ali.H@almadapaper.net
رئيس الوزراء يستنكر ، سليم الجبوري يُعلن غضبه ، رئيس الجمهورية كالمعتاد صامت ، حنان الفتلاوي وجدَتها فرصة سانحة لنشر وباء السعار الطائفي ، وزراء يهزجون " لايسلم الشرف الرفيع من الأذى " ، الجميع يتحدث عن المعايير المهنيّة ، لكنهم جميعاً مَن خلق حالة الاستعلاء التي يمارسها الإعلام العربي ضد العراقيين ، معظم المسؤولين العراقيين من رئيس الجمهورية إلى أبسط نائب ، يفتح أبوابه وخزائن ذاكرته لصحفي من جريدة عربية أو قناة فضائية ، لكنه يستنكف أن يجلس أمام صحفي عراقي ، إلّا بشروطه ، التي هي أن يضع المكتب الإعلامي لفخامته الأسئلة ويجيب عليها ، يضعون بينهم وبين الصحافة العراقية أسواراً من الحديد ، لكنهم يهرولون وراء الصحف العربية ، بل والبعض منهم يدفع أموالاً طائلة ، لكي يظهر على صفحات إحدى هذه الصحف ، ولا ننسى حكاية الوزير " السيادي " الذي دفع من أموال نفط العراق مئة ألف دولار عدّاً ونقداً ، لإحدى الفضائيات العربية ، لكي تنتج فيلماً وثائقياً عن " بطولاته " ، وحكاية محافظ بغداد الذي أصرعلى أن ينشر نشاطاته وجولاته على شكل ‘علان مدفوع الثمن في صحيفة الشرق الأوسط نفسها ، وسار على نهجه وزيرا الصناعة والتربية ، الكلّ يدفع من أجل نشر صورهم وهم يقصّون شرائط لمشاريع وهميّة ، هؤلاء أنفسهم يستنفرون قوّاتهم ، حين يُدلي موظف صغير بتصريح لإحدى الصحف العراقية ، حتى أنّ معظم الوزارات أصدرت"مشكورة" توجيهات بغلق الأبواب والنوافذ أمام وسائل الإعلام المحليّة ، وعلى الصحفي حين يستخدم المعلومات أن يخفي نصفها حتى لا يتعرض الى مساءلة القانون، ، والسبيل الوحيد إلى أن يتصل الصحفي بأحد المسؤولين هو أن يسترضي مكتبه الإعلامي ويحلف أغلظ الأيمان بأنه لن يُحرج السيد المسؤول بأسئلة مشاغبة، تكفي هذه الأمثلة لكي نسأل بعدها، أليست المسافة واسعة جداً بين الصحافة العراقية ومؤسسات الدولة؟! وإذا كانت الصحافة حقاً جهاز مراقبة كما أراد لها الدستور، فكيف تمنع من مراقبة مؤسسات يملكها الشعب الذي تعدّ الصحافة جزءاً من سلطته؟! كيف يعقل الإنسان أن يمنع المالك – ممثلاً في صحافته – من تقصّي معلومات عن أملاكه؟! كيف بإمكان الصحافي العراقي أن يقدّم المعلومة وهي يجلس على قارعة الطريق؟!
ما ذنب الصحافة حين ينشر بيان رسمي من محافظ بغداد يمنع فيه توزيع صحيفة الشرق الأوسط في بغداد ؟ وبيان آخر يقرّر فيه وزير النقل منع توزيعها على طائرات الخطوط الجوية العراقية ؟ وقرار من وزارات الدفاع والداخلية والصحة بمنع توزيع هذه الصحيفة أيضا في مكاتب الوزارة ؟ سيبتسم المواطن ويقول"حجي جرايد".. لأنّ صحيفة الشرق الأوسط لاتوزَّع في بغداد منذ بداية عام 2015 ! وتجدها فقط على مكاتب الوزراء ورؤساء الكتل السياسيّة الذين يغازلونها سرّاً ، ويشتمونها علناً .
جميع التعليقات 1
أبو أثير
لست أدري لماذا تتحرك غيرة الساسة العراقيين والنواب الفاسدين وينتفضون غضبا عندما يصرح المسؤولين ألأيرانيين وفي عدة مناسبات بأن العراق أمتداد لأمن الجمهورية ألأسلامية ... ولماذا لم ينتفضوا عندما غزو الحدود العراقية بعشرات ألآلاف من الزوار الذين دخلوا منافذ