اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > انت متهم بالشيوعية

انت متهم بالشيوعية

نشر في: 9 يناير, 2016: 09:01 م

نسمع بين الحين والآخر من يقول : " ان الاشتراكية دفنت وشبعت موتاً " ، فيما آخرون يصرون على ان  الشيوعية كفر وإلحاد وفوضى  ولا أخلاق .وتلك كانت البذور الاولى لمعاداة الشيوعية التي لاتزال تجد من يروج لها حتى نبهنا السيد  رئيس لجنة الاوقاف البرلمانية السيد عبد العظيم العجمان " مشكورا " من ان الاشتراكية زندقة وبهتان ، وماذا عن الشيوعية يامولانا  انها  خراب ودمار لانها تبعد الانسان عن خالقه .. طبعا السيد رئيس لجنة الاوقاف تحدث وهو منتش ونسى ان لجنته الموقرة مهتمة بمتابعة ملف  توزيع المساجد والحسينيات بين الوقفين الشيعي والسني ، فيما تصم  أذانها وتغلق عيونها عن ملايين النازحين .
بين الحين والآخر يخرج علينا من على الفضائيات من يُصر على تذكيرنا بأننا نظام ديني ، ولهذا كل صوت ضد فساد الاحزاب التي تتخذ من الدين غطاء ، سيظل مجرد صوت نشاز، ونقطة سوداء برداء السياسة العراقية الأبيض ، الذي يعتقد رئيس لجنة الاوقاف البرلمانية  ان ما جرى خلال السنوات الماضية، لم يلوث سمعة الاحزاب الدينية السنية والشيعية  التي بقيت ناصعة، أما تقارير المنظمات الدولية، وكشوفات لجنة النزاهة، وتشريد 4 ملايين عراقي ، فهي مؤامرة شيوعية  بإمتياز .
لاحظنا في الاشهر الماضية كيف  ثار غضب معظم ساستنا من لافتات رفعت في التظاهرات تطالب بإرساء أسس دولة مدنية، وتتهم الاحزاب الحاكمة بأنها تقف وراء خراب العراق وهذا ليس سرا، وإنما الخراب والقتل على الهوية وسرقة أموال الدولة ونشر الطائفية وتشجيع المحاصصة، قاعدة معمول بها منذ اكثر من عشر سنوات، كم قُتل وشُرد من العراقيين خلال السنوات الماضية ؟ لا توجد احصاءات دقيقة عن المهجرين ، أصبحنا على رأس قوائم منظمات الاغاثة لعل ذلك يعطي للسيد رئيس لجنة الاوقاف النيابية وللمعترضين ، فكرة عن القيمة التي وصل لها الإنسان العراقي خلال حكم الساسة "المتقين" .
جماعات جز الرؤوس، وقبلها ميليشيات التهجير والقتل على الهوية ، لا تعمل إلا في ظل مجتمع الطوائف، أو صراع المظلوميات على اعتبار أن الإسلام غريب في هذه البلاد، وأن المسلمين مظلومون.. يتعرضون للمؤامرات.. ذلك التفسير المزيف للأزمات الذي لا يرى الواقع، لكنه يحوله إلى مبرر للحشد خلف حكومات طائفية، او جماعات إرهابية ترى في اقصاء معارضيها انتصار للدين والطائفة.
سيقول البعض إن الجماعات الارهابية لا تعرف جوهر الدين الحقيقي، ولكن ماذا عن الذين يتحدثون في الفضائيات عن قيم الدين الحنيف، لكنهم في غرفهم المغلقة ، ينتهكون كل مبادئ الدين وفضائله.
ربما لايعرف المواطن العادي ماركس وانجلز ، لكنه يدرك بالفطرة ان الشيوعيين ليسوا جماعات مستوردة ، ولم يحدث في يوم من الايام ان سرقوا أموال البلد ، ولم يُسجن أحد من الشيوعيين في جريمة فساد .
عزيزي رئيس لجنة الاوقاف البرلمانية لا تيأس ستبقى الشيوعية تلاحقنا، وتفبرك الصور والفديوهات عن تهريب أموال البلد ، والموت في المخيمات، وسرقة أموال النفط،.. وشكراً لانك نبهتنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. خليلو...

    لقد أحسنت امريكا صنعا يوم سلمت اليهم زمام السلطة فمكثوا فيها عقدا ونصف دون ان يقدموا للناس أنموذجا صالحا يعبر عن نجاح الدولة المؤمنة في بناء شيئ ،ماذا كانت النتيجة؟ لقد تعروا تماماً ففشلت كل التخرصات التي ظلت تزعق ب الاسلام هو الحل! فلا حل الا بدولة م

  2. ام رشا

    أصبت يا أستاذ علي فكل ما ذكرت صحيح ولكن ..وانا لا اشكك ابدا لا بنزاهة الشيوعيين ولا بوطنيتهم ولكن لماذا تحالف حزب علماني معروف كالحزب الشيوعي العراقي مع الأحزاب الدينية الطائفية المعروفة اصلا بانها تسعى لمشروع دولة إسلامية تطبق الشريعة وفق المذهب الجعفري

  3. بغداد

    شكراً وحيد القرن امريكا راعية الارهاب وصانعة اللصوص وفرق الموت ( الميليشيات ) سواء كنت تدرين ام لا تدرين يا امريكا انك بأحتلالك للعراق كشفت زيف الاحزاب المتأسلمة المتمسكنة اللابسة ملابس ليلى والذئب وهي العمامة والعبائة وتزين أصابع كفوف اياديهم العفنة محاب

  4. كمال يلدو

    شكرا لك استاذ علي حسين، شكرا لقلمك وشكرا ل (المدى) الجميلة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram