ali.h@almadapaper.net
لا تزال النائبة عواطف النعمة مصرة على احتكار لقب " اميرة الانتقام " ليس ثمة شيء عندها سوى الصراخ عند اول فضائية ، في حديثها ، أمس، استدعت انجاز الحكومة السابقة في قضية خور عبد الله ، اخبرتنا ان موافقة حكومة المالكي على اتفاقية خور عبد الله ، كانت فيها منافع للعراقيين ، عكس ما قامت به حكومة حيدر العبادي التي تريد ان تعيد أمجاد سايكس بيكو .
في واحدةٍ من قصص صاحبة نوبل الكندية أليس مونرو ، بعنوان "على من نضحك"، تهديها الى إحدى جاراتها ، والتي كانت حسب قول مونرو تثق كثيراً بالأخبار وبالخطب المنمقة . القصة برغم موضوعها الجاد إلا أنها تناقش موضوعة "على من نضحك" . عندما انتهيت من قراءة القصة تساءلت مع نفسي ترى على من يضحك ساستنا هذه الأيام ؟
اما المواطن فالشيء الوحيد المسموح له ، هو ان يضحك على حاله . جنابي سيترك الضحك قليلا ويتحدث عن كندا التي لا أعرفها سوى من الخارطة ، وبعض قصص السيدة مونرو التي اختطفت نوبل وبالتآمر على وزير خارجيتنا ابراهيم الجعفري الذي قدم كتباً وآثاراً أدبية لاتقل أهمية عن سيرة ونستون تشرشل التي حصد عليها نوبل "بالواسطة."
أعود الى كندا التي قدم رئيس وزرائها الشاب جاستين ترودو قبل اكثر من عام ملحمة سياسية بلا سابقة ، حيث كانت المرة الأولى التي يتم اختيار لاجئين لمناصب وزارية ، مسلمة دخلت البلاد مع عائلتها عام 1996 تصبح وزيرة وهندي من الطائفة السيخية هاجر في بداية الثمانينات يتسلّم الدفاع ، وزراء اختلطت طوائفهم وعروقهم ، في الوقت الذي مانزال نصر على تطبيق نظرية التوازن الطائفي حتى مع فرّاش الدائرة. ما يعتقده المواطن الكندي ان المواطنة هي الإخلاص للوطن ولييس لدول الجوار ، والعمل بصدق واخلاص لا يستحق عندنا حتى عناء المناقشة، فماذا يعنى ان يكون منصب وزير الداخلية حكراً على قائمة سياسية، وان لا تخرج وزارة الدفاع من معطف اتحاد القوى لصاحبه سليم الجبوري .
أخطر ما جرى للعراق منذ ثلاث عشرة سنة ، هو هذا العبث في مفهوم المواطنة ، حيث فرّغ من معانيه ومضامينه الحقيقية، فرأينا تعريفاتٍ مختلة وفاسدة للمواطنة ، فيمكن لمن يتظاهر وهو يرفع صور قادة دول الجوار ان يصبح وزيراً ، ولكن لايحق لشخصية بوزن وخبرة علي علاوي ان يصبح وزيراً للتجارة . لم يكن كل ما جرى ويجري مصادفة، أو وليد أخطاء أنية ، وإنما كل ما جرى في ظل حكومات المحاصصة ، كان مدروساً ومنهجياً ومقصوداً .
سيتهمني البعض بالعمالة للاجنبي ، وبانني أنفذ اجندة اجنبية هدفها تشويه سمعة " حجيات البرلمان " ، لكن ياسادة يتغير كل شيء فى العراق، تسقط مدن ويشرد الملايين، وترتفع ارقام الضحايا، وينتصر الابطال في شوارع الموصل ، لكن الحجية عواطف النعمة مصرة ان تنافس المرحوم يوسف وهبي على بطولة فيلمه الشهير "أمير الانتقام".