احتفى نادي الاكاديميين في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين وضمن منهاجه الأسبوعي ليوم السبت الماضي بالذكرى الخمسين لشاعر النخيل والمطر بدر شاكر السياب، وذلك من خلال ندوة تضمنت دراسات وبحوثا لعدد من أساتذة الجامعات. وأوضح مقدم الجلسة الشاعر الدكتور سعد

احتفى نادي الاكاديميين في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين وضمن منهاجه الأسبوعي ليوم السبت الماضي بالذكرى الخمسين لشاعر النخيل والمطر بدر شاكر السياب، وذلك من خلال ندوة تضمنت دراسات وبحوثا لعدد من أساتذة الجامعات. وأوضح مقدم الجلسة الشاعر الدكتور سعد ياسين يوسف ان دراسة المنجز الإبداعي للسياب والاحتفاء به يأتي ترسيخاً لقيمة ابداعية في الأدب العراقي. مشيراً الى ان السياب يعد مدرسة في الحداثة والإبداع تستحق منا الدراسة بعمق. وقال: معنا الآن عدد من الباحثين المعنيين في النقد الاكاديمي لتوضيح جوانب الصورة الحقيقية لما تناوله النقاد عربياً.وأشار أول المتحدثين الدكتور حسنين غازي من بحثه "السياب في النقد العربي" الى ان بحثة لا يعد بحثاً لضيق الوقت المتاح له، وانما يمكن ان يعتبره ورقة نقدية لأهم المحاور التي مر بها السياب عبر المنهجين الأساسيين اللذين مر بهما النقد العربي وهما السياقي والنصي. وقال: المحمول السياقي تمثل في منهاج التاريخ وعلم النفس والاجتماع ونوعاً ما في المنهج الانطباعي، وهذا السياق يمتد الى النصف الاول من القرن العشرين. اما المحمول النصي الذي سارت عليه الدراسات المنهجية كالبنائية واللسانية والاسلوبية، ثم ما أعقبتها من مناهج بعد البنيوية كالسيميائية والتفكيكية والظاهراتية ونظرية التلقي، ويمتد هذا المهنج الى الستينيات من هذا القرن. وظل النقد العربي قالباً لكثير من مدارس النقد الغربي او محاكاة له فلم يجد الى اليوم من أنموذج أوحد للنقد العربي بمعزل عن تأثيرات المدارس الغربية. مبيناً ان من امثلة الدراسات النفسية في دراسة لا تعتمد المنهج النفسي منهجاً لها هي دراسة "من شباك وفيقة الى المعبد الغريق" للناقد جبرا ابراهيم جبرا. فيما اشار مقدم الجلسة الى ان الدكتور علي حداد يقول في كتابه "بدر شاكر السياب قراءة أخرى" ان رؤية السياب للعملية الابداعية في الشعر الحديث كانت قائمة على وعي أصيل لأهمية التراث، لا سيما الثراث الشعري العربي لمن اراد ان يكون شاعراً عربياً حديثاً وناقلاً للشعر العربي الى آماد تعبيرية جديدة. وقال: لم تكن هذه الرؤية منطلقة من نظرة سطحية للواقع بل كانت وراء قناعة راسخة بأهمية ذلك التراث في تجربة الحاضر. لافتاً الى اننا نخشى ان يكون الشعر الحر مقطوع الصلة بتراثنا الشعري، لأنه آنذاك لن تكون له أية قيمة. مؤكداً على وجوب خيط يربط بين القديم والجديد. وعلى شعرنا أن لا يكون مسخاً غريباً في ثياب عربية او شبهها، معتمداً بذلك على آراء السياب نفسها.ومن جانبه بين الدكتور عباس ثابت حمود استاذ النقد الأدبي في جامعة بغداد بانه قدم اول دراسة عن النقد الاكاديمي في الجامعات المحلية والعربية، وكانت تحت عنوان "الشعر العراقي الحديث في معايير النقد الاكاديمي العربي" وقال: قد جمعت فيها كل ما كتب من نقد اكاديمي عراقي وعربي عن الشعر العراقي الحديث. مشيراً الى ان السياب قد حظى بعناية نقدية لم يحظ بها غيره من الشعراء، لكونه علامة بارة كبيرة في الشعر العراقي الحديث.
وفي دراستها "المنجز النقدي حول شعر السياب" أوضحت الدكتورة نادية الهناوي بانها لم تجد كالسياب مبدعاً حفل شعره بتوجه نقدي وتباين في الافكار والآراء. وقالت: عالم السياب متنوع متجدد في الدلالات والطروحات، فان شعره حالة انموذجية في الدرس النقدي لما يمكن ان نسميه نقد النقد أي الدراسات التي تبنى على الدراسات النقدية، وبما يكشف عن تصارع التفسيرات او تعدد التأويلات او التباس الاطروحات ومحاولة التحكم في عملية التفسير والتأويل. مبينة ان من يخوض في نقد النقد لا بد ان يكون متزوداً بالإطار النظري الذي يمنحه القدرة على تشخيص المنجز والنظر اليه بعين ثاقبة ليتفحصه ملياً ويقف على تجلياته. ولعل أهم النظريات التي تسعف الباحث في مثل هذا الاتجاه هي نظريات القارئ.