TOP

جريدة المدى > عام > البيت الثقافي في بابل يحتفي بالدكتور عبد العظيم الجوذري..المؤرخ الذي لبس جلباب الآثاري

البيت الثقافي في بابل يحتفي بالدكتور عبد العظيم الجوذري..المؤرخ الذي لبس جلباب الآثاري

نشر في: 22 أغسطس, 2014: 09:01 م

في أمسية جميلة احتفى البيت الثقافي في بابل بالباحث الدكتور عبد العظيم الجوذري للحديث عن تجربته الابداعية في البحث والتأليف ، وهو المؤرخ الذي عشق مدينته فكتب عنها في سن مبكرة ولبس جلباب الآثاري منقبا عن تراثها ملاحقا إرثها ملاحقة العاشق الولهان و لاتز

في أمسية جميلة احتفى البيت الثقافي في بابل بالباحث الدكتور عبد العظيم الجوذري للحديث عن تجربته الابداعية في البحث والتأليف ، وهو المؤرخ الذي عشق مدينته فكتب عنها في سن مبكرة ولبس جلباب الآثاري منقبا عن تراثها ملاحقا إرثها ملاحقة العاشق الولهان و لاتزال هذه المدينة همه الكبير وشغله الشاغل , وما كتابه الاخير الموسوم (القول الحاسم في تاريخ مدينة القاسم) الا خير دليل على ذلك فكتب عن الطب والأطباء والفن والفنانين و الشعر والشعراء في عميلة استفتاء دقيقة وشاملة نالت استحسان وتقدير الجميع .

المؤرخ الدكتور عبد العظيم الجوذري هو من مواليد محافظة بابل مدينة القاسم عام 1956 و يحمل شهادة الدكتوراه في التاريخ الاسلامي وهو عضو اتحاد المؤرخين العرب وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين وعضو المؤسسة العلمية لتوثيق الأنساب وعضو جمعية الرواد الثقافية في بابل.
صدر له 22 كتابا وتناولته خلال هذه المسيرة الطويلة مع الكتابة عدة أقلام من مبدعي بابل وغيرهم وورد اسمه في العديد من الكتب والمؤلفات المعاصرة مثل معجم المؤلفين والكتاب العراقيين الذي ترجم له المرحوم الدكتور صباح نوري المرزوك ووردت ترجمته في كتاب أدباء بابل المعاصرون للدكتور عبد الرضا عوض وايضا ترجم له الباحث علي الكعبي في كتاب تاريخ الحلة وعشائرها وقد كرم بدرع الإبداع من قبل علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق عام 2013 لجهوده المتميزة في البحث والتأليف .
تحدث الجوذري في أمسيته بإسهاب عن سيرته الذاتية مستذكرا الطريق الذي قاده الى الإبداع وعلاقته الوطيدة بالقلم فقال : كنت مولعا بالقراءة متاثرا بوالدي رحمه الله الذي كان مواظبا على قراءة القران الكريم ويحفظ من عيون الشعر العربي الكثير وقد تميز بحسن القائه فانسحب ذلك على ولده البكر , فقرأت التراجم والسير في سن مبكرة واستمريت على هذا المنوال حتى تولد عندي ميل كبير للكتب وصرت اكتب بعض المواضيع واحتفظ بها لنفسي .
وأضاف قائلا : وفي عام 1975 أرسلت موضوعا الى مجلة صوت الطلبة لتي تصدر في بغداد ونشرت الموضوع وكنت لا أزال طالبا وكان ذلك حافزا لتعميق اهتماماتي الثقافية والأدبية الى ان دعيت الى خدمة الاحتياط في القوات المسلحة في الثمانينات والتقيت بعدد من مراسلي جريدة القادسية وكانت فرصة طيبة لنشر المواضيع التي أرسلها اليهم ومنها توالى النشر في الصحف الصادرة آنذاك وهي الجمهورية والثورة ومجلة الف باء في الوقت الذي كانت تبحث فيه الصحافة عن اسم الكاتب وليس عن الموضوع مهما كان جيدا .
ويعترف الجوذري ان التأليف كان من المحطات المهمة والصعبة في حياته حيث ان اول كتاب صدر له كان في عام 1993 وهو بعنوان ( تاريخ آل جوذر .) أما الأمر الذي جعله يكتب عن مدينته بهذا العمق والاصرارفيؤكد قائلا :
في عام 1995 دعيت الى ندوة عقدتها جامعة بابل ومن بين ما طرح في هذه الندوة هو الكتابة عن المدن ، وفي هذه اللحظة راودني سؤال كبير وهو : هل يكتب ابن بغداد او ابن الموصل عن القاسم وانما يجب ان يتصدى لهذه المهمة أبناء هذه المدينة وكما يقال أهل مكة ادرى بشعابها وهكذا عقدنا العزم بالكتابة عن الإمام القاسم وتاريخ هذه المدينة المقدسة .
وكما هو معروف فان التاريخ علم يبحث في الحوادث الماضية وأخبار الأمم والشعوب والأفراد في الماضي وقد اهتم العرب بالتاريخ فكانت لهم أخبار وقصص يتداولونها يصورة شفهية ويتخذونها مادة لمجالسهم كما عرف العرب برواية الاحاديث وتدوينها والتأكيد على إبرازها لحفظ وتثبيت تراثهم وتاريخهم العريق لأنها تعبر عن أمجادهم التي هي محط فخرهم واعتزازهم فالتاريخ ليس الا جسرا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل كما لابد من من العلمية والمنهجية في قراءة التاريخ ولا بد من العلمية والمنهجية في الكتابة ايضا وهكذا كان منهجنا في التأليف.
فجاء صدور كتابنا ( الإمام القاسم نجل الإمام موسى الكاظم - سيرة إمام وتاريخ مدينة ) عام 1998 الذي قدم له العلامة الشيخ باقر شريف القرشي رحمه الله وصار هذا الكتاب مصدرا لأغلب البحوث والدراسات التي تناولت مدينة القاسم . وفي عام 1999 أصدرت كتاب ( ومضات من تاريخ مدينة القاسم ) الذي تناول الأنشطة الاقتصادية واهم المهن والحرف وأوائل الأشياء وفي عام 2000 أصدرت كتاب ( شذرات من حياة الإمام القاسم عليه السلام ) مترجم الى اللغة الانكليزية وكان بتوجيه واقتراح سماحة الشيخ عباس الخاقاني وكيل المرجعية الدينية في المدينة ليسهل على الزائرين قراءة هذا الكتاب وكذلك الوفود الأجنبية ومن ثم ترجم الى الفارسية .
وفي عام 2005 أصدرت كتابا بعنوان ( ما قاله الشعراء في قاسم العطاء ) الذي قدم له الدكتور المرحوم صباح نوري المرزوك الذي ضم 52 قصيدة بحق الإمام القاسم عليه السلام . وفي هذا العام ايضا صدر لي كتاب ( كرامات الإمام القاسم ) وفي الحقيقة فان كل بيت من بيوت مدينة القاسم عنده كرامة الا ان الكتاب ضم ابرز هذه الكرامات وكان من الممكن ان يكون هذا الكتاب مجلدا من كرامات هذا الأسد الذي نعيش في مدينته وتحت قبته في بحبوحة من العيش الرغيد والأمن والأمان .
اما كتاب ( مراقد السادة النجباء جنوب الحلة الفيحاء ) ، والحديث للجوذري ، فكانت كتابته من المهام الصعبة والشاقة فهو مجلد ضخم ضم 120 مرقدا ومزارا جنوب الحلة ، وفي تلك الفترة أي عام 2007 وانا ابحث عن تلك المراقد حيث لم تكن توجد طريقة لمعرفة مواقع هذه المراقد ولا كيفية الوصول اليها واي الطرق نسلك , كانت هناك بعض المواقف والمفارقات ، ومن تلك الطرائف الجميلة وجود مرقد يقع في مدينة الشوملي وعلى مرتفع اسمه عبد الله العسكري وانا اقوم بزيارة المرقد وعند المدخل وجدت صخرة سمراء عليها ملمس دهن كأنما قام احدهم بسكب الدهن عليها في ذلك الوقت فحكت لي امرأة عجوز من ( كوام ) المرقد عن قصة تلك الصخرة مفادها ان امرأة نذرت ( عكة ) والمعروف لدينا ان العكة هي نوع من انواع الدهن الحر وحينما تحقق لها ما تبتغيه جاءت بنذرها الى المرقد ولم تجد احد من سدنته فوسوس الشيطان اليها فصارت تأخذ نصفه وعندما أخذت أول كف منه انقلب الدهن الى حجر وانشلت يداها وصارت غير قادرة على تحريكهما ولما جاء الحاج داوود سادن المرقد آنذاك وعرف القصة ضم المرأة الى الضريح واعتذر نيابة عنها وطلب العفو لها فعادت يداها الى سابق عهدها وبقي هذا الحجر قصة للأجيال على مدى الدهر .
من المفارقات ايضا اني وجدت في جنوب الحلة خمسة مراقد للسيدة شريفة بنت الحسن (ع) والسبب يعود انه في فترة من الفترات حدثت دوافع وفعاليات طائفية دمر كثير من قبور العلويين وبقي البعض منها وسمي بأسماء النساء لكي لا يشملها النبش والهدم والتخريب .
واسترسل الجوذري في تقديم أعماله الإبداعية الى جمهور الحاضرين فقال : في عام 2008 صدر لي كتابان هم ( السيرة النبوية الشريفة ) و( ذي الكفل نبي الله المرسل ) ومن المفارقات الطريفة هو وجود مقولة عامية لدى أهل هذه المدينة وهي ان الكفل ( لا ينحب ولا ينسب ) ولا اعرف من أين أتوا بهذه الفتوى لذلك كان يشوب هذا المرقد الإهمال الى أن تولت ادارته الأمانة العامة للمزارات الشيعية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

حينَ تَشْتَبِكُ الأقاويلُ

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر

ملعون دوستويفسكي.. رواية مغمورة في الواقع الأفغاني

مقالات ذات صلة

علم القصة - الذكاء السردي
عام

علم القصة - الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الثاني (الأخير)منطق الفلاسفةظهر الفلاسفة منذ أكثر من خمسة آلاف عام في كلّ أنحاء العالم. ظهروا في سومر الرافدينية، وخلال حكم السلالة الخامسة في مصر الفرعونية، وفي بلاد الهند إبان العصر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram