ستتحدّث كتب التاريخ يوماً عن ساسة ومسؤولين عراقيين ، يفتخرون بما يحصل في إيران ، ويصفقون لخطب أردوغان ، ولاينامون الليل إلّا وصورة تميم بن حمد تحت الوسادة ، في الوقت الذي نراهم يصرّون على أن يبقى العراق متصدّراً تصنيف الأمم المتحدة للدول الأكثر بؤساً وخراباً ، ستتحدث الأجيال القادمة عن الوضاعة في الخصومة مع الوطن ، والدناءة في الممارسات التي تؤدي إلى تفتيته .
منذ ثلاثة عشر عاماً ونحن نعيش في ظل مسؤولين باتت تبعيتهم الكاملة لما تقرره دول الجوار ، أمراً واضحاً يتكرر بين اليوم والآخر.
ويعلم هؤلاء الساسة والمسؤولون أنّ المواطن العراقي يستطيع أن يحصي بشأنهم عشرات التصريحات التي تساند ما يجري في أنقرة وطهران والدوحة أو الرياض ، فيما نراهم لايحسبون حساباً لوطن اسمه العراق .
بالأمس فقط اكتشفنا مع عباس البياتي ولجنة الامن البرلمانية ، من أنّ الحلم بصناعة نووية في العراق " حرام " شرعاً ، فنحن حسب رأي البياتي لانحتاج لإنشاء مثل هذا المفاعل ، فيما أصرّ النائب ماجد الغراوي على أنّ العراق لا يحتاج الى الطاقة النووية .
وأظنّك عزيزي القارئ تتذكّر، أو يمكنك أن تنعش ذاكرتك، بالتنقيب في محرّك البحث " غوغل " عن الخطب الرنّانة التي كان يطلقها عباس البياتي ومعه قادة كبار في التحالف الوطني ، من أنّ المفاعل النووي الإيراني هو نصر للإسلام ، وردع للإمبريالية التي تُهدّد أمننا، بل ذهب البياتي إلى آخر الشوط حين صرّح قائلا :" إنّ العراق سيكون أكثر البلدان إفادة من المفاعل النووي الإيراني " .
مبدئياً، العبد الفقير إلى الله كاتب هذه السطور ، لا تربطه أيّ علاقة بالجارة إيران، غيرأنّ كلّ ما سبق لا يمنع النظر إلى الدولة الإيرانية بكثير من الاحترام عندما كانت تمضي قدماً في مشروعها لامتلاك السلاح النووي معلنةً التحدي لكلّ من يقف في طريقها، آنذاك لم نسمع أنّ سياسيّاً إيرانيّاً رفع صوته معلناً اعتراضه على المشروع ، ولم نعرف أنّ أحدهم قال إننا لا نحتاج لمثل هذه المشاريع .
المذهل أكثر أنّ نوّابنا الأعزاء يريدون أن يقيموا اليوم حفلة يعلنون من خلالها أنّ ما يحقّ لإيران أو تركيا ، حرام على العراق ، بل إنهم مصرّون على أن تبقى دول الجوار سيدة مصائرنا ولها وكلاء في كل مؤسسات الدولة العراقية ! هم يريدون البلاد أن تتحوّل إلى مزارع خلفية تدار من عواصم الجوار، مع تغييب عقول العراقيين ، بالتزامن مع اصطناع مهرجان نقل العراقيين إلى "جنّة المصالحة التاريخية".
حلال هناك .. حرام هنا
[post-views]
نشر في: 14 نوفمبر, 2016: 07:10 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
بغداد ترحب بـ"هدنة لبنان" والفصائل ترفض وقف التصعيد وتهدد واشنطن
تقرير امريكي يتحدث عن "السيناريو الأسوأ": جر العراق إلى "عين العاصفة الإقليمية"
المالية النيابية: تعديل الموازنة الاتحادية يفتح المجال لتغيير فقرات غير فعّالة
فرنسا تشهد أول محاكمة لدواعش من رعاياها اعتدوا على إيزيديين
مجلس الخدمة الاتحادي: نحتاج لأكثر من 5 مليارات دولار شهرياً لتمويل رواتب الموظفين
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 2
أبو أثير
الشلة والحفنة السياسية التي تتصدر المشهد السياسي في العراق منذ ألأحتلال ولحد ألان ...لورجعت الى الوراء ولتأريخهم النضالي والسياسي لوجدتهم جميعا بدون أستثناء كانوا عبيدا للدول التي كانوا يعيشون فيها ومن باب الوفاء لهذه الدول الراعية لهم سابقا وللآن يفضلونه
بغداد
أستاذ علي حسين كيف استطاعوا ان يخمدوا المظاهرات حتى أصبحت كجثة ميت لا تحل ولا تربط حاصروها واحتوها وفككوها وخطفوا منها شباب لازلنا لا نعرف عن مصيرهم ومنهم الشاب الناشط جلال الشحماني فك الله أسره من السجون الفاشية النازية التابعة لعصابة قردة المنطقة الخ