TOP

جريدة المدى > عام > "منطقة الاهتمام" لمارتن أميس.. واعتبارات النشر في الوسط الثقافي الأوروبي

"منطقة الاهتمام" لمارتن أميس.. واعتبارات النشر في الوسط الثقافي الأوروبي

نشر في: 2 نوفمبر, 2014: 09:01 م

 نُشرت رواية الكاتب البريطاني البارز مارتن أميس، ( منطقة الاهتمام The Zone of Interest )، للمرة الأولى في بريطانيا في شهر آب، لتُنشر بعد ذلك في الولايات المتحدة في نهاية أيلول. و هي، كقصة حب و تأمل في الفظائع النازية مكتوبة بدُعابة غريبة، تحدث ف

 نُشرت رواية الكاتب البريطاني البارز مارتن أميس، ( منطقة الاهتمام The Zone of Interest )، للمرة الأولى في بريطانيا في شهر آب، لتُنشر بعد ذلك في الولايات المتحدة في نهاية أيلول. و هي، كقصة حب و تأمل في الفظائع النازية مكتوبة بدُعابة غريبة، تحدث في معسكر الاعتقال المتخيَّل ( كات زيت 1)، و هو نفس الفرع المتخيَّل من معسكر أوشفتز الشهير حيث تجرى أحداث رواية ماتيس لعام 1991 ( سهم الزمن Time’s Arrow). و الكتاب الجديد بالتأكيد ليس العمل القصصي الأول الذي يتعامل مع الهولوكوست بدعابة سوداء. لكن الناشرين يبدون موَسوسين هذه المرة ، في أوروبا، حيث توجد حساسية خاصة مؤخراً نتيجةً للارتفاعٍ في حوادث معاداة الساميّة.

 
و في مقابلة هاتفية أجريت مع الكاتب، الذي تظهر كتبه روتينياً في فرنسا و ألمانيا، قال إنه " مندهش و مخيَّب الآمال " من ردود أفعال الناشرين .. لكن الواحد لا يعرف تماماً ما الذي يدفعهم إلى ذلك. "
فقد رفضت دار غاليمار في فرنسا نشر الرواية لأنها " لم تكن مقنعة جداً .. و كان ذلك لأسباب أدبية "، وفقاً لقول ماري ــ بيير غراسيديو، محررة السيد أميس هناك. مع هذا وجد كثيرون أن القرار محيّر. و ذكر الصحافي نيكولاس ويل، في ليموند، أن غاليمار لم تُبدِ المخاوف نفسها بشأن نشر رواية جوناثا ليتل الأولى (The Kindly Ones ) عام 2006 ، بالرغم من أنها تُروى من وجهة نظر متعاطفة إلى حد كبير مع ضابط في المخابرات النازية. و هكذا، فإن دار نشر صغيرة في فرنسا هي التي اختارت ( منطقة الاهتمام ) و ستنشرها في الخريف، " فهي عمل أدبي على نحوٍ بارز، بأسلوب لافت للانتباه، و مستوى متين من اللغة و تناغم مضبوط جداً "، كما قال المدير العام للدار. 
و قال أندرو وايل، الوكيل الأدبي للسيد أميس، إن وكالته تتوقع أن تجد سريعاً ناشراً ألمانياً للكتاب. و قال إن الرواية قد بيعت بالفعل في أجزاء أخرى من أوروبا، بالإضافة لكندا و البرازيل. و ذكر السيد أميس أن ناشره الألماني كارل هانسر فيرلاغ كان قد أخبره أن هناك " تضاربات في الحبكة " و أنهم وجدوا الشخصية الرئيسة، غولو تومسون، الضابط النازي، متعاطفاً جداً مع القضية النازية. " و في الحقيقة، فإن قراءة متأنية للكتاب ستبيّن أن الضابط لم يكن أبداً خادماً للنظام النازي، ذلك أنه كان يحاول على الدوام في الأقل أن يُحبط سياسات مختلفة، و يصبح تقريباً مخرباً فعالاً "، كما قال السيد أميس. 
و قد تحدث بييرو سالَابي، المحرر الخاص برواية أميس في دار النشر الألمانية، عن رفضها نشر الرواية قائلاً إن ذلك كان لسبب التسويق بالإضافة لأسباب أدبية. " و كان قرارنا مستنداً على محتويات الكتاب إضافةً للاعتبارات الاقتصادية "، و أن لا علاقة للقرار بكون الهولوكوست قضية حساسة في ألمانيا. 
إن السيد أميس " شخصية أدبية بارزة، لكن لسوء الحظ ليس في ألمانيا، و لهذا لا يمكننا أن نأمل في أن نجعل من كتابه الجديد واحداً من الأفضل مبيعاً "، كما كتب السيد سالَابي في رسالة إلكترونية سابقة. و ذكر أن رواية السيد أميس لعام 2012، ( الأرملة الحامل ) قد حظيت بالعرض النقدي على نطاق واسع، لكنها بيعت بشكل متواضع، و أن الدار قد رفضت أيضاً مجموعة قصص للسيد أميس عام 2008 ، و عنوانها (الطائرة الثانية). 
مع هذا، فإن رفض دار كارل هانسر فيرلاغ للرواية قد تسبب في شيء من الإثارة في ألمانيا. فقد جاء في صحيفة Die Welt أن " من السخف " أن تجد دار النشر أن الكتاب يستحق التجاهل. " فإذا كان هناك شيء مخز بشأن ( منطقة الاهتمام )، فهو حقيقة أن تفكر دار نشر ألمانية بأن عليها حجب عملٍ لواحد من أهم المؤلفين البريطانيين المعاصرين عن القراء الألمان "، كما قالت الصحيفة.
و في فرانكفورت، عزت المراسلة اللندنية لصحيفة ألجيمين زايتونغ Allgemeine Zeitung ، جينا توماس، هذه الجدل إلى الاختلافات الثقافية. " فالمشكلة مع الرواية تكمن في الإدراك الحسي الانكليزي غير المتحرج للدعابة، في الأقل بالنسبة لبعض القراء الألمان ".
أما في بريطانيا، فقد كان الكثير من كتّاب العروض النقدية إيجابيين بشأن الكتاب. " و السؤال هو : هل أبدع أميس شيئاً أكثر من كوميدياه السوداء هذه؟ هل مخلوقاته الغريبة أكثر من رسوم كارتونية غريبة الشكل و المضمون؟ "، كما كتب أليكس كلارك في الغارديان. " و الجواب نعم بالتحديد، إذا كنا نعني أنه قد أبدع شيئاً قصصياً بارعاً يجعلنا نرى موجز ذلك الذي يكمن وراء الكلمات. "
و أخيراً يوضح السيد وايل ( الوكيل الأدبي للسيد أميس ) قائلاً إنه، في نهاية الأمر، لا يرى أن قرارات العمل التجاري هي القضية، " فأنا أعتقد بأن ذلك يتعلق بالافتقار لفهم الكتاب من جانب كلٍ من الناشرَين الألماني و الفرنسي. "
 عن: The New York Times

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

حينَ تَشْتَبِكُ الأقاويلُ

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر

ملعون دوستويفسكي.. رواية مغمورة في الواقع الأفغاني

مقالات ذات صلة

علم القصة - الذكاء السردي
عام

علم القصة - الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الثاني (الأخير)منطق الفلاسفةظهر الفلاسفة منذ أكثر من خمسة آلاف عام في كلّ أنحاء العالم. ظهروا في سومر الرافدينية، وخلال حكم السلالة الخامسة في مصر الفرعونية، وفي بلاد الهند إبان العصر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram