ضمن منهاجه الأسبوعي احتفى نادي السرد في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين السبت الماضي بالإعلامي والروائي شاكر المياحي بواحدة من أصبوحاته الثقافية. وأوضح مقدم الجلسة الروائي أسعد الهلالي ان الرواية العراقية تمر بأشكال يفرضه عليها واقعنا المرير مما ينتج

ضمن منهاجه الأسبوعي احتفى نادي السرد في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين السبت الماضي بالإعلامي والروائي شاكر المياحي بواحدة من أصبوحاته الثقافية. وأوضح مقدم الجلسة الروائي أسعد الهلالي ان الرواية العراقية تمر بأشكال يفرضه عليها واقعنا المرير مما ينتج أحداثاً تكون غرابتها غير مسبوقة، وبالتالي فان المتخيل لدى الروائي يعجز عن إيجاد صور بعيدة عن مرارة الحزن والألم والمعناة القاسية. وقال: ان الروائي شاكر المياحي المولود في مدينة واسط عام 1949 هو خريج كلية الهندسة التكنلوجية عمل ضابطاً في القوة الجوية وتقاعد سنة 1991 وبذلك يكون قد دخل من الحياة العسكري الى الكتابة الروائية بعد عمله في جريدة الصباح عام 2003 ثم الصباح الجديد والمدى والبينة الجديدة. وخلال مسيرته الثقافية هذه اصدر ثلاث روايات "الغبش" 2010 و "ما بعد الرماد" 1912 و"صبارو" 2014.
واشار المحتفى به شاكر المياحي الى ان الكتابة الادبية طاقة تتفاعل مع المخيلة والذات وهي لا توجد لدى جميع الناس وإلا لصار اكثرهم روائيين. وقال: كانت تدفعني طاقتي لكتابة بعض الخواطر والنصوص وكنت احتفظ بها من دون ان انشرها لأني بحكم كوني ضابط عسكري لم يسمح لنا بالنشر خارج اختصاصنا، ولم تتح لي الفرصة الا بعد 2003 حيث انضممت الى كادر جريدة الصباح، ومنها انطلقت الى صحف أخرى. وفي 2008 تفجرت لدي اول طاقة روائية فكتبت رواية "الغبش" ولكن بعض الاصدقاء استكثروا علي ان اكتب رواية فواجهوني بالسخرية والاستهزاء ولكن بتشجيع من الاساتذة ريسان الخزعلي وعدنان منشد وجابر علاوي جعلني استمر بهذا المشروع حتى صدر ولدي الأدبي الاول "الغبش" 2010 فأصيب الجميع بالدهشة وخاصة أولئك الذين كانوا يهزؤون ويسخرون. وثم روايتي الثانية "ما بعد الرماد" وهي جزء مكمل للرواية الأولى. وكان هاجسي الأكبر وانا في هذا العمر ان أتعجل في كتابة عمل روائي ثالث أسميته "صبارو" وفيها أحداث متشابكة تظهر تأثير الحروب وأعمال العنف على المجتمع بصورة عامة، فالعنف أبدا ليس من شيم العراقيين، لذا تعد الرواية خليطا ما بين العنف والنفس الجميل لدى العراقيين المفعمين بالمحبة والعواطف الجياشة لذا انا اعتز جداً بعملي الأخير صبارو، واني حاليا قد شرعت منذ ثلاثة اشهر بكتابة رواية رابعة أرجو ان يسعفني العمر بإتمامها، حتى اذا ما مت اكون مستوفياً. وختم المياحي حديثه بما تعرض إليه من اصابة مرضية في قدمه اليسرى العام الماضي 2013 وكان يرجو مساعدته من قبل وزارة الثقافة قبل تتفاقم حالته وعندها لم ينفع العلاج فيضطر الطبيب لبترها. وقال: تمت مخاطبة الوزارة من قبل اتحاد الادباء فوعدوني خيراً من ثلاثة ملايين الى عشرة ملايين دينار ولكن منذ ذلك الحين لم احصل على شيء غير الوعود والمخاطبات.
وفي مداخلة للناقد علي الفواز اوضح ان كتابة الرواية تتطلب اهلية وخزينا من الاحداث وثقافة تمكن صاحبها ليكون بمستوى هذا الفن الرفيع من التمظهرات والضرورات الفنية التي يجب ان يحافظ عليها سواء على مستوى الشخصية او الزمن او استعمال الأمكنة والقدرة على التخيل والسيطرة على الصراع اثناء الفعل الدرامي وهذا كله يحتاج الى مهارة وتخطيط. وقال: شاكر المياحي اشتغل على ما نسميه بالمنطقة السيرية وهي محاولة لسحب المنطقة الجنوبية التي عانت من هيمنة الاقطاع والصرعات الاجتماعية الى منطقة التخيل السردي. مبينا انه لم يعطي رأيا بالحالات السلبية من التعسف والاستبداد وانما حاول ان يقدم سيرة لذلك الزمن. لافتا الى ان روايته الاولى عبارة عن حشد هائل من الشخصيات والأحداث التي يصعب على القارئ ان يلاحقها، لذا كان من الممكن لرواية الغبش ان تكون عدة روايات.