ضيف اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين وضمن منهاجه الأسبوعي الناقد والمترجم المقيم من السويد خضير اللامي في محاضرة بعنوان "الترجمة بوصفها عملاً ابداعياً ـ رواية مقبرة براغ انموذجاً" وأشار مقدم الجلسة القاص حنون مجيد الى ان اللامي برغم مغتربه الا انه قر
ضيف اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين وضمن منهاجه الأسبوعي الناقد والمترجم المقيم من السويد خضير اللامي في محاضرة بعنوان "الترجمة بوصفها عملاً ابداعياً ـ رواية مقبرة براغ انموذجاً" وأشار مقدم الجلسة القاص حنون مجيد الى ان اللامي برغم مغتربه الا انه قريب منا فهو يتابع نتاجاتنا ويكتب عنها بملاحظات حادة كالسكين. وبين انه من مواليد 42 درس في بغداد وتخرج من كلية الآداب في اللغة الانجليزية الجامعة المستنصرية. عين مديراً للتأليف والنشر في دار الشؤون الثقافية. عضو اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين والعرب والسويديين وعضو نقابة الصحفيين ومدير تحرير مجلة "أثر" في وزارة الثقافة. كما عمل رئيساً لحقوق المؤلف العراقي سابقاً. وشارك في العديد من مؤتمرات الكتاب منها في بلغراد 75 ولندن 82 وفرانكفورت 2006 وغيرها.
وفي حديثه أوضح اللامي ان ترجمة رواية "مقبرة براغ" للكاتب الايطالي امبرتو إيكو قد استغرقت وقتاً طويلاً يقارب السنتين لإنجازها. وبيّن: هناك نوعان من الترجمة : الحرفية والإبداعية، من خلال وجود نسيج مشترك بين المؤلف والمترجم يتيح للأخير ان يجترح نصه الخاص او تأويله على وفق مقاربات النص الأجنبي. وتابع: لكني حين انتهيت من ترجمة الرواية، عدت لقراءتها مرة أخرى فرأيت غموضاً يكتنفها، لا لخلل في ترجمتها او سرد لأحداثها وانما لبنية نصها المعقد وسيميائيتها في سرد أحداث جسام وقعت في القرن التاسع عشر وبداية العشرين. ومع انني لست مختصاً بسيميائية امبرتو ايكو بيد انني ازعم ان اقول ان لدي اهتمامات متواضعة في هذا الشأن فضلاً عن قراءاتي لايكو ما مكنني التعامل مع نص "مقبرة براغ" واجتراح نصها آملاً ان أكون قد وفقت في ذلك. وأوضح: ان ايكو سيميائي بامتياز فضلاً عن انه ذو عقل مركب، وقد وجدت في محاولة تبسيط ما يمكن تبسيطه مساسا او إحداث خلل في العمل الروائي، قد يؤدي الى تسطيح تقنياته ففضلت ترك الرواية كما هي. وكتبت مقدمة لتفكيك بعض سماتها، لتكون بمثابة نافذة للقارئ يطل من خلالها على عالم كاتبها. مشيراً الى ان ايكو يدعونا منذ الصفحات الأولى الى تعضيده تأويلياً في فهم ما يكتبه السارد الآخر في الرواية، فلا يعرف السارد نفسه حتى نهاية الرواية الكاتب الغامض، مقترحاً اكتشافه حنبا الى جنب مع القارئ، متابعاً بفضول ما يدونه هذا السارد على صفحات ورق الرواية. وقال: اذن من خلال نداء ايكو هناك صوت داخلي آخر قام بكتابة هذا العمل الروائي غير صوت ايكو نفسه، وعلينا هنا التعامل مع هذا الصوت الداخلي "النداء" للوصول الى رؤوس خيوط الرواية وفك تشابكها.