TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الكتابة بحبر مضيء

الكتابة بحبر مضيء

نشر في: 21 يناير, 2017: 09:01 م

القسم الأول
(كيف يمكن لبيتٍ شعري للمتنبي أو حوارية صغيرة لشكسبير أو مقطع شعري لبوشكين أن يدوخ بنا، وكيف تعجز قصيدة عصماء  عن ان تهز فينا وتراً أو تحرك عصباً ...إن الأمر يتصل بما نريد أن ندعوه روح الكتابة ، ولانظنها مفصولة عن روح الكاتب المبثوثة في كتاباته)
من كتاب (الكتابة بحبر أسود)
في كتابه الثري والممتع  )الكتابة بحبر أسود ( ، يصحبنا الكاتب الكبير ، مستنير الفكر وأنيق العبارة واللغة، الدكتور (حسن مدن) في جولة فكرية وإبداعية داخل مملكة الكتابة والكتّاب والكتب والقراءة ويقدم لنا خلاصة معرفة وعمر من القراءة والإنجاز، يختص القسم الأول من الكتاب بفعالية الكتابة، وفي القسم الثاني نستكشف عالم الكاتب مبدعاً ومنتجاً لفعالية الكتابة ومتى يتوقف الكاتب عن الكتابة وعن الكاتب وشخصياته المستقلة ولمن يكتب الكاتب ؟؟ أما القسم الثالث فهو سردية  ساحرة عن عالم الكتب وأسئلتنا حولها : هل نحيا الحياة أم نحيا في الكتب ؟؟ وما الذي يتبقى من الرواية  حين تسقط منها أحاديث المدن والأمكنة التي جرت فيها الأحداث ؟ وكم من الكتب علينا ان نقرأ ؟؟ وأي الكتب  التي اسهمت في تحرير عقولنا ، وماذا يتبقى من الكتب ؟
في القسم الأول نتجول بين متاهات مملكة الكتابة، يطلعنا الكاتب على سحرها وفتنة المكتوب والمقروء ، نستكشف معه عوالم الكتابة المثيرة ؛ فنقرأ عن بصيرة القلب التي تنبع منها الكتابة الحية ، نتلمس خلاصة أكيدة : الكلام  عابر والكتابة هي الأبقى ، نتعرف معه على الينابيع التي يستقي منها الكتّاب مادتهم  وهو يحدثنا بلغة العارف وحرفية الكاتب المتمرس ورؤى الشاعر عن أسرارالكتابة : عن الجملة الأولى والخلطة السرية للعناصر التي لايتقنها سوى الكاتب الجيد ، ويحدد سمات الكتابة الحنون والكتابة الغليظة والكتابة المترهلة وآية النص العظيم  الذي يمتلك اكثر من حياة ، يحدثنا عن جوهر الكتابة و مزاجها وشياطينها وتفاصيلها الصغيرة وغموضها ويعرض لنا مجموعة من الكتاب والروائيين والشعراء وأدواتهم وآلياتهم في الكتابة ويحدثنا بخبرة الكاتب موسوعي الثقافة عن  أدوار كل من الحكي والكتابة والصورة في مجتمعاتنا الحديثة وقدرة كل منها على التوصيل في مجتمعات معينة : فالحكي يحيل إلى الثقافات الشفاهية قبل ان تهتدي البشرية الى اختراع الكتابة ومايزال الحكي مؤثراً في كثير من المجتمعات النامية التي لم تنتشر فيها عملية التدوين وهي مجتمعات تهددها الآن – ياللمفارقة-  ثقافة الصورة بهيمنتها المطلقة في الإعلام وهي توهم الناس بأنها أضحت المرجعية الوحيدة وانها البديل عن الكتابة والتدوين.
يطوف بنا الكاتب داخل عوالم الكاتبات اللائي شغفن بالكتابة ويتساءل عما إذا كانت هناك لغة كتابة خاصة بالنساء ، ويتوصل الى خلاصة مفادها ( ان الكتابة فعل انساني غير محصور في جنس من يكتب – رجلاً كان أو امرأة –  وإنما يرتبط  بقيمة الإبداع الفنية ، لكن هذا لاينفي الخصوصية المرتبطة بانعكاسات جنس الكاتب وآثار الاختلافات السيكولوجية والظروف الاجتماعية على عملية الكتابة ).  ويستشهد  في هذا الباب  بشهادات عدد من الكاتبات الشهيرات اللائي تحدثن عن علاقة المرأة بالكتابة ، فهذه توني موريسون ترفض الحديث  عن رواياتها باعتبارها روايات نسوية ؛ لأنها لاتريد وضع نفسها في مواقف معلنة النهاية أو مغلقة الأطراف ؛ فكل ماتقوم به في عالم الكتابة كان بهدف توسيع الأفق لا لإغلاقه ، وندع السؤال مفتوحا على احتمالات الإجابة غير المحسومة عن الأدب النسوي  لنكمل جولتنا الممتعة في بساتين الكتّاب والكتب والقراءة.
 يتبع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram