اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البرلمان يُقرِّر: لا مكان للمسيحيّين في العراق!!

البرلمان يُقرِّر: لا مكان للمسيحيّين في العراق!!

نشر في: 24 أكتوبر, 2016: 07:09 م

إذن ليس علينا إلّا أن نسمع ونطيع، فقد تصوّرَ " روزخونيّة " برلمان     المرشد  ، أن العراقيين  مجموعة من السبايا والعبيد في مملكتهم، ليس مطلوباً منهم سوى الاستماع إلى تعليمات " المتأتيء " محمود الحسن  وتنفيذ ما يأمر به " المجاهد " عمار طعمة  ، ويحفظ  وصايا المواطن الدنيماركي  علي العلاق  ، وأن يقول العراقيون جميعاً  بصوت واحد: سمعاً وطاعة يا سادة .. أعطونا أيديكم  لنقبّلها.
برلمان " داعش "  لايريد أن يقتنع بأنّ تغيّراً قد حصل في العراق، وان وصايا الحملة الإيمانية" قد أزالتها الدبابات الأميركية من الوجود، وليس
" جهاد" خالد العطية ، البرلمانيون مثل كثير من المسؤولين ينظرون الى العالم من خلال عقولهم الضيقة، يتحدثون عن الديمقراطية من على شاشات الفضائية، لكنهم في الخفاء يعيدون بناء جمهورية الاستبداد والخوف.
ما حدث خلال اليومين الماضيين يفضح مخططات برلمان داعش ، ويثبت للجميع ان النواب لايضعون الخطط  لبناء مؤسسات الدولة ، ولايسعون الى إقرار قوانين  تصب في خدمة المواطن ، وإنما خطتهم الاساسية تحويل العراق الى إمارة يحكمونها بصولجان الحشمة وسياط الاستبداد، يريدونها إمارة شبيهة بإمارة طالبان، وإلا ماذا نسمي ماجرى تحت قبة البرلمان حين يتمّ تهديد نائب مسيحي بالتصفية او التهجير إذا أصر على  مخالفة " تأتأة " محمود الحسن ؟ ما ذا نسمي ما قاله النائب " المتأسلم " عمار طعمة  للنواب المسيحيين من انه مستعد لأن يوفر لهم المشروب بشكل متواصل ، اذا ما وافقوا على  قرار التحريم ؟ ماذا نسمي سخرية علي العلاق من الديمقراطية ، التي قال عنها إنها تبيح  حكم الاغلبية ، ولا مكان لمن يختلف معنا  ؟!
ودعوني أسأل نواب البرلمان ، ما هي الرسالة التي يريدون ان يوصلوها لأهالي برطلة وبعشيقة وسنجار ، الذين تعرضوا للقتل والسبي تحت راية  داعش ؟.
ماذا سيجيب هذا المواطن العراقي المسيحي الذي قال لي بصوت يرتجف خوفا وهلعا: ان أحد ضباط الدمج  قال لهم بالحرف الواحد: "شعدكم هنا متروحون يم اقاربكم بالسويد لو بكندا " هكذا اذن قرر فرسان صولة البرلمان ، ان لامكان للمسيحيين والإيزيديين في العراق.
إنّ حصر مشاكل العراقيين في مسألة النوادي والخمور بالذات ، إنما هي لعبة يريد من خلالها البعض صرف الانتباه عن جوهر القضية. وهي اننا امام سياسيين يعتقدون انهم مبعوثو العناية  الإلهية ، ويعتبروننا جميعاً نعيش في مرحلة الجاهلية، او كفار او عصاة او غير ذلك من اوصاف تقسم المجتمع الى معسكرين كفار ومؤمنين  يريد من خلالها " معتوه " مثل محمود الحسن  ان يفسد حياتنا ، لانه يتصور أننا أسرى ، وهو جندي في غزوة من غزوات الفتوحات الإسلامية .
الآحزاب لم تعد مهمتها إعادة تربية المواطن  ، لتكون هي صاحبة الوصاية عليه .وعندما كانت هذه مهمتها أصبحت النهاية الدمار، كما حدث في تجربة هتلر ، الذي يعشقه إخوان سليم الجبوري  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. علي عبد علي

    شكرا لان في بلاد الرافدين لا زال هناك شرفاءا امثالك يا استاذي العزيز. اما البرلمان و رموز السياسي الذين تقصدهم بكلامك هنا، فهم لا يؤمنون بالعراق و اهله اصلا. انهم يعملون ليل نهار من اجل الامة الاسلامية المعشعشة في رؤوسهم المجهرية، و مصطلحات الوطن و الشعب

  2. سعيد فرحان

    كل ما ذكر اعلاه جيد وهو كما يقال (على الجرح)، ولكن الا تعتقد ان العلة في المحكوم والحاكم ناتج لهذه العلة ، الم يأتي المتأتيء والعطية والجبوري وغيرهم من ركاب الدبابة الامريكية من هذا الشعب المتأسلم الذي يبدو انه يستطعم تسلط الامعات ولا يريد ان يخرج من مغاو

يحدث الآن

اسعار الدولار تنخفض في بغداد واربيل مع الاغلاق

اقتصادي: ارتفاع صرف الدولار لا يؤثر على المواطن البسيط

مناظرة بين ترامب وهاريس على الهواء مباشرة في هذا الموعد

مدرب لايبزيج يوجه رسالة إلى برشلونة بشأن أولمو

وزارة العمل تطلق منظومة "ضمان" الرقمية الخاصة بالتقاعد الاختياري

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram