شهد الملتقى الفلسفي تقديم ثلاث أوراق حوارية تتمحور حول مفهوم الحرية. وقد حاولت هذه الاوراق الاجابة على السؤال الفلسفي للحرية من منظور ثلاثة من الباحثين في هذا الشان سواء ما كان بحثا من منظور اسلامي قدمه الدكتور سليم جوهر او بحثا من منظور فلسفي اجتماع

شهد الملتقى الفلسفي تقديم ثلاث أوراق حوارية تتمحور حول مفهوم الحرية. وقد حاولت هذه الاوراق الاجابة على السؤال الفلسفي للحرية من منظور ثلاثة من الباحثين في هذا الشان سواء ما كان بحثا من منظور اسلامي قدمه الدكتور سليم جوهر او بحثا من منظور فلسفي اجتماعي قدمه الباحث خليل الشافعي او من منظور نقدي أدبي تناوله الناقد حيدر جمعة العابدي.
في بداية الامسية قال الباحث خليل الشافعي الذي قدم ورقة بعنوان (الضرورة الى الحرية) انه انطلاقا من قول هيجل ان الحرية هي وعي الضرورة فإنها تنقسم الى ضرورة طبيعية علمية وهي ضرورة عمياء وكذلك حتمية طبيعية وضرورة اجتماعية هي وعي الصراع الطبقي والصراع. واضاف انه  كلما زادت المعرفة زادت قدرة الإنسان في السيطرة على الطبيعة وهنا تدخل المعرفة في الفعل الإنساني الذي يصبح العامل الحاسم في السيطرة على الطبيعة و التغيير والحرية. فكلما زادت المعرفة زادت قدرة الإنسان في السيطرة على الطبيعة وتحرر الإنسان من ضرورتها.
واشار الى ان هيجل يقول (إن الحرية هي معرفة الضرورة) وقد ربط الحرية بالضرورة يعني ربط الحرية بالتفكير وان الانسان حر عندما يمتلك المعرفة التي تمكنه من السيطرة على الطبيعة وهي تلك القدرة التي تقوم على معرفة بالضرورة الطبيعية ويوضح ان الحرية تعني في صميمها الشعور بالضرورة. والإنسان بما هو كائن طبيعي يخضع للقوانين الطبيعية والاجتماعية ويتأثر بكل ما يترتب عليها من نتائج . ويمضي بقوله أن الحرية تتوقف على المعرفة بتلك القوانين والحرية تقوم على فهم العلية السببية ومعرفة الضرورة فالضرورة الكونية هي الربط الأول للحرية وحريتنا تتناسب طرديا مع درجة معرفتنا بتلك الضرورة. فالحرية لا تنحصر في الاستقلال عن قوانين الطبيعة وانما تنحصر في معرفة تلك القوانين من اجل استغلالها ويؤكد ان الإنسان لم يتحرر من أسر الضرورات الخارجية إلا حينما زادت معرفته بقوانين الطبيعة ولهذا فان الحرية ليست سوى القدرة على التحكم في انفسنا وفي الطبيعة وهذه القدرة لا تأتي الا عبر المعرفة الدقيقة بقوانين الطبيعة.
وطرح الدكتور سليم جوهر ورقته التي حملت عنوان ( الحرية في المفهوم الاسلامي) قال فيها  ان سؤال الحرية من أكثر الأسئلة تداولا في الفكر والحياة بل ومن اقدم الأسئلة في علاقتها بحياة الانسان وتساءل:ما هي الحرية بالنسبة للإنسان؟ وماذا تعني لهذا الفرد او ذاك او لهذا العبد او ذاك.وأجاب ان معنى الحرية يتميز في ان الكائن الإنساني يصدر في افعاله عن اختيار وإرادة او انعدام القسر او نفي سيطرة الغير. واضاف ان الحرية تنقسم الى: أولا حرية التنفيذ(المقدرة على العمل)طبيعة فيزيائية تعبر عن تلقائية. وتدرس فلسفيا علاقة الكائن والاستقلال الذاتي. قدرة على المبادأة وايضا نفي القسر الخارجي..وثانيا  حرية التصميم (القدرة على الاختيار) طبيعة جوانية تتجه لتحقيق الفعل دون الخضوع لتأثير قوى داخلية (عقلية ووجدانية)(بواعث ومبررات) ولفت ان الآراء الفلسفية يمكن ان نجملها أولا : حرية الإرادة القائمة على الإرادة المطلقة (حرية استواء الطرفين) وثانيا الحرية الميتافيزيقية (حرية الاستقلال الذاتي)(عقلية او اخلاقية) وثالثا حرية الحكيم (حرية الكمال) الحرية الصوفية ورابعا هي الحرية النفسية (السايكولوجية) التي تقوم الحرية على العلية الشعورية والحرية هنا القدرة على التخلص من الايعازات المؤذية و تكرار الاستجابات النافعة يتساوى فيها الحيوان والانسان. اما خامسا فهي الحرية الانطولوجية ، الحرية إثبات لوجود الانسان الحر والحرية ليست موضوعا يُعاين بل حياة تعاش. وسادسا الحرية الإسلامية: التي تشترط العبودية لله كمدخل للحرية. الحرية بمعناها العام نفي سيطرة الغير.وأكد ان الحرية بمعناها العام نفي سيطرة الغير موردا قولا للإمام جعفر الصادق (ع): خمس من لم يكن فيه شيء منها لم يكن فيه كثير مستمتع؛ أولها الوفاء، والثانية التدبير، والثالثة الحياء، والرابعة الخلق، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال (الحرية).