اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إضحك مع الألمعي

إضحك مع الألمعي

نشر في: 10 يناير, 2016: 09:01 م

أسوأ علامات الحال في عراق اليوم ، سيطرة السذاجة على مجمل أحوالنا  ، وظهور الفاشل والساذج  والانتهازي  . قبل أيام كنت كالعادة أتابع البرامج السياسية ، حين وجدت نائباً سابقاً يمسك الميكرفون ليعلن على الملأ ، ان الذين ينتقدون وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ، انما يغارون من شخصه  ، هذه أولاً  ،  ومن قدرته على ادارة الأزمات  ، هذه ثانياً ، ومن المعيته ، وهذه هي الأبرز .
كان الرصافي يسمي خطب بعض النواب بـ " المجادلة الفارغة "  ، ظل طوال حياته  النيابية  يسخر من الذين يحاولون  إحتقار وعي الناس ،  حين يعتقدون ان "المعيتهم " هي التي أوصلتهم الى قبة البرلمان ، لان الناس لا تبحث عن الألمعي  ، وانما عن الذي يشاركها همومها وآلامها وأفراحها وطموحاتها  .
عندما سمعت حوار الألمعي " السابق " اعتقدت ان الرجل يتمتع بحس فكاهي ، وهو يصور لنا ان العراق بإمكانه  ان يصلح ما أفسده الدهر   ، بين السعودية وايران ، وبامكانه ان يلعب دورا في حل النزاعات الاقليمية  ، وينسى النائب السابق ، ان المواطن ينتظر متى يستطيع ساسة العراق حل مشاكلهم فيما بينهم  .
منذ سنوات ونحن نعيش مسرحية لاتنتهي فصولها  ، مرة علاقة خاصة مع أميركا ، ومرة علاقة خاصة مع أعدائها، مرة نطالب برمي العرب جميعا في بحر النسيان ، ثم نصحو على خطب سياسيين  وهم يرفعون شعار امة عربية واحدة ، لكن الذي لا تفهمه الناس حتى هذه اللحظة كيف أصبح العراق وبفضل جهود مجموعة من " الألمعية "  يمتلك مؤهلات حل كل القضايا العالقة في العالم ، فيما يعجز قادته عن الجلوس على طاولة واحدة.
لا شيء شخصياً ، أو عاماً عندي ضد  السيد النائب السابق ،  فهو ظاهرة ظريفة ،  ونحن مع أي شيء أو كائن أو فكرة، ظريفة  تغسل هموم الناس . واعترف بأن ألمعية بعض النواب والسياسيين والوزراء لا تدخل في نطاق اختصاصي وتقييمي  ،  لكنني بكل صدق معجب بذكاء ومهارة السيد  صاحب مصطلح الألمعي وهو يضع عينيه على كرسي شاغر في وزارة الخارجية ،  وهذا من حقه ما دامت أمور الدولة تدار بمنطق المقربين أولى بالمناصب من اصحاب الكفاءات والخبرات .  
هنيئاً للعراق وللمنطقة  بألمعييها  ، لكن البلاد ياسادة على الحافة ،  ولا تُنقذها جولات مكوكية بين طهران ومسقط والكويت والقاهرة ، إنما ينقذها ان يجلس ساستها الى طاولة مشتركة تعلي شأن الوطن قبل الطائفة ، وتؤمن بالمشاركة منهجا وسلوكا لاخطباً وشعارات  ، وان يُفرِق  مسؤولونا بين برامج التوك شو السياسية  وبرامج  الواقع المريرة .. الفارق طبعا يعتمد على " ألمعية " المسؤول

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    باستثناء الحزب الشيوعى العراقى ليست فى العراق احزاب ايديولوجيه مثلما هو الحال فى العالم المتقدم------فى العراق هناك 3 انواع من الاحزاب وهى احزاب الشيعه واحزاب السنه واحزاب الكورد وهده الاحزاب ليست لها ايديولوجيات خاصه مثل ايديولوجية المحافظين وايديولوجية

  2. محمد سعيد

    قد يبو يااخي الكاتب ان النائب السابق علي حق حيث اهملتم الخبرات الطويله التي يتمتع بها وزير خارجتينا المبجل , والتي تجلت في تنظيمه رحلات الحج والعمره لسنوات طويل بين لندن والديار المقدسه . انه بلاشك اكتسب المهاره والدراريه في اداره مثل هذه الازما

  3. رمزي الحيدر

    هذا الزمن الأعمى و الذي تُشد فيه السروج على الكلاب .!.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram