عرف الباحث احمد حسون ان الهوية تُعرف من خلال الضد والنقيض وانها اقصائية وتلغي كل ما ﻻ يدخل معها في حيزها وهي بالمقابل ايضا بالضد من مفهوم الجوهرية وانها تعكس ترتيب أشياءهذا جزء من محاضرة القاها الدكتور احمد حسون حملت عنوان ( صراع الهوية ) في الملتقى
عرف الباحث احمد حسون ان الهوية تُعرف من خلال الضد والنقيض وانها اقصائية وتلغي كل ما ﻻ يدخل معها في حيزها وهي بالمقابل ايضا بالضد من مفهوم الجوهرية وانها تعكس ترتيب أشياء
هذا جزء من محاضرة القاها الدكتور احمد حسون حملت عنوان ( صراع الهوية ) في الملتقى الفلسفي قدمها الدكتور سليم جوهر الذي قال في مقدمته ان الهوية تتأرجح بين المماثلة والإختلاف وهي تتكون من علاقة الأنا بالآخر. وأضاف ان الآخرين يشكلون هوياتنا من خلال المماثلة فننخرط في مجاميع مختلفة لتتشكل لنا هويات فرعية منها المهنية والمعيشية واجتماعية وغيرها بجميعها تشكل هويتي الفردية. فلم يعد الفرد ينخرط في هوية واحدة تحميه وتوفر ما يحفظ وجوده فعليه ان يحافظ على وجودها لذا اصبح وجود الهويات من اجل وجود الفرد ﻻ الفرد من اجل وجود هوية واحدة جامعة.
وتحدث بها المحاضر الدكتور حسون وقال: ان الهوية يتم تناولها لغوياً اما بضم الهاء او بفتحها. والهوية بالضم تأتي بسؤال مَن هو وتأخذ معنى الجوهري والقار الذي ﻻ يتغير. والهوية هنا تعني انها ثابتة متعالية على الزمان والمكان. فنقول ان جوهر الإنسان هو جوهر ثابت ﻻ يتغير ويضيف ان الهوية بهذا المعنى ﻻ تتشكل إلا من خلال معرفة الضد والنقيض وبالتالي هي اقصائية ﻻ نها تعرف من خلال التماثل وتلغي كل ما ﻻ يدخل معها في حيزها وهي بالتالي كما تشكل المماثل تشكل المخالف وهو الضد منها.ويمضي بتعريفه فيقول ان الهوية مرة اخرى يتم تناولها بفتح الهاء وهي هنا من هوى في بئر عميقة وبالتالي الهوية هنا امر ﻻ يمكن تحديد اصله بسهولة فهي بالضد من مفهوم الجوهرية هنا الهوية تعكس ترتيب الأشياء فالطرف هو السلامة وتغيد تشكيل اهمية الطرف مقابل المركز... ويزيد بقوله ان الهوية من الناحية الثقافية تتشكل من علاقتنا بالآخر. وهذا يعني مراجعة شاملة لكل الأيديولوجيات التي تعتقد بحقانية عقيدتها وتخرج الآخر من نطاق الحق لأنه اخر وتتجاهل ان هذا الأخر هو من شكل هويته. ويبين ان الأيديولوجيات الكبرى في زمن الحداثة التي كانت تتصارع حول احقيتها وتخضع من ينطوي تحتها وتخضع الفرد للكل من أجل المواجهة في معركتها. هذه الأيديولوجيات قد تفتت بفعل الفردية وما بعد الحداثة. ويشير الى انه في العراق علينا ان نسأل عن الذي يشكل هويتنا في وقتنا الحاضر، هل هي هوية جامعة ام البحث عن عوامل قوة هذه الهوية؟ فقد تعرض العراق بعد عام 2014 لمحنة كبيرة كوجود الى تهديد حقيقي يتمل في سقوط محافظات كثيرة وتهديد بغداد مما يعني ان الهوية العراقية تعرضت الى أزمة وجود حقيقية من قبل داعش مما يتوجب ان تطرح أسئلة عميقة عن سبب هذا الوضع الخطير للهوية العراقية ويقول ايضا ان هذا يتطلب البحث عن جذور هذه الأزمة وعوامل تداعياتها بحيث بدأ سؤال الهوية بشكل ملح. لذا علينا ان نبحث عن ازمات تشكل الهوية ما قبل عام 2003 وما بعده . ويعيد ترتيب القول من جديد فيؤكد ان سؤال الهوية ينشط مع كل انسداد في الأفق الحضاري والوطني والأمني الذي واجهه العراق خلال عمره. ويمضي بقوله ان علاقة الهوية العامة مع الهويات الفرعية عي علاقة متأرجحة بسبب تصلب الهويات القومية والأديولوجية مما أدخل الوطن في صراع مجتمعي حاد وضع الهوية الوطنية موضع اتهام. فالأيديولوجية عملت على اعتبار الهويات الفرعية في موقف الضد من الهوية العامة. ويبين ان هذا الصراع المجتمعي تفاقم بشكل حاد الى حرب أهلية القت بظلالها على العراق وهويته الوطنية لنصل الى ازمة الوجود الحقيقة بعد احتلال داعش لثلث ارض العراق فكانت الهوية في امتحان حقيقي وجوديا. وهنا هب شباب العراق للدفاع عن العراق كوجود وهذا الفعل التاريخي سيكون له اثر كبير في تشكل الهوية العراقية بعد عام 2014 ويعتقد ان الشباب العراقي بعد عام 2014 هو شباب بلا عقيدة أيديولوجية فهم يشكلون هوية وطنية تسامحية سواء في حراك الحشد الشعبي والحراك المدني وزيارات أربعينية الإمام الحسين.