TOP

جريدة المدى > عام > "نحن لا نغرّد في تويتر"

"نحن لا نغرّد في تويتر"

نشر في: 9 يوليو, 2013: 10:01 م

قبل الولوج الى الجانب الفنّي - المعنوي المتعلّق ببرنامج " تويتر " أرى انَّ استخدام ما يُصطلح عليه بكلمة " تغريدة " في هذا البرنامج , كلمةً لا تُناسب اللغة العربية , وهي الأوسع عالمياً في مفرداتها ومرادفاتها , فإنَّ كلمة " تغريدة " لا تحمل سمة الجدّية

قبل الولوج الى الجانب الفنّي - المعنوي المتعلّق ببرنامج " تويتر " أرى انَّ استخدام ما يُصطلح عليه بكلمة " تغريدة " في هذا البرنامج , كلمةً لا تُناسب اللغة العربية , وهي الأوسع عالمياً في مفرداتها ومرادفاتها , فإنَّ كلمة " تغريدة " لا تحمل سمة الجدّية والدقّة في صورِها التعبيرية "" إذ طالما نلحظ ونقرأ وبشكلٍ متكرر - على سبيل المثال - أنَّ مسؤولاً سياسياً رفيعاً ما او كاتباً شهيراً قد ذكرَ في - تغريدتهِ - على تويتر بينما هو يتحدث في أمورٍ سياسيةٍ هامّة او يُبدي وجهة نظرهِ تجاهَ موضوعٍ ساخن وما الى ذلك "" وهنا ينفقد التوازن اللغوي بين التفاصيل التي يعرضوها في تويتر وبين الإشارة الى نشر طروحاتهم بمفردة " تغريدة . ! " , فالتغريد عملية صوتية مخصصة للطيور فقط ولها نغمة تكاد تكون مُموسقه , فكيف يمكن مطابقتها على البشر حين يبتغون التعبير عن آرائهم او الإدلاء بوجهات نظرهم في شأنٍ ما . ! وما العلاقة بين هذا وتلك . ؟ , السِّرُ هنا يكمن " اذا ما كان سِرَّاً " في أنَّ كلمة " تويتر " الإنكليزية المنشأ تكون ترجمتها في العربية = تغريد , واذا كان الإنكليز والأمريكان حسبَ ظروفهم وطِباعهم الاجتماعية واللغوية يجدون أنَّ مفردة " التغريد " مُعَبِّرة عن مدلولات التعبير عن الرأي البشري وِفقَ لغتهم فهذا شأنهم , لا سيّما أنَّ الغربيين هم الذين اخترعوا وابتكروا برنامج " تويتر ومشتقاته وتفرعاته بل هم مَن صنعوا وابتكروا الثورة المعلوماتية وأفرزوا عنها الشبكة العنكبوتية , واذا ما أريدُ أن أتمادى إيجابياً ولغوياً أَمامَ القارئ العربي فإنَّ كلمة تويتر الإنكليزية لا تقتصر فقط على معنى " التغريد" فلها معانٍ أخرى " يزقزق , يهذر , يرتعش , يرتجف , لغو " , كما أنّ الكلمة المرادفة لمفردة " تويتر في الإنكليزية هي " واربل " WARBEL ومعناها " يصدح , يغرّد , يشدو , يُنشد " , ومن خلال ذلك فإنَّ كلَّ المعاني المحيطة بمفردة تويتر لها علاقة بالصوت الموسيقي أو الموسيقى الصوتية وما الى ذلك ممّا يرتبط بالفن والطيور , ولكن ما لنا نحن العرب لنقلّد وننقل ونترجم ترجمةً عمياء عن الإنكليزية بنصّها الحرفي ونستخدمها في لغتنا بغير مكانها المناسب .! فهل نحن نغرّد اذا ما كتبنا او أوضحنا وجهات نظرنا وآراءنا .! ولماذا يا ترى لا نبتكر مفردةً أو تعبيراً عربيين كبديلٍ للتغريدة ؟ " حتى وإن اقتضت الضرورة ان يتشكّل من اكثر من كلمةٍ واحدة , شخصياً أرى انَّ البدائل غير قليلة ولا بأس ان نجرّب ونختار وليتفضل المثقفون والاكاديميون العرب للإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم لتغيير كلمة " التغريدة " ومن جانبي أرى أنَّ استخدام ايّ من هذه الأفعال "" يرتأي , يُعبّر , يُدلي برأيه , يطل "" بدلا عن " يغرد " قد يكون مناسبا , وفي هذا الصدد, فإنَّ نبالَ الّلوم وسهامَ العتاب تتوجّه وتتسدّد نحو المجمّعات اللغوية في البلدان العربية لعدم انهماكهم لتعريب بعض او كلّ المصطلحات والمسمّيات المستخدمة في الشبكة العنكبوتية وبرامجها العديدة , فليست هنالك مواكبة عربية دؤوبة لما تفرزه المصطلحات العلمية وغير العلمية المستمرة للثورة المعلوماتية , للأسى والأسف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

شركات نفط تباشر بالمرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل غرب القرنة

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

بيت القصب

مقالات ذات صلة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة
عام

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

حاوره علاء المفرجيهاتف جنابي؛ شاعر وكاتب ومترجم للأدب البولندي إلى العربية والعربية إلى البولندية. نشأ وتعلّم في مدارس العراق، وفي سنة 1976 توجّه نحو بولندا، لإكمال دراسته، ومن ثمّ للعيش فيها. منذ ذلك التاريخ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram