اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أنصاف آلهة؟!

أنصاف آلهة؟!

نشر في: 9 يوليو, 2013: 10:01 م

فتحنا في مجلة مدارك سنة 2005 ملفاً عن الازدواجية التي تعانيها الأحزاب السياسية العراقية، فهي تتصدى لبناء دولة مدنية ديمقراطية، من جهة، بينما هي لا تؤمن بالديمقراطية ولا تعتمد آلية التداول السلمي للسلطة في داخلها، من جهة أخرى، وفي هذا التصرف منتهى الازدواج!
المحور الأساس الذي طرحناه في ذلك الملف هو البحث في قدرة هكذا أحزاب على رعاية دولة من النمط الحديث. وكان الموضوع اللافت من بين المواضيع المطروحة في الملف، ما كتبه الزميل عمار السوّاد، ووثَّق خلاله لقاءات مع معظم قيادات الأحزاب السياسية، وسألهم عن علَّة تمسكهم بالسلطة داخل احزابهم، إلى درجة تُحَوِّل هذه الأحزاب إلى كيانات عائلية وليست مؤسسات سياسية. طبعاً كانت إجاباتهم مضحكة، فكلهم انكروا تهمة التمسك، وتحدثوا عن وجود مؤتمرات دورية يتم خلالها انتخاب القيادات، وبالتالي فالعملية ديمقراطية ويوجد تداول سلمي للسلطة. الكلام عن المؤتمرات والانتخاب صحيح، ولكنه لا يؤدي إلى انتقال السلطة بل إلى تكريسها بشخص واحد، والسبب هو أن أحزابنا تعمل بذهنية المؤامرة والانقلاب، حيث يعمل الجالس على أعلى هرم المسؤولية في الحزب، على تقريب الأقربين وإبعاد الأبعدين، وبذلك يسيطر بصورة أو بأخرى على الدائرة التي تتولى انتخابه، ويضمن من ثم بقاءه على كرسي الرئاسة.
هذا وصف مختصر للثقافة التي تتشكل من خلالها أحزابنا وقوائمنا الانتخابية ومن ثم برلماننا ومجالس محافظاتنا. وهو وصف يفسر تمديد برلمان إقليم كردستان الفترة الرئاسية للسيد مسعود بارزاني، دون أن يقدم تبريرات كافية لهذا التمديد، الذي يثلم البناء الديمقراطي ثلمة مخيفة تُعّبِّر بصورة جلية عن خطورة بيئتنا السياسية.
ليست هناك مشكلة في تمسك أي شخص بالسلطة، فهذا امر طبيعي، وكل منّا لو تهيأت له أسباب الوصول إلى سلطة من نوع ما، فسيحاول أن يبقى متمسكاً بها، لكن المشكلة في المؤسسة التي تسمح لشخص ما ان يلتهمها، والمؤسسة عبارة عن افراد، ولم نسمع بان افراد هذه المؤسسات الحزبية انتفضوا على استبداد قياداتهم. وهذا ما يجعلني اطرح السؤال التالي: كل أحزابنا السياسية لا تغير قياداتها، بضمنها الأحزاب اليسارية والليبرالية، فهل يعني هذا بان جميع كوادر هذه الأحزاب تعمل بذهنية السيد والتابع؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ايمان علي

    وهذه الذهنيه يتميزبها كل العراقيين

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram