استأذنكم والزملاء في هذه الجريدة الموقرة ورئاسة تحريرها ان أتقدم كمواطن احتكم لعقلي الحر ولا يهمني غير مصلحة هذا الوطن والناس الذين فيه، بنصيحة مخلصة خالصة من كل مصلحة شخصية لجناب رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لعله يسمعها مني مشكورا. اما ان يأخذ بها او لا يأخذ فله الخيار مرفقا بالاحترام مهما كانت قراءته او استجابته لما سأنصحه به.
حضرة الرئيس: ليتك تجيبني أولا عن: ما هي الكتلة السياسية التي تسند ظهرك في برلمان قوامه الكتل والتكتلات والمحاصصات؟ هل انت من ائتلاف دولة القانون؟ لو كنت كذلك لما عارضوك فيه معارضة سلبية عمياء. يكفيني آخر تصريح صدر منهم البارحة يقول "القانون يتهم الحكومة بدعم البارزاني للانفصال ويصف صمتها بالاشتراك غير المعلن فيه". انه بهذا يعتبر نفسه خارج الحكومة ويتهمها بالتآمر. ثم اسأل: هل انت تمثل حزب الدعوة؟ لم اسمعك مرة تحدثت باسمه ولا أحد فيهم اعتبرك ممثله في الحكومة حد اللحظة؟
لأصارحك: كثيرون من أعضاء هذا الحزب ومن ذلك الائتلاف أكثروا من وصفك بالـ "انبطاحي" ووصفوا الذي ينهجون نهجك "انبطاحيين". الانبطاحي عندهم هو كل مسؤول شيعي لا يناصب السُنة والاكراد العداء. بتعبير آخر انه الشيعي المعتدل. والمعتدلون الشيعة ليسوا بقليلين لكنهم وللأسف من دون كيان برلماني يجمعهم وانت واحد منهم: لوحدك.
من هنا اسألك بجد: هل هناك جدوى من بقائك تحت مظلة دولة القانون او حزب الدعوة؟ لا اظن. وبرأيي ان هذا هو الذي يكتّفك سياسيا ويعرقل خطواتك نحو الإصلاح. وربما يكون هو السبب الرئيس في عدم انتقال العراق كله من حفرة الثماني سنوات السود التي اوقعه فيها سلفك.
ما الحل؟ ان تنسحب من دولة القانون أولا. ثم تغادر حزب الدعوة او تعلّق عضويتك فيه ما دمت رئيسا للوزراء. والبديل؟ ان تشكل ائتلافا برلمانيا شيعيا معتدلا كخطوة أولى للخلاص. والبداية؟ ان تنضّم الى كتلة الاحرار او تضمها اليك.
ليش؟ بدون مجاملة او مراعاة لمشاعر هذا او ذاك، لأن السيد مقتدى الصدر صار أيقونة للاعتدال الشيعي. علاقته طيبة مع السُنة وانه محطّ ثقة عند الاكراد ومقبول كشخصية وتوجه عند دول الجوار. اثبت انه ينصر اخاه لو كان مظلوما لكنه يقف بوجهه لو كان ظالما. ولك في موقفه بوجه المالكي يوم استبد وظلم خير دليل.
لو عدت الى صفحتك الخاصة على فيسبوك يا دكتور ستجد كثيرا من أبناء هذا الشعب نصحوك ببعض ما نصحتك به، فلماذا لم تستجب؟ هل تنقصك الشجاعة؟ اشهد انك لست كذلك ودليلي حضورك بطرك قميصك في ساحات المعارك الملتهبة وفي اشد حالات هيجانها.
اختم نصيحتي بأني لا مصلحة لي بما أتيتك به سوى انقاذ أبنائنا ممن ضحك عليهم ليقدمهم قرابين لنوازعه الطائفية الرعناء ليملأ الأرض بقبورهم وهو يتفرج على دموع الثكالى وآهات اليتامى والأرامل وحسرات الفقراء.
الى رئيس الوزراء م/ نصيحة
[post-views]
نشر في: 24 يناير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 2
رمزي الحيدر
أعتقد أنك نسيت شيئاً أخر تضيفه الى نصيحتك له وأن كان لا يستطيع محاربت المحاصصة الطائفية و حيتان الفساد ،أن يقدم إستقالته.!.
ابو سجاد
يااستاذ هاشم ان الرجل لم ياتي الى رئاسة الحكومة بعدد الاصوات التي حاز عليها بالانتخابات العراقية وانما جاء بالتسوية الطائفية ثانيا عليك ان توجه خطابك هذا او هذه النصيحة للذين نصبوه بارادتهم حتى يكون اداتا بايديهم ويحركوه كما يشاؤا وهي ايران واميركا ثا