استذكرت مدينة كربلاء ذكرى رحيل الشاعر محمد علي الخفاجي واقامت له إحدى منظمات المجتمع المدني احتفالية استذكارية كانت بدعم من محافظ كربلاء وبالتعاون مع نقابة المعلمين واتحاد الادباء.الاستذكارية التي اقيمت على مسرح نقابة المعلمين حضرها جمهور واسع ابتدأه
استذكرت مدينة كربلاء ذكرى رحيل الشاعر محمد علي الخفاجي واقامت له إحدى منظمات المجتمع المدني احتفالية استذكارية كانت بدعم من محافظ كربلاء وبالتعاون مع نقابة المعلمين واتحاد الادباء.
الاستذكارية التي اقيمت على مسرح نقابة المعلمين حضرها جمهور واسع ابتدأها محافظ كربلاء عقيل الطريحي بكلمة قال فيها إنّ الشاعر الراحل الخفاجي كان أمينا لمدينته المقدسة مثلما كان أمينا للعراق ومبدعا في مجاله واضاف: "كان علي ان القي شعرا في هذه المناسبة لكن السياسة تجعل المبدع أمياً".. واضاف ان الخفاجي كان له دور عظيم في نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف والإرهاب بكل أنواعه، فقد كتب عددا كبيرا من القصائد الشعرية تتغنّى بحبه للعراق وانتمائه الى أرض الرافدين العريقة وكتب أيضاً مسرحيات عظيمة وخالدة تتحدّث عن تأريخ الوطن وتراثه الخالد، موظفاً تأريخ كربلاء المقدّس الناصع الذي رسم ذلك التأريخ علامة فارقة في حياة الإنسانية.
من جهته، قال رئيس اتحاد الادباء في كربلاء الشاعر عمار المسعودي ان الكبير الخفاجي لم يكن شاعرا بل كان شعلة من النشاط وكان يواجه الظلم بالشعر والمسرح وكان واحدا من علامات البلاد المضيئة ومن حق المدينة ان تحتفي به ومن حقه على المدينة ان تستذكره.. وقرأ المسعودي قصيدة جاء فيها:
لا تُعينني في تقصِّيها ،كانتْ تتهرَّبُ
من أدنى لمسةٍ لي ،مثلَ حلمٍ تمَّ نسيانُه
مثلاً كانتْ تأتيتي في الصيف ؛ لتكتبَ
أسفلَ شراييني ،احلى ذكرياتها عن البرد
الَّا أنها لا تفعلُ مع الشتاء كذلك .
كانت تأتيني في اعظم ضَياعي ،لا لتدلَّني
بل لتقدِّمَ لي خرائط لا تهديني .
كانتْ كلما تغادرني ، تبدي رفيفا ،
قرأ بعدها الشاعر النجفي مهدي النهيري الذي وصف الراحل بالصديق الأب:
مرَّ الخفاجيّ يوماً في قصيدتِهِ
وكانَ حدّثَ فيها الطلّ والطللا
**
أحسَّ طفلَ نشيجٍ ملّ لعبتَهُ
وجنحَ عصفورةٍ في الغصن منهدلا
**
وخيمةً
خشباتُ المسرح ارتبكتْ دقيقتين
ولم تفزعْ لَهُ .. خجلا
ثم قرا الشاعر عادل الصويري قصيدة جاء فيها:
تَسْتَنْفِرُ القلَقَ المِخْضَرَّ في ولهِ الفراتِ ،
حيثُ ضفافٌ فيكَ تلتهبُ
وَيَسْهرُ الناي ،
يتلو بَحَّةً جُرِحَت ،
سُمّارُهُ الماءُ ،
والاوجاعُ ،
والقصبُ
والعلقميُّ ،
وَرَمْلٌ نامَ مُنكسراً ،
وَخَيمةُ الخَوْفِ ،
والعبّاسُ ،
والقِرَبُ
ليختتم الشاعر رضا أبو طاهر القراءات الشعرية وقدم مقاطع قصيرة جاء منها:
بعدَ كلّ الخسارات
لابدّ أن تغازلَ وحدتكَ
تنامُ بحضنها تبكي لتؤنس وحدتها
تملؤها صوراً لأناسٍ رسمتهم شيئاً
وفرشاة الواقعِ رسمتهم شيئاً آخر
وقدم بعدها علي الفاف انشودة (عراق الشعراء) وهي من الحانه وغنائه ومن كلمات حسين لتقدم بعدها مسرحية من تمثيل امير العبيدي ومنير الفتلاوي ووداد هاشم وهي من إخراج وهندسه صوتية إحسان السعيدي.
في حين قال رئيس المنظمة الشاعر محمّد الكعبي ان اية مدينة لا تحتفي بمبدعيها تعني انها مدينة غير مبدعة وكربلاء فيها من المبدعين الكبار الكثير ومن بينهم الراحل الخفاجي..واضاف ان المنظمة وللعام الثالث على التوالي تحتفي بشاعر العراق الكبير المرحوم محمد علي الخفاجي واشار الى ان هذا المهرجان لا يفي بحق الشاعر ولكنه جزء من الوفاء.
في الختام قدّمت المنظمة دروعا تذكارية لمحافظ كربلاء والمشاركين في المهرجان تُخلّد اسم الشاعر الراحل الخفاجي كما قدّمت المنظمة هديّة قيّمة لنقابة المعلمين لدورها في نجاح المهرجان ولدورها في نشر ثقافة الوعي والإصلاح والإبداع ولاحتضانها أغلب المهرجانات التي تُقام في المحافظة.