في وقت مبكر من صباح أمس، قبل أن أفطر، سألتُ "العم" غوغل عن أخطر ما يمارسه الإنسان من مهن، فكان جوابه مجموعة من التصنيفات، واحد منها أدرج مهنة المراسل الصحفي الحربي بين أخطر خمس مهن.
لم يكن سؤالي للتسلية، فيوم أمس، الثاني من تشرين الثاني، هو اليوم الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، وأختير هذا التاريخ بموجب القرار (68/163) الذي إتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل سنتين، وهو تاريخ قتل اثنين من الصحفيين الفرنسيين على أيدي الإرهابيين في دولة مالي العام 2013. وأنا أسأل "غوغل" انما أردتُ أن أطمئن إلى صحة ظني بأن الصحافة، والإعلام عموماً، غدت من أخطر مهن بني البشر.
جواب "غوغل" جعل من مهنة صحفية واحدة خطيرة، هي مهنة المراسل الحربي، وأرى انه تصنيف كلاسيكي، فلم يعد الموت في الميدان مقتصراً على الصحفيين الذين يزجّون بأنفسهم قرب جبهات الحروب والنزاعات المسلحة .. الموت الآن يترصد الصحفيين في جبهات بعيدة جداً عن الخطوط الأمامية للحروب والنزاعات المسلحة .. الصحفي الآن يُمكن أن يُقتل وهو يغطي أحداثاً داخل المدن كالمظاهرات والإعتصامات والإضرابات، بل يمكن ان يُقتل وهو في مقر عمله أو حتى في بيته، إن بأسلحة مكتومة الصوت أو أخرى مدوية وملعلعة الصوت. وحدث من هذا كثير، بل ان الأغلبية من الصحفيين العراقيين والأجانب الذين قُتلوا في البلاد منذ 2003 حتى الآن، وعددهم يقترب من الثلاثمئة، إنما قُتلوا غيلة بالتفجيرات والهجمات المسلحة أو بالرصاص في الشوارع والبيوت ومكاتب العمل، وقد ظلّ القتلة جميعهم طلقاء فالتين من قبضة العدالة ومن العقاب، فالسلطات الأمنية لم تفلح في الوصول إلى المجرمين، وسجلت الجرائم ضد مجهولين.
الجمعية العامة للمنظمة الدولية اتخذت قرارها بجعل الثاني من تشرين الثاني يوماً عالمياً لمكافحة إفلات قتلة الصحفيين من العقاب من أجل لفت الانتباه إلى هذه الحقيقة الصارخة.. حقيقة إفلات قتلة الصحفيين من العقاب. وفي ظني أن القرار الأممي على أهميته لن يكون مُجدياً في تحقيق الهدف .. ربما سنحتاج إلى معاهدة دولية تلزم الحكومات التي ستنضمّ اليها وتوقع عليها بملاحقة قتلة الصحفيين وتقديمهم إلى القضاء.
هذا ما يتعيّن علينا أن نعمل له وفي سبيله.
مَنْ يلاحق قتلة الصحفيين؟
[post-views]
نشر في: 2 نوفمبر, 2015: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
بغداد ترحب بـ"هدنة لبنان" والفصائل ترفض وقف التصعيد وتهدد واشنطن
تقرير امريكي يتحدث عن "السيناريو الأسوأ": جر العراق إلى "عين العاصفة الإقليمية"
المالية النيابية: تعديل الموازنة الاتحادية يفتح المجال لتغيير فقرات غير فعّالة
فرنسا تشهد أول محاكمة لدواعش من رعاياها اعتدوا على إيزيديين
مجلس الخدمة الاتحادي: نحتاج لأكثر من 5 مليارات دولار شهرياً لتمويل رواتب الموظفين
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 2
د عادل على
العراق الملكى كان خالى من الاغتيالات السياسيه-----------ان البعث العراقى كان يعتقد به ويمارسه كوسيلة للصعود الى السلطه---وكان البعث يكتب شعاراته النازيه على الحيطان وباللون الاحمر----دم-----حديد-----نار-------وحدة ----عروبه -------ثار-----------كان شت
د عادل على
العراق الملكى كان خالى من الاغتيالات السياسيه-----------ان البعث العراقى كان يعتقد به ويمارسه كوسيلة للصعود الى السلطه---وكان البعث يكتب شعاراته النازيه على الحيطان وباللون الاحمر----دم-----حديد-----نار-------وحدة ----عروبه -------ثار-----------كان شت