اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مَنْ يتآمر على الإسلاميين؟

مَنْ يتآمر على الإسلاميين؟

نشر في: 19 سبتمبر, 2015: 09:01 م

خمسة أيام فقط بعد انطلاق موجة مظاهرات الجمعة المتواصلة حتى الآن، اختار النائب عن كتلة دولة القانون (حزب الدعوة الاسلامية) علي العلاق أن يهاجمها بتوجيه اتهام باطل الى منظّميها والمنخرطين فيها، هو أن "جهات علمانية" تقف وراء المظاهرات "لإسقاط الإسلاميين وتجربتهم الإصلاحية"!
بعد ثماني جمع، تدفّقت خلالها في مجرى المظاهرات مياه كثيرة، لم يزل بعض الإسلاميين يفكّر على وفق نظرية المؤامرة التي يتبناها النائب العلاق. وعلى أية حال فان السيد العلاق يسجّل لنفسه فضيلة أنه لم يمضِ في أثر زعيم كتلته وحزبه الذي كان قد اتهم متظاهري 2011 بأنهم صنيعة القاعدة والبعثيين، ففرض حال منع التجوال في العاصمة جمعتين متتاليتين، وجعل من بعض عناصر القوات المسلحة جندرمة لقمع المتظاهرين.
المتآمرون عادة يحيكون مؤامراتهم وينفذّون فصولها كلها، أو الأولى منها في الأقل، في الأقبية المعتمة وتحت جنح الظلام ومن وراء الحُجب، أما العلمانيون أو المدنيون الذين يعتقد السيد العلاق انهم يتآمرون، فقد دعوا الى مظاهراتهم علناً على مواقع التواصل الاجتماعي، بأسمائهم الصريحة وبصورهم الملونة، واستصدروا الرخصة الأصولية لها من مصادرها الرسمية، وحدّدوا سلفاً أماكن تنفيذ "مؤامرتهم" في الساحات الرئيسة في المدن. أكثر من هذا أنهم تلقّوا التحايا وعبارات التشجيع والتقدير من الحكومة التي يترأسها من يُعدّ السيد العلاق أحد مستشاريه الموثوقين، ومن مجلس النواب الذي يتمتع السيد العلاق بعضويته المزمنة، ولاحقاً جاءهم دفق من التحايا الكبيرة من المرجعية الدينية في النجف التي يعتمر السيد العلاق عمامتها.
حتى لو أرادوا، فان العلمانيين أو المدنيين ما كانوا في حاجة إلى التآمر لـ "إسقاط الاسلاميين وتجربتهم الإصلاحية وتحميلهم كل الفشل الذي جرى في المراحل السابقة".. الإسلاميون وفّروا على المتآمرين المُفترضين الجهود والأموال التي تتطلبها المؤامرات... الإسلاميون هم الذين سبقوا غيرهم في التآمر على أنفسهم.. فشلهم الذريع في إدارة الدولة والمجتمع، وانخراطهم على نحو مشين وغير مسبوق في عمليات الفساد الإداري والمالي، وتقديمهم ثلث مساحة البلاد على طبق من ذهب إلى عصابة داعش الإرهابية، كان أكبر وأثمن هدية قدّمها الإسلاميون إلى خصومهم وغرمائم ومنافسيهم.
على مدى عشر سنوات (1968 – 1978) اهتمّ البعثيون ببناء دولة قوية، ونجحوا في ذلك إلى حد كبير قبل أن ينقلب صدام حسين على حزبه ليسجّل الدولة باسمه ويشعل سلسة حروبه العدوانية الداخلية والخارجية.. نعم سُجّلت حالات قمع وكبت حريات وانتهاك لحقوق الإنسان كثيرة، لكن في المقابل نَدُر تسجيل حالات فساد إداري ومالي وفشل في توفير الخدمات العامة.. أما الاسلاميون فقد بدأوا عهدهم منذ الأيام الأولى بآلاف حالات الفساد الإداري والمالي، ابتداءً بتزوير الشهادات والوثائق لتعيين عناصرهم في إدارات الدولة العليا والدنيا، ومروراً بتزوير الانتخابات، وليس انتهاء بنهب المال العام عبر المشاريع والصفقات الكاذبة مع الشركات الوهمية، فضلاً عن انخراطهم في حرب طائفية أحرقت الأخضر مع اليابس وأزهقت مئات آلاف الأرواح وخلّفت ملايين الأيتام والأرامل والمعوّقين والنازحين، ودمّرت ممتلكات بمليارات الدولارات، ليتربعوا في نهاية المطاف على عرش دولة فاشلة بامتياز.
هل ثمة مؤامرة على الإسلاميين وعموم العراقيين أكبر وأخطر من هذه؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    العراق حسب ما جاء فى الدستور العراقى دوله علمانيه-----هدا لايعنى انه غير مسموح للاحزاب الدينيه فى حالة فوزهم فى الانتخابات تكوين الحكومه------ ولكن لايحق للفائزين بتشكيل حكومه اسلاميه-----والسؤال الصريح اوجهه لحزب الدعوة والاحزاب الدينيه الاخرى هو اى

  2. أبو زانا

    ليكن الله في عون العراقين إذا كان أمثال السيد العلاق يتولون أمرهم ويحرسون مصالحهم وموءتمنون على أموالهم فوالله لولا حبي لهذا الوطن وكرامتي التي تأبى الذل لبادرت إلى الرحيل حتى لو كانت إلى آخر بقاع الأرض لان الأمر قد وسد إلى من هم ليسوا بأهله والقادم من ا

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram