TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الصيّادي + الميزان = الملّا طلال منتفخاً

الصيّادي + الميزان = الملّا طلال منتفخاً

نشر في: 19 ديسمبر, 2016: 06:28 م

ali.H@almadapaper.net

شتائم بذيئة من نوعية " اضربك بالـ.... " وعبارات مخجلة على طريقة "  انعل ا......" وأعتذر لأنني مضطر لعرض عينات من قاموس السياسة العراقية الجديد  الذي يبتدئ بشتائم طائفية وينتهي بجهل تام بقواعد القراءة والكتابة، بالإضافة إلى نوع من السب والشتم كان يسمع في الماضي في بعض شوارع بغداد . هل حضرتك عزيزي المتفرج متفاجئ من الحالة  ؟ هل السيد أحمد الملا طلال وهو يقول للصيادي والميزان " نريد نموذجاً صغيراً للمعركة الطائفية " متفاجئ ؟ لا أعتقد. فهو بالتأكيد كان يريد لهذه الحلقة ان تتحول الى حلقة مصارعة رخيصة .
هكذا للاسف تحولت الديمقراطية في العراق من ممارسة حضارية تستند إلى القانون، ووسيلة لخدمة الناس إلى حروب ومعارك شيطانية لتكتب في النهاية شهادة وفاة للعراق الجديد وتخرجه من التاريخ المتحضر لتضعه في قاع الهمجية والتخلف والعصبية القبلية، عروض ملّت منها الناس، لأنها تحولت شيئا فشيئا من مباراة في السياسية إلى مقاطع كوميدية رخيصة في قنوات فضائية  من الدرجة الثالثة، ليتحول الإعلام  الذي أراد له العراقيون أن يكون مكانا يوحد العراقيين  إلى سوق مناكفة وعرض سيّئ للعضلات وفجاجة في العمل الإعلامي ، مما أدى إلى غياب القضايا التي تهم الناس ليحلّ محلها صراع من أجل الاستحواذ على الأصوات الطائفية ، مضحكات ديمقراطية ، وسياسة تحولت من خطاب طائفي مقيت إلى مرحلة الضرب بـ" ........"  .
مَنْ يريد لعائلته أن تتفرج وترى ماذا يحدث للبلاد بين أقدام وألسِنة  أشباه السياسيين ، ومن يتمنى أن يمثله هكذا نواب استبدلوا لغة الحوار بركلات الجزاء، أزعم أنّ كل هذه النماذج المضحكة لا تجد الآن ما تقوله أو تفعله بعد أن عرفتهم الناس على حقيقتهم.
المواطن يشاهد كل يوم المساخر التي تحدث في خوف وقلق ، ويعتقد مثلما تحاول بعض الجهات الإعلامية إيهامه ، بأن هناك مؤامرة على العملية السياسية ، ونحن نتفق معهم ،نعم هناك مؤامرة ، لكنها هذه المرة ليست على العراق وإنما على مضحكات تجربتنا الرائدة في الديمقراطية ، وآثار هذه التجربة على المجتمع الذي يصحو كل يوم على أخبار نزال جديد يخوضه أحد السياسيين  ليثبت انه بطل ويستطيع ان يطرح خصمه أرضاً بـ " القاضية " ، وحيث نشاهد السياسي تستيقظ عنده الطائفية  فجأة لزوم الانتخابات . ويطرب  لتقاسيم شتائم التخوبن ، ويتحول الطرب إلى معركة على إيقاع الدفاع عن الطائفة . ولا يبقى للوطن سوى أن ينزوي بعيداً .
لكنّ أكثر ما أثار شجوني ، كان مشهد الغباوة الجماعية التي سيطرت على الحلقة  الاخيرة من برنامج "في الحرف الواحد" . وتذكرت ، قول الإمام علي " ع " : " ما جادلتُ جاهلاً إلاّ وغلبني، وما جادلتُ عالماً إلا وغلبته  " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    الاستاذ علي حسين هذا ليس إعلام وإنما تهريج والقائمين عليه عبارة عن مهرجين في داخل سركيس يجمع انواع الحيوانات الأليفة والحشرات والمتوحشة والحقيقة انها كوميديا مبكية مضحكة هذه العينات من أمثال المُلا طلال يحاولون تقليد الأعلامي المهرج فيصل القاسم فهم ليسوا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram