ali.H@almadapaper.net
يقول الخبر الأول إنّ روحاني وأوغلو يبحثان ملفّي العراق وسوريا ، الحمد لله لانزال ملفّاً على طاولة المفاوضات بين طهران وأنقرة ، ويؤكد الخبر الثاني أنّ التسوية التاريخيّة دخلت غرفة الإنعاش بعد إصابتها بجلطة دماغية بسبب إقرار قانون الحشد الشعبي ، أما الخبر الثالث والمثير فهو ما صرّح به وليد الحلي مستشار رئيس الوزراء لشؤون التربية والتعليم الذي أكد فيه أنّ حزب الدعوة هو وحده من سيحرِّر العراق من داعش! ولم يخبرنا السيد الحلي بخطة الحزب الحربية ، لكنه أجاب عن سؤال آخر وهو يقسم بأغلظ الأيمان أنه لم يخن السيد نوري المالكي يوماً ، ووسط هذه الاخبار العراقية الساخنة أعلنت كوبا وفاة زعيمها التاريخي فيدل كاسترو وهو الخبر الذي تصدر وكالات الانباء ، فتوارت للخلف أخبار النجيفي والحلي ومعهما " سيستم " عبعوب الذي أعلنها صريحة أنه أفضل أمين في المنطقة ، بل وطالبنا بأن نجري " استقراءً " شعبياً ، وأعتقد ان الرجل أصيب بعدوى المفكر إبراهيم الجعفري .
يا سادة مبارك عليكم ، أننا تحولنا إلى ملف يقلق جناب السلطان أردوغان ، ويزعج سيدنا روحاني ، لكن ماذا عن السيادة الوطنية وعدم التدخل بشؤون العراق الذي يغرد به معظم النواب ؟ ، لستُ خبيراً في الشؤون الدولية، ولا في ستراتيجيات الدول التي تهتم بملفات شعوب مسكينة مثلنا ، لكني أقول وأصرّ على القول إنّ تدخل الجيران في شؤون العراق كان السبب في أن نحظى بالمراكز الاولى في عدد المشرّدين، وندخل موسوعة غينيس في أعداد القتلى والجرحى.
طبعاً لا أحد يمكن له أن يصادر حق إيران في أن تدافع عن مصالحها القومية، ولا أعتقد ان مهمتنا الانتقاص من سعي تركيا الى لعب دور كبير في منطقة الشرق الاوسط، ولكنني أسأل ساستنا الافاضل، لماذا يرتضون أن يلعبوا دوماً دور التابع فقط ؟
أُطلق على فيديل كاسترو الذي غادرنا بعد تسعين عاماً من حياة قضاها في الثورة مع جيفارا والخطب الطويلة وصداقة همنغواي وغراهام غرين وماركيز وريجيس دوبريه ، أوصافٌ عديدة: الثوري، المقاتل، الدكتاتور، لكنّ اللقب الذي كان يسحره كثيراً هو المواطن الكوبي ، بدأت مثل كثيرين غيري، بمتابعة أخبار كاسترو، ليس فقط لتحديه أميركا، وإنما لحلمه الرومانسي في العدالة الاجتماعية، الثائر، ، كان بالنسبة لي مثل السحرة الذين قرأتُ عنهم في الحكايات الخرافية ، مرّة أراه ثورياً ساحراً، وفجأة يتحول إلى مفكّر، يجادل أفكار الماركسيين الكبار، وأخرى حاكماً لايريد أن ينافسه أحد على كرسيّ السلطة.
كلما تجوّلنا في تجارب الأُمم نتذكر أننا حلمنا يوماً برئيس مثل السنغافوري لي كوان. يفضّل النزاهة على الفساد، ويختار التواضع على المكابرة الفارغة. ويقرر أن يكون حاضراً ومستقبل بلاده ملكاً للجميع لا لطائفة واحدة .
رحم الله المطربة شادية التي غنّت " والله يازمن " ، ففي مثل هذه الأزمان القاحلة ، يمكن ان تجد اسم كاسترو الى جانب عبعوب ووليد الحلي وأسامة النجيفي " ..والله يازمن "
جميع التعليقات 2
كمال يلدو
شكرا لك استاذ علي حسين . شكرا لقلمك النظيف ، ....ويوما آت لا محال ، وسنستفيق صباحا دون قرأة هذه الاسماء النكرة . آت
أبو أثير
أبتلى العراقيون بشلة من الساسة ومدعي الدفاع عن المظلومية عن الطائفة والمذهب ... وهم أنفسهم وحدهم وليس الشعب العراقي من أوصل العراق ليكون حدائق خلفية لكل من دول الجوار كتركيا وأيران ... وغدت مراكزه الحدودية تستباح من قبل ألألوف من الداخلين لأرض العراق بداف