احتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب وضمن منهاجه الثقافي السبت الماضي بشاعرين من كربلاء هما عمار المسعودي وعلاوي كاظم كشيش. وجرى الحديث عن الاجواء الثقافية في مدينة المحتفى بهما، اضافة الى قراءات شعرية لبعض من قصائدهما.. وقد وصفهما مقدم الجلسة ا
احتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب وضمن منهاجه الثقافي السبت الماضي بشاعرين من كربلاء هما عمار المسعودي وعلاوي كاظم كشيش. وجرى الحديث عن الاجواء الثقافية في مدينة المحتفى بهما، اضافة الى قراءات شعرية لبعض من قصائدهما.. وقد وصفهما مقدم الجلسة الناقد جاسم بديوي بقمرين يطلان علينا من مدينة واحدة، مبينا ان المدن ليست سوى صفة وملامح مبدعيها الذين يحملون في دواخلهم وثنايا كتبهم مدينة وتاريخاً وارثاً وطيبة وكرماً واخلاقاً وعنفواناً. وقال: يستضيف نادي الشعر اليوم رمزين اكاديميين وشاعرين مبدعين يحملان تجربة ناضجة اكدت بانهما قامتان لا يشق لهما غبار في عالم الثقافة والشعر، وسوف نحلق معهما في اجواء مدينة كربلاء الثقافية والأدبية.
واشار الشاعر الدكتور عمار المسعودي الى ان كربلاء مدينة مؤسسة على جدل هائل يتنازعها الرمل والارض الخصبة، الصحراء والبساتين، كما يتنازعها الدم والثأر، الهزيمة والانتصار.. وقال: هذه المدينة منذ الأزل تعيش على جدليات هائلة ولكن قدسيتها هي التي تغطي على هذا الجانب الكبير لتكون مدينة كونية بلا حساسيات عرقية تستوعب القادمين اليها لتقدم لهم الجمال والخير.. موضحاً: ونحن في هذه المنطقة الثقافية قد قتلتنا المعاني، الشعر بداية نشأ في الأديرة لارضاء الآلهة، وبعد استقرار القبائل اتخد الشعر اشكالاً متعددة سياسية واجتماعية وغزلا ومراثي وسواها.. مبيناً ان المجتمع كان ينقسم الى هامش ومتن، والشاعر الصعلوك كان يمثل الهامش. لذا فهو لم يحتفي بالمتن القبلي، ولم يلتزم بهرمية القصيدة، لكون هذه الهرمية تمثل تراكمية القبيلة، وكان يأتي الى غرضه بشكل مباشر، لا علاقة له بالوعي الجمعي للقبيلة وتاريخها ومستقبلها، بل كان يهتم بجسده باعتباره الوجود الوحيد له، فالصعلوك يرجع الى ذاته وليست له قبيلة. وكذلك الصوفية حين ارادوا ان يعبروا عن مواقفهم الوجودية وخشية من السلطة وسيف المتن جعلوا اللغة أثيرية، لذا نجد التجربة الصوفية بلا موضوع ولا معنى وانما هي تجليات كونية هائلة، وعليه نجد في العصر الحديث وبعد توسع الدولة صارت للشاعر وظيفة يستطيع ان يعيش منها بدلاً من الذهاب الى قصور السلاطين، كما نجده ملهوفاً للتحرر. مبينا ان الشعراء كالزهاوي والرصافي والكاظمي والجواهري حين يخرجون كان الناس ينتظرون منهم تحليلاً سياسياً واجتماعياً وحلولاً لمشكلاتهم. لافتاً انه على الشاعر الآن ان يعيش تجربة التمرد الكبرى لانتاج وجود مخالف.
من جانبه اشار الشاعر علاوي كاظم كشيش الى ان مدينة كربلاء فيها ثقافات عديدة، فمنذ القدم نجد الموسيقى والشعر والغناء والمسرح، ولم يكن النتاج الثقافي يصب في القضية الحسينية فقط. وقال: الادباء والكتاب يكتبون عن مضامين حياتية كثيرة وفي شتى المجالات الثقافية، موضحاً: بصفتها مدينة دينية حسينية مقدسة هذا الجانب يحترم ولكن لا ينسحب على بقية الثقافات.. أما بخصوص الشعر فهو كالسحر. مبينا ان هناك شعرا ولا شعر مثلما هناك سحر ولا سحر . ولفت الى ان القصيدة العربية ذهبت الى المنحى الفقهي واصبح الشعر من المحرمات او المفطرات، بينما يقول الحديث النبوي الشريف: "لن يترك العرب الشعر حتى تترك الابل الحنين". وان من البيان لسحرا وان من الشعر لحكمة. وقال: الشعر فعالية تمارسها الشعوب. ويقول ابن جنية في المحتسب "كلام العرب كثير الانحرافات ولطيف المقاصد". موضحاً ان الشعر يولد من الفوضى والصمت.