TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جينز وقبعة وخطاب تحريضي

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

نشر في: 5 أغسطس, 2015: 09:01 م

عندما يخرج قيادي في فصيل سياسي اسلامي مثل النائب علي العلاق ليقول ان هناك جهات علمانية "تحاول إسقاط الإسلاميين وتجربتهم الإصلاحية، وتحميلهم كل الفشل الذي جرى في المراحل السابقة" فما هي الرسالة التي تصلك؟
ربما تفهم المسألة أنها حماسة من جانب نائب نسأل الله له ان يهدأ قليلا، وربما تفهم فى إطار خطاب تحريضي، يحول معركة الاصلاح السياسي إلى معركة عقيدة ودين وطائفة، فينفي عن الاطراف التي تطالب بمحاسبة المفسدين الخصومة السياسية، ليحولها الى صراع بين كفار ومؤمنين.
إن أي عاقل يدرك جيدا أن تصرفات العديد من ساستنا، تدخل في باب التدليس السياسي، حين يتم استدعاء الدين وتسخيره لخدمة المصالح الشخصية، خاصة إذا كان المقربون من السلطة لا يتذكرونه إلا عند الدفاع عن اخطاء الساسة والمسؤولين تجاه الناس.
لماذا يتذكر البعض الدين فقط عندما يتعلق الأمر بأمنه وبقائه في السلطة، وينساه عندما يتعلق بحقوق المواطنين وما يرتكب في حقهم من جرائم؟
ولطالما شاهدنا نوابا تأخذهم نوبة من الدروشة، حين يتم الحديث عن الفساد وسرقة المال العام واستبداد الحكومة، مرات كثيرة نسمع ونشاهد نوابا يخرجون الدستور من جيوب جببهم ويصرخون ضد كل من يطالب باحترام حقوق الآخرين، أو لأن البعض يريد أن ينتصر لحق العراقيين في العيش بمجتمع يحترم خياراتهم السياسية والفكرية والاجتماعية.
لماذا أصبحت الطائفة أهم، وأقوى، والتعامل بمنطق الطوائف هو البديل للمواطنة؟، لماذا نجد انفسنا امام ساسة يتصورون ان الإسلام في العراق في خطر، فيما الواقع يقول ان العراقيين متدينون، بالفطرة ولا يعيشون في عصور الجاهلية؟، كل يوم نسمع ونشاهد نوابا يرتدون الزي الديني وهم يزأرون غضبا ضد كل من يتحدث بالمدنية وعلمانية الدولة، لكنهم ما ان يحطوا اقدامهم على اول طائرة متجهة الى لندن او سيدني يتحولون بقدرة "الجينز والقبعة" الى علمانيين من الدرجة الاولى، زيا وممارسة وترفيها.
الغريب ان السيد العلاق وهو يخوَن "العلمانيين" لم يخبرنا من كان يحكم العراق خلال السنوات العشر الماضية، هل هم الحزب الشيوعي او التحالف المدني حتى نريد ان نحمل الاسلاميين فشل السنوات الماضية التي كان فيها رائد فهمي رئيسا للوزراء، ونصير الجادرجي رئيسا للبرلمان؟.
استدعاء المظلومية، ومواصلة الشحن لا بديل عنهما أمام سياسيين لا يرون الآن إلا أنفسهم، ولم يروا طوال اكثر من عشرة اعوام من الحكم إلا أنفسهم أيضا.. أما المواطن ومصالحه وأمنه فتلك قضايا ثانوية، يمكن معالجتها باستبدال العمامة بقبعة خفيفة ، لاغراض تسويق الدولة المدنية .. ولكن في سيدني او كوبنهاكن حصرا .

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    كل العراقيين وكل العالم يعتبر بان حق إدارة الدوله من حق الاكثريه وفى حالتنا الشيعه التي تكون 60% من نفوس العراق وخاصة ادا كانت الاقليه العربيه السنيه محتكرة السلطه مند تأسيس الدولة العراقيه وبصورة غير شرعيه---وهدا لا يعنى ان كل الشيعه يؤمنون بالإسلام

  2. الشمري فاروق

    هل يتذكر علي العلاق عندما جاءه بعض ناخبيه من اهالي المسيب وقدموا له مجموعه من العراائض التي فيها مطالبهم في دورته الاولى...وبعد بضعة ايام وجدت هذه العرائض طريقها الى المزبله

  3. خليلو...

    اعجز عن اظهار كل ما يجيش في صدري الممتلئ غيضا مما يعاني من الناطقين باسم الله وشرعته التي كانت صلاحا لأمور الناس وذلك بسبب القيود التي تفرضها المدى على تعليقات القراء فأمس مثلا قلت الحق عن اهل الإسلام السياسي وما جانبت الصدق فيه لكن المدى أظهرت اسطرا من ا

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram