اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لِمَ الهيجان في وجه عملية البيشمركة؟

لِمَ الهيجان في وجه عملية البيشمركة؟

نشر في: 25 أكتوبر, 2015: 09:01 م

وما بها البيشمركة لتثور ثائرتكم في وجهها بهذا الهيجان والفوران؟.. ما وجه النجاسة فيهم؟ وما وجه الردّة والمروق في ما فعلوا؟.. لماذا لا يتعيّن على البيشمركة أن تقوم بعملية سرية لإنقاذ 69 أسيراً لدى داعش في الحويجة كلهم عرب، 17 منهم كانوا على شفا الإعدام ذبحاً أو حرقاً بالنار؟.. ولماذا حرام على القوات الأميركية أن تساعد البيشمركة في تنفيذ هذه العملية الجارية بعلم حكومتنا، وأسفرت أيضاً عن قتل 20 من إرهابيي داعش والقبض على 6 آخرين منهم أحياء؟
ما العيب في هذا كله؟.. أليست البيشمركة القائمة بهذه العملية جزءاً من قواتنا المسلحة؟.. أليست القوة الأميركية المساندة جزءاً من قوات تعدادها بالآلاف، موجودة في بلادنا بعلم الحكومة العراقية وبطلب منها ومرخّصة بالتدريب وتقديم المشورة والدعم والإسناد ضد داعش بالتحديد؟.. ألا يشبه ما قامت به القوة الاميركية في الحويجة، في شكله وفي مضمونه، ما تقوم به طائرات التحالف من تمهيد وإسناد لقواتنا المسلحة وقوات الحشد الشعبي في العمليات التي آلت إلى تحرير أجزاء مهمة من محافظات كركوك وصلاح الدين والأنبار؟.. لماذا لم تعيبوا على قوات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي الاستعانة بقوات التحالف، الأميركية في معظمها؟
هل أنتم ضد داعش أم معه؟.. هل أنتم مع تحرير أسرانا ومناطقنا المحتلة من داعش أم مع بقاء داعش يهيمن على مناطقنا وأراضينا ويسوم أسرانا من العرب والكرد والتركمان وسواهم سوء العذاب؟
لو يحصل غداً أن تقوم واحدة من الميليشيات المتلفعة بعباءة الحشد الشعبي بمهاجمة قاعدة لداعش في واحدة من المناطق المحتلة بعملية مماثلة لعملية البيشمركة في الحويجة، بدعم وإسناد من القوات الإيرانية الموجودة هي الأخرى في صيغة تقديم المشورة والدعم والإسناد، كما القوات الأميركية، هل كنتم ستهيجون وتميجون وتتجاوز حرارتكم درجة الغليان؟ أم أنكم كنتم - كما كنّا سنفعل - سترحّبون وتستحسنون وتصفّقون لجيراننا الأصدقاء تقديراً لفعلتهم الحميدة ولوقوفهم معنا وقت الضيق؟.. بل كنتم ستبقون عشرين سنة تلهجون بالشكر والثناء للأخوة في الدين والمذهب والعقيدة؟
ماذا لو أن البيشمركة قد تواكلت وقصّرت وتركت الـ 69 أسيراً عربياً لمصيرهم المأساوي.. هل كنتم لا تهيجون ولا تفورون ولا تتهمون البيشمركة بأنهم كرد عنصريون والأميركيين بانهم أرباب داعش؟
أعرف أنكم ضد داعش وتريدون تحرير الأسرى والمناطق المحتلة من سطوة داعش وسيطرته، في الأقل كما تقول منشوراتكم وإذاعاتكم وتصريحات مسؤوليكم ونوابكم.. لكنني أعرف أيضاً أنكم شوفينيون وطائفيون حيال الكرد وبيشمركتهم.. هذه هي مشكلتكم مع أنفسكم أولاً ومعنا ومع الكرد تالياً... إنها مشكلة مستقرة في نفوسكم بتأثير من دعاية صدام ونظامه، أو مستوردة من خارج الحدود أيضاً ومختومة بختم التعصب الطائفي والمذهبي... انها مشكلتكم التي تُفقدكم التوازن والحكمة والحصافة، فلا تميّزون بين الخطأ والصواب، ولا بين ما هو في صالح الوطن وما هو في طالحه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. حميد الكفائي

    تحياتي أستاذ عدنان لا اعتقد أن المشكلة مع الكرد ولا اعتقد أن هناك موقفا شوفينيا أو طائفيا منهم، بل هي الموقف من أمريكا الذي تتمسك به بعض القوى السياسية العراقية... أتفق معك بأننا يجب أن نرحب بأي جهد لخلاص من داعش والجماعات الإرهابية... شكري لك

  2. خليلو...

    أخي لقد كانوا شوفينيين فصاروا شوفينيين +طائفيين هذه حقيقة لاتنكر .أتحرج من أن أقول إنهم ينكرون إسلامية الكورد ومن لا يصدق خلي ينبش في كتب الأخبار وهذا يدعو إلى الحزن القاتل والأسف الشديد على ما آل اليه حالنا بعد تحرير العراق

  3. حميد الكفائي

    تحياتي أستاذ عدنان لا اعتقد أن المشكلة مع الكرد ولا اعتقد أن هناك موقفا شوفينيا أو طائفيا منهم، بل هي الموقف من أمريكا الذي تتمسك به بعض القوى السياسية العراقية... أتفق معك بأننا يجب أن نرحب بأي جهد لخلاص من داعش والجماعات الإرهابية... شكري لك

  4. خليلو...

    أخي لقد كانوا شوفينيين فصاروا شوفينيين +طائفيين هذه حقيقة لاتنكر .أتحرج من أن أقول إنهم ينكرون إسلامية الكورد ومن لا يصدق خلي ينبش في كتب الأخبار وهذا يدعو إلى الحزن القاتل والأسف الشديد على ما آل اليه حالنا بعد تحرير العراق

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram