اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل خطفت تونس نوبل منّا؟

هل خطفت تونس نوبل منّا؟

نشر في: 9 أكتوبر, 2015: 09:01 م

كان يمكننا، نحن العراقيون، أن نفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام أو العام الماضي أو أي عام آخر تلى أعوام حربنا الأهلية- الطائفية الشنيعة. الأهم من الجائزة أننا كنا سنجنب أنفسنا احتلال داعش منذ 15 شهراً ثلث مساحة البلاد وقتل الآلاف وسبي آلاف آخرين وتهجير ملايين تتفاقم محنتهم اليوم بعد الآخر.
ما كنّا نحتاج إليه لنيل هذه الجائزة الدولية المرموقة، وتجنّب الاحتلال الداعشي ومجازره المنكرة، هو توفّر قيادات سياسية عاقلة وحكيمة ووطنية كالتي توفّرت للشعب التونسي، ما مكّن لجنة الحوار الرباعية من تنظيم وقيادة حوار سياسي ومجتمعي أفضى إلى تجنيب تونس حرباً أهلية كانت ستكون طاحنة كحربنا أو الحروب الأهلية في ليبيا وسوريا واليمن، وإلى تأسيس نظام ديمقراطي في البلاد.
أمس أعلنت لجنة جائزة نوبل النرويجية منح جائزة السلام للعام الحالي إلى أربع نقابات عمالية ومهنية ومنظمات مجتمع مدني توسّطت في الحوار الوطني في تونس، وقالت إنها تقدّم هذه الجائزة الى المنظمات الأربع تقديراً "لمساهمتهما الحاسمة في بناء ديمقراطية تعددية بعد ثورة الياسمين في العام 2011"، كما جاء في بيان اللجنة النرويجية.
بالطبع ما كان للمنظمات التونسية الأربع، وهي الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن تجترح المعجزة التي استحقت عنها الجائزة، لو لم تكن القيادات السياسية في تونس على قدر عال من الشعور بالمسؤولية تجاه وطنها وشعبها، وهو ما كان، ولم يزل، ينقصنا.. دليل كلامي هذا أن القيادات التونسية أخذت العبرة مما حلّ في بلادنا وفي ليبيا وسوريا واليمن، فتفاعلت مع بعضها البعض وتجاوبت مع جهود اللجنة الرباعية وحققت مصالحة وطنية في مدة قصيرة، بخلاف قياداتنا السياسية التي لا تريد، كما تدلّ عليه مواقفها وتصرفاتها، أن تعتبر بشيء أبداً، ودلالة هذا أن هذه القيادات ينقصها العقل والحكمة والوطنية التي تحلّت بها القيادات التونسية.
كان يمكن للقيادات التونسية أن تتحجج وتتذرع بعشرات الحجج والذرائع التي تمسّكت بها قياداتنا السياسية طوال ما يزيد عن عشر سنين للحؤول دون المصالحة ودون قيام النظام الديمقراطي الذي نصّ عليه دستورنا واختارت هذه القيادات أن تخالفه تماماً فتقيم بدلاً منه نظام المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية الذي لم تزل تتمسك به بالأنياب والأظافر دفاعاً عن مصالحها الأنانية.
تونس فازت بجائزة نوبل، وقبلها ربحت سلمها الأهلي وأمنها وديمقراطيتها بفضل عقل قياداتها السياسية وحكمتها ووطنيتها، أما نحن فلا عزاء لضحايانا وسبايانا ونازحينا ومهاجرينا، حتى تتوفر لنا قيادات بعقل القيادات التونسية وحكمتها ووطنيتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. haitham baqir

    نسبة الأمية في هذا البلد الشقيق قريبة من 20 بالمائة، و ذلك حسب الدراسات التي قامت بها جامعة شاربروك في كندا. كما أن هذا البلد الذي يحتوي على ما يقرب من 300 ألف طالب جامعي أي بمعدل يناهز 27 طالبا لكل الف مواطن لاتنس ان بورقيبة منح الفتاة حق التعليم مثلها

  2. haitham baqir

    نسبة الأمية في هذا البلد الشقيق قريبة من 20 بالمائة، و ذلك حسب الدراسات التي قامت بها جامعة شاربروك في كندا. كما أن هذا البلد الذي يحتوي على ما يقرب من 300 ألف طالب جامعي أي بمعدل يناهز 27 طالبا لكل الف مواطن لاتنس ان بورقيبة منح الفتاة حق التعليم مثلها

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram