" كفاحي" .. كتاب أدولف هتلر المملوء بالكراهية والذي مهد الطريق لكل مآسي الإنسانية في الحرب العالمية الثانية ، من المقرر أن يتم طبعه لأول مرة في ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الشهر المقبل .إنها عملية مثيرة للجدل بالتأكيد ، فبعد انتصار الحلف
" كفاحي" .. كتاب أدولف هتلر المملوء بالكراهية والذي مهد الطريق لكل مآسي الإنسانية في الحرب العالمية الثانية ، من المقرر أن يتم طبعه لأول مرة في ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الشهر المقبل .
إنها عملية مثيرة للجدل بالتأكيد ، فبعد انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في عام 1945 تقلصت تدريجيا حقوق طبع ونشر هذا الكتاب حتى تم حظره في عموم ألمانيا ، ولكن اعتبارا من 1 يناير / كانون الثاني 2016 ستكون قد مرت 70 عاما على وفاة صاحبه وهذا يعني بموجب القانون البافاري أن الجدل حول 800 صفحة التي يتألف منها كتاب " كفاحي " للزعيم النازي أدولف هتلر سيدخل التاريخ مرة ثانية حيث سيرفع الحظر المفروض عنه والسماح للكتاب بالنشر داخل حدودها فقط لسنوات .
في عام 2012 وافقت الدولة الألمانية على التمويل الخاص بدعم طبعة " كفاحي " مع الشرح الأكاديمي له حتى يصبح جاهزا للنشر في عام 2016 ولوضع العمل في السياق التاريخي والأخلاقي الأكثر وضوحا ، لكن هذا القرار جوبه بالرفض في أعقاب شكاوى فتم تأجيله إلى عام 2014 لتتراجع الدولة عن قرارها مرة أخرى معلنة دعمها للطبعة الأكاديمية من دون أي دعم مالي في ذلك الوقت حيث قال وزير الثقافة البافاري لودفيغ سبانيل : " أن المشروع الذي حصل على تأييده المضمون أيضا من المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يعزز من حرية الفكر وبالتالي يعطي فرصة ذهبية لطبع هذا الكتاب " .
واعتبارا من 1 يناير / كانون الثاني من هذا العام يمكن لأي شخص نشر " كفاحي " في ألمانيا ، ولكن الطبعة التي تضمنت تلك الشروحات التي نشرها معهد ألمانيا للتاريخ المعاصر في ميونيخ سيكون هدفها المعلن مواجهة أي من مطبوعات النازيين الجدد اليمينية المتطرفة التي قد تنشأ نتيجة لهذا القرار فهي طبعة محكمة تصل إلى 2000 صفحة وتحتوي على آلاف من الشروحات المحكمة وستصدر بمجلدين سيتم بيعهما بحوالي 65 دولارا .
من جانبه ، قال مدير معهد ألمانيا للتاريخ المعاصر أندرياس Wirsching لدى لقائه بالصحيفة الألمانية دويتشه فيله :
" أن السماح للعمل بالنشر دون أي شرح مسبق سيكون غير مسؤول لأن منظمته تهدف إلى قطع الخطاب الديماغوجي الذي عرف به هتلر، وفضح أنصاف الحقائق له تماما وملاحظاته الاستفزازية وأكاذيبه كذلك " ، وقال أيضا : " إن المتعاطفين مع هتلر قد يكونون مهتمين بإعادة نشر هذا الكتاب الذي كتبه هتلر على شكل سيرة ذاتية له عندما كان مسجونا في سجن ولاية بافاريا عام 1923 .
الألمان الآن يعتقدون أن هذا الكتاب لا يزال رمزا للماضي المدمر ونشره في القرن الحادي والعشرين سيكون مدعاة للانقسام بين أطيافه فهو حكاية تحذيرية للتطرف أو مصدر خطير من الأيديولوجية العنصرية ، ومؤخرا في خريف هذا العام أظهر استطلاع للرأي العام الألماني أنه منقسم تقريبا بنسبة 51 في المائة حيال عدم طباعته في بلدهم وبعض المكتبات يعتبرونه خطرا جدا للاستهلاك العام . أما جوزيف كراوس رئيس جمعية المعلمين الألمان فقد اعترف بأن " كفاحي " لا ينبغي أن تتم طباعته ولكن يمكن تدريسه في المدارس مع الحذر الشديد لأن الأكثر خطورة هو السكوت عنه أو حظره تماما ، وقال كراوس أنه يأمل بما في ذلك اختيار مقاطع من أعمال هتلر في فصول التاريخ الواردة فيه قد تساعد على تحصين الشباب ضد التطرف ، وحتى يحين وقت صدوره فإن السؤال المهم هنا كيف سينظر الألمان إلى " كفاحي " كمادة تعليمية في بلد ما زال يحاول الخروج من ظل الدكتاتور السابق .