّب ونختار وليتفضل المثقفون والاكاديميون العرب للإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم لتغيير كلمة " التغريدة " ومن جانبي أرى أنَّ استخدام ايّ من هذه الأفعال "" يرتأي , يُعبّر , يُدلي برأيه , يطل "" بدلا عن " يغرد " قد يكون مناسبا , وفي هذا الصدد, فإنَّ نبالَ الّلوم وسهامَ العتاب تتوجّه وتتسدّد نحو المجمّعات اللغوية في البلدان العربية لعدم انهماكهم لتعريب بعض او كلّ المصطلحات والمسمّيات المستخدمة في الشبكة العنكبوتية وبرامجها العديدة , فليست هنالك مواكبة عربية دؤوبة لما تفرزه المصطلحات العلمية وغير العلمية المستمرة للثورة المعلوماتية , للأسى والأسف.