ali.H@almadapaper.net
كنتُ مراهناً، من أنّ " جهابذة " جبهة الإصلاح " لن يهتمّوا لما يجري في الموصل ، وسيشغلون أنفسهم بخزعبلات من نوعيّة ، المؤامرة الأمريكية ، والعبادي الذي لايصلح لرئاسة الوزراء ، والبديل موجود وجاهز !
صباح أمس كنتُ أنا وإياكم بالتأكيد نبحث عن عناوين أخبار هذه البلاد ، فماذا وجدنا ؟ النائب الإصلاجي " جداً " إسكندر وتوت " يخبرنا ان خطة تحرير الموصل سرقت من قبل الكرد وعشائر الموصل ، وسلمت الى الدواعش ، فلا تفرحوا بالنصر!
النائبة الإصلاحية " حدّ العظم " عالية نصيف ، منزعجة جدا من ذهاب العبادي الى جبهات القتال ، فهو في نظرها لايزال ضعيفاً ، ولايستطيع الخروج من المحاصصة .
مشعان الجبوري صاحب أشهر سيلفي إصلاحي ، اختفى في ظروف غامضة ولم يعد يذرف الدموع على أي قائد ضرورة .
النائبة عواطف النعمة منشغلة بالرد على الذين ينتقدون حكاية الوزير كاظم الحمامي ،الخرافية ، فالنائبة " الجليلة " لاتريد ان تغادر أجواء علي بابا والأربعين حرامي .
في العراق ، لك أن تتخيّل، يوجد شيء اسمه جبهة الإصلاح البرلمانية ، ، بعض أعضائها من المتورّطين في التحريض على الشحن الطائفي ، وإثارة الفتن ، وإطلاق مصلح " قبيح " اسمه التوازن ، حتى في عدد ضحايا العمليات الإرهابية . مجموعة برلمانية تريد ان تقود البلاد إلى الحريق ، وتستعجل خراباً يسير على قدمين، طائفية واجتماعية .
يحبّ ساستنا أن يعملوا بما تمليه عليهم مصالحهم الخاصة والكثير منهم للاسف لايريد لنا ان نعيش لحظة استعادة الموصل من دون حريق طائفي
اليوم مطلوب من العبادي ان يقرأ لحظة تحرير الموصل جيدا ويدرك ان المستقبل فقط للعراقيين ، الذين ستتضافر جهودهم ونياتهم الصادقة في بناء هذا الوطن .
من يقرأ في تجارب الشعوب ، سيجد كيف ان بلداً مثل اسبانيا عاش كابوس الحرب الحرب الأهلية بعد وفاة فرانكو ، في ذلك الوقت ظهر السياسي أدولف سواريث الذي اختير ليكون رئيسا للوزراء.
لم تكن المهمة سهلة أمام الرجل البالغ من العمر 43 عاما لكنه أدرك منذ اللحظة الاولى أن الوفاق الوطني هو السبيل لطيّ صفحة الماضي، فصاحب الابتسامة الهادئة نجح في إقناع الشعب، بأن هناك قارباً إسبانيا واحدا لابد ان يركبه الجميع. وأن راكبا واحدا بإمكانه أن يُغرق المركب.
تحصد إسبانيا اليوم ثمار حلم المحامي سواريث بدولة مستقرة اقتصاديا وسياسيا، فقد رفع الرجل شعار "لا تلتفتوا الى الوراء"، في المقابل يريد لنا البعض ان نحصد معه أحلامه الفاشلة سنوات من الخيبات والأزمات.
اليوم ونحن نتابع خطوات العبادي في معركة الموصل ومحاولة إصلاح ما أفسده أصحاب شعارات "ما ننطيها" ندرك جيدا ان العدل المتأخر خير من الظلم الدائم. اليوم علينا ان ندرك ان الانتصار في معاركنا ، نصر للجميع وليس هزيمة للشركاء.