الثلاثاء، 22 إبريل 2025

℃ 23
الرئيسية > أعمدة واراء > الى أخي المعارض السوري

الى أخي المعارض السوري

نشر في: 1 فبراير, 2016: 09:01 م

صار لدي ما يشبه الطبع في الكتابة ان لا انشغل بهموم جاري اذا كان بيتي يحترق. ربما هو طبع سيئ فيه شيء من الانانية. الحقيقة أن الأمر ليس بهذا السوء بل يبدو اني متأثر منذ الصغر بأغنية "يا عنيّد يا يابه":
يا كتر بالدلّال يا عنيّد يا يابا  خالي من العيوب؟
وبيا مجان يصير يا عنيّد يا يابا جرح اليجي النوب؟
مع هذا دوّرت في جروحي وصفناتي العراقية، يا أخي العزيز، فوجدتك بينها. اخترتك أيها المعارض السوري لأن في جراحاتنا ما هو مشترك:
انت وانا دولبنه البعث. اليوم أجدك ونفسي مثل مطربينا جواد وادي وعبد الواحد جمعة نغني:
طشش عويله الطششانه .. شراد منّا؟
خيّو: أتعرف ما أعنيه بضربة البوري؟ انا وانت ضربنا الامريكان به ضربة جعلتنا وجعلتكم من أكثر شعوب الأرض تهجيرا وقتلا وتفجيرا ونزوحا وفقرا ودموعا.  ثم إصطف معهم اخوتنا في العروبة والدم والدين حتى صارت الشغلة "خنّين" بحسب وصف العراقيين. مثلكم تماما بعضنا لاذ بالسعودية وآخرون بإيران وفينا من شال جوالاته وهجّ للغرب. انتهى بنا الامر الى ان الشاص شاص والحمل حمل. أعذرني اذ يصعب عليّ ترجمها لك.
ما جئت لأزايدك على جراحك؟ قل لي ليش؟ لأننا هنا نحبكم. وليش أيضا؟ لأنه كان لكم على الكثير منا فضل كبير في اول سنيّ منافينا. فتحتم أبواب قلوبكم لشعرائنا ومثقفينا وفنانينا الذين فروا اليكم زرافات ووحدانا. عند العراقي للزاد والملح حوبة. كما لا تنسوا حوبة "الريّان" التي مهما طال بنا البعد ستظل تجمعنا روحيا وانسانيا.  لو سألتني عن الذي دفعني لمخاطبتك اليوم، سأجيبك بصراحة، هو لأنني وجدتكم تخليتم عن صاحبكم “الريّان" فحلّ بكم ما حلّ بنا لأننا اجبرنا قبلكم على التخلي عن "أخيه" باسم “الحملة الايمانية".
من أجل ذلك جئت لأنصحك بدافع الاخوة لا غير. أنصرك لا لأني وجدتك مظلوما، بل لأنك ظلمت نفسك بنفسك. أمن المعقول ان تحتكر المعارضة لك وحدك وتحرمها على غيرك؟ زين إذا انت من الآن لا تسمح لغيرك بالمعارضة بحجة انه ديمقراطي، او لنقلها بالقلم العريض لأنه لا يكنّ العداء لحبيبنا "الريّان"، فما الذي ستفعله بإخوتك في الوطن لو حكمت؟
ألم تر ما فعلته الأحزاب الإسلامية بنا نحن اخوتك بالعراق؟ يعز عليّ ان يقودك للمفاوضات من يريد اخراجك من قبر الفاشية ليرميك بحفرة اشد ظلاماً وإسوداداً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

البْصَرة عراقيَّة.. لا عَلويَّة ولا عثمانيَّة

العمود الثامن: الجلوس على أنفاس المواطن

روما على مفترق طرق – هل تكتب الجولة الثانية نهاية أزمة أم بداية تصعيد؟

قناطر: المُوحِشُ المُسْتفرَد بين السعفِ والقبّرات

(50) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

العمود الثامن: زعيم الثقافة

 علي حسين في حواره مع المثقفين العرب الذين شاركوا في معرض اربيل الدولي للكتاب ، قال الرئيس مسعود بارزاني إن : " الثقافة والمعرفة ركيزةٌ أساسية للتفاهم بين الأمم وشعوب المنطقة " .....
علي حسين

22 عاماً بين "جمهورية الخوف" و"دولة المافيا"

إياد العنبر سنتان بعد العشرين عاما على تغيير نظام الحكم في العراق، وهذه المرحلة شكلت ولادة جيل كامل، هو الآن في مرحلة الشباب. وجيل آخر، وأنا منهم، كان ينتظر لحظة سقوط الدكتاتورية، وكنا نحمل...
اياد العنبر

غزو العراق.. دلالات الصورة وتأثيرها لكشف الحقيقة

عصام الياسري مع مرور أكثر من عقدين على غزوه، لا زالت صورة المشهد الدرامي عالقة في أذهان العراقيين. ولم ينس أي مواطن عراقي عاش لحظة دخول القوات الأمريكية لاحتلال عاصمة بلاده "بغداد" بدعم دولي...
عصام الياسري

روما على مفترق طرق.. هل تكتب الجولة الثانية نهاية أزمة أم بداية تصعيد؟

محمد علي الحيدري تتجه الأنظار إلى العاصمة الإيطالية روما حيث من المقرر عقد الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يوم السبت المقبل، في سياق إقليمي مضطرب وتحولات دولية متسارعة. الجولة الأولى...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram