ali.H@almadapaper.net
جاء الوقت الذي أعتذر فيه للنائب عباس البياتي ،عن ظلم مارستُه عليه، عندما كتبتُ في هذا المكان مقالا بعنوان :" اللهمّ نشكو إليك عباس البياتي "
نعم ظلمت عباس البياتي ، عندما وضعته في سياق واحد مع النائبة حنان الفتلاوي ، فقد أثبت الأيام أنّ من الظلم تشبيه أي نائب بالزعيمة حنان الفتلاوي .
قبل شهور عديدة، كتبت إنني كنت أتصور أن المسافة بعيدة جداً بين السيدة حنان الفتلاوي والاستقرار والتسامح! واعتبرت إصرارها المستميت على الوقوف بوجه كل من تسوّل له نفسه أيام زمان ، أن يتساءل لماذا هذا الخراب الأمني، وأين تذهب مليارات العقود إذا كان الجيش لايملك سوى أسلحة عفا عليها الزمن؟ هو نوع من أنواع المؤامرة على العراق ، وتتذكرون كيف أنها خرجت في ليلة " مقمرة " تجلس تحت نصب الحرية لتقول لمشاهدي قناة العراقية ، إنّ كل الذين تظاهروا في هذا المكان قبل ساعات ينتمون الى البعث ، والشباب منهم مجرد لصوص يريدون سرقة المحال التجارية ، ولعلّكم تتذكرون حكمتها الخالدة حين خرجت علينا ذات يوم لتحذِّر من استجواب القادة الأمنيين، ومن الاقتراب من أسرار مكتب القائد العام للقوات المسلّحة، ففي ذلك خطر على العراق وكشف لأسرار عسكريّة ربما يستغلها الأعداء، ولأننا شعب طيّب وودود، كنا نصدّق أنّ هناك خططاً حربية ، ودهاليز ستراتيجية في أدرج مكاتب الغراوي وكنبر ، وما أن سقطت الموصل ، وتبخرت الخطط ، حتى خرج غيدان ليتهم كنبر ، ووجدنا كنبر يصرخ ان الغراوي السبب ، وظهر سعدون الدليمي مبتسماً للفضائيات يعلن أننا لم ننهزم بعد، فيما قائد القوات البرية علي غيدان شرح لنا الأسباب الحقيقية لضياع الموصل، وهي هروب الغراوي من الجيش ، في الوقت الذي ظهر فيه الغراوي من على إحدى الفضائيات بهيئة درويش أطلق لحيته ومسك بيده مسبحة ليتلو على المشاهدين مجموعة من الادعية ، آنذاك توارت الزعيمة عن الأنظار. لتظهر بعد أن جلس حيدر العبادي على كرسي الوزارة لترفع شعار " الاستجواب او الموت الزؤام " ، واعتبرت أن منع الاستجوابات في هذا الوقت إضرار بمصالح الشعب ، بل إنها ذهبت أبعد من ذلك حين أخبرتنا يوم أمس ، انها مستغربة جدا وتتساءل : لماذا لم يبادر النواب منذ عشر سنوات باستجواب المسؤولين.
حنان الفتلاوي التي كانت أشبه بمشجع مهوس لإحدى الفرق الشعبية، ينهال بالشتائم ضد الحَكَم اذا تجرّأ ورفع البطاقة الصفراء، هي نفسها اليوم ترفع يدها لغلق ملف موازنات الحكومة السابقة ، وفي الوقت نفسه ترفع البطاقة الحمراء ضد تمرير موازنة 2017.
تلك هي بضاعة تجّار الأزمات الفاسدة ، التي يصرّون على تغليفها بورق انتهازي باهت اللون .
جميع التعليقات 3
بغداد
أستاذ علي حسين يا للهول وَيَا للكارثة ان تتسلط على كرامة شعب بكامله عدد نفوسه حسب ما يزعمون ٣٠ مليون نسمة ( ما ادري شلون وليل نهار خلال ١٣ عاما يتساقط العراقيون موتى بالالاف كل شهر؟) وحدة ممسوخة قرج تافهة مثل حنان الفتلاوي ؟!!!!! يعني ماكو رجال في هذا الو
ناظر لطيف
العراق تنهب امواله من الفاسدين ويمرر النواب الذين يفترض بهم ان يكون الحامين على اموال الشعب الحسابات الختامية لأربع سنوات في مشهد هزلي ليعطوا الغطاء القانوني لحيتان الفساد. شكرا للكاتب علي حسين على مقالاته الساخرة الذي ترتقي مع مستوى الحدث
مجيب حسن محمد
في هذا الزمن البائس ، لا نستغرب مثل هؤلاء ،ولا نستغرب تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال، انا ليس عتبي على الفتلاوي او عالية نصيف ، ابو رحاب وغيرهم من سقط المتاع ،ولكن عتبي على الناخب العراقي الذي يجلب هؤلاء ويجعل منهم ممثليه في البرلمان ، واقول لك ان هذه الو