العودة لقصائد التفعيلة، ونقاش بنيتها الفنية والادبية، في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بعد اهتمامٍ مطول انصب بالحديث عن قصائد النثر وثيماتها، حيث ضيّف الاتحاد الناقد بشير حاجم للحديث عن البنية العلائقية في قصيدة التفعيلة متخذين من قص
العودة لقصائد التفعيلة، ونقاش بنيتها الفنية والادبية، في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بعد اهتمامٍ مطول انصب بالحديث عن قصائد النثر وثيماتها، حيث ضيّف الاتحاد الناقد بشير حاجم للحديث عن البنية العلائقية في قصيدة التفعيلة متخذين من قصيدة " إلحاح، أو يا سالم المرزوق" للشاعر سعدي يوسف أنموذجاً خلال جلسة اقيمت مساء يوم الاربعاء الفائت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.
قدم الجلسة الشاعر مروان عادل قائلاً "إن ضيف اليوم عودنا أن يرتقي المنصة بسؤال ولا ينزل عنها إلا بجواب، وهو ناقد بعيد كل البعد عن المجاملات في آرائه التي يقدمها."
قصيدة "إلحاح" والتي إذ ما قُرئت اليوم بعقلية المكان والزمان الحديثين نجدها سهلة وبسيطة وواضحة، ولكن الناقد بشير حاجم يرتئي وجوب قراءة القصيدة في المكان والزمان اللذين كتب يوسف خلالهما قصيدته هذه حين كان ابن الخامسة والعشرين ، بهذا سنتأكد من عمق القصيدة واهميتها.
ويشير حاجم قائلاً "هذه المحاضرة تدخل إبان القراءة النصية لقصيدة التفعيلة، لكن هذه المحاضرة ستكون خالية من التعقيدات النقدية الادبية، فنحن نحاول ان نقدم دراسة تصل بشكل واضح الى المتلقي."
وأشار حاجم قائلاً " إن بينة القصيدة تعتمد على جانبين، الاول البنية العلائقية في قصيدة التفعيلة، وهي الأهم لأنها تتحكم بكل جوانب وبنيات القصيدة، فإذا تعرض اي جزء من اجزاء البنية العلائقية إلى خلل تعرضت كل القصيدة للخلل، اما البنية الثانية فهي البنية الجزئية والتي اذا تعرضت إلى خلل لن يؤثر ذلك على قراءة القصيدة."ويرى حاجم "أن القصيدة اليوم تجاوزت الثيمات واعتمدت على اجتهادات الشاعر، فلم تعد الثيمات كافية لبناء قصيدة ناجحة."
وفي مقارنة بين قصيدة العمود والتفعيلة وقصيدة النثر، نجد أن قصيدة العمود تعتمد على وحدة البيت، اما قصيدة التفعيلة فتعتمد على وحدة الموضوع، أما فيما يخص قصائد النثر فبإمكاننا ان نشظي الموضوع ويمكن ان ننتقل بين اكثر من موضوع داخل القصيدة الواحدة.
ويتساءل الناقد هنا في فحصه لقصيدة "الحاح" للشاعر سعدي يوسف قائلاً "هل يبرر لنا فحص نص ادبي ماضٍ عبر مجهر نظرية حاضرة وجديدة؟ " ليعطي الجواب بـ" نعم" مشيراً إلى عدم جواز العكس، مؤكداً أننا يجب أن نراعي الفترة الزمنية والمكانية التي كتب فيها الشاعر قصيدته.
ويضيف حاجم "يجب أن ننبه الى ان تمسك شاعر القصيدة العمودية بعموديته، وتقييد مخيلته، وبث رسائل الى بعض الشعراء المتمسكين بعموديتهم أن يتجاوزوا مشكلتهم هذه."
ويذكر بشير حاجم "ان حديثي عن سعدي يوسف لا يعنيه هو فقط بل هو اشارة لجيل كامل، فالقضية هنا لاتنحسر بشاعر واحد ولا بنص واحد بل هي قضية جيل كامل قد يكون متمسكاً بالعمودية ورافضا قصيدة النثر او التفعيلة، وهنا علينا وضع نظرية نقيّم ونبرر من خلالها النصوص، وفي كل نص قراءة خاصة ترتكز الى اصول الشعر المتعارفة اضافة الى الاجتهادات التي يعزز بها الشاعر قصيدته."