احتفى نادي الكتاب في كربلاء، بصدور المجموعة الشعرية الثالثة للقاص والروائي والناقد علي لفتة سعيد، والتي حملت عنوان (...نا) والتي قدّم فيها سعيد رؤيته عن الشعر وأهميته، مثلما قرأ نماذج من نصوص هذه المجموعة.الأمسية بدأت بتقديم للباحث والقاص حسن ع
احتفى نادي الكتاب في كربلاء، بصدور المجموعة الشعرية الثالثة للقاص والروائي والناقد علي لفتة سعيد، والتي حملت عنوان (...نا) والتي قدّم فيها سعيد رؤيته عن الشعر وأهميته، مثلما قرأ نماذج من نصوص هذه المجموعة.
الأمسية بدأت بتقديم للباحث والقاص حسن عبيد عيسى، حيث قال إن علي لفتة سعيد، اسم لامع في اروقة الأدب وصوت عال في عرصات الثقافة، وأنه مبدع روائياً وقاصّاً، وله صولات وجولات في المشهد الثقافي، وأضاف أن، الذي يعرف سعيد، يقول إنه عُرف قاصّاً وروائيّاً وناقداً، واليوم يقدم نفسه شاعراً، لكنه بدأ كذلك حيث نشر أول نصوصه الشعرية في صحيفة الراصد في سنة 1977 وخلال الأعوام الاخيرة عاد الى الشعر، وأصدر ثلاث مجموعات شعرية وآخرها (...نا) التي تتميّز بغرابة عنوانها وتأويله.
وتحدث بعدها سعيد عن تجربته الشعرية وعن أثر المدينة الجنوبية حيث قال: ولدت في مدينة ترضع الشعر وخاصة الشعبي منه، وإن مدينة سوق الشيوخ مدينة العلم والشعر، وهي منطقة ومحطة للكثير من الأدباء على مستوى العراق، وأشار الى أن بدايته كانت في الشعر والانتقال الى السرد والقصة تحديداً، كانت بسبب ما قاله معلم اللغة العربية، إن في نصوصي ثمّة فعل درامي، وأن فيه نثراً يصل الى كتابة القصة، وهو ما جعلني التفت الى هذه الناحية.. وبيّن أن، النقد كان موازياً لحالة القراءة الشعرية، حيث كانت في داخلي، حالة من ملاحقة ما اقرأه واتفحصه، وهو ما جعل لي امكانية الكتابة النقدية، وأن أصل الى اجتراح خاص في الحقل النقدي أسميته (بنية الكتابة) ونشرت أكثر من 250 مقالاً. وأفاد بأن الكثير من الأدباء، يشكلون على تنوعي في الكتابة الأدبية متنقلاً بين الأجناس، وأقول أن، تداخل الأجناس في العصر الحديث، لم يجعل هناك فوارق في الكتابة، خاصة وأن الأديب، يتعامل مع الحرف وان الذي لا يتمكن من الكتابة في هذه الأجناس الادبية، يعني أن مخيلته في هذا الجنس الأدبي أو ذاك، لم تكتمل عواملها والإبحار فيها يحتاج الى معين لا ينضب من المخيلات العديدة، لذا فإن التخصص في الأدب غير منطقي، عاداً من ينتقد هذا الأمر بأنه يعاني من قلة المخيلة، وإن الادباء في العالم، لهم ابحار في الكتابات المختلفة.
وذكر سعيد، أن الشعر عملية إعادة خلق الأشياء وتكوينها من جديد على وفق نظرة عصرية لمفهومها الحديث، وهذا ما يبحث عنه المتلقي عندما يتوغل في النص بحثاً عمّا قام به الشاعر من (عملية) قادت التكوين وحولته إلى مادة فيزياوية تحلّق في عالم الخيال.
وقرأ الشاعر سلام البناي، ورقة قال فيها: لا أتحدث عن علي لفتة سعيد، الشاعر فقط، بل أتحدث عنه كمثقف موسوعي أبدع في الأجناس الأدبية جميعها، له آراؤه التي تصدم البعض، مثلما رؤى نقدية ودراسات كتب عن كثير من المثقفين وأنصفهم نقدياً، فالكتابة زاده اليومي تصل حد التخمة، وأضاف، لقد عرفته قاصّاً ثم روائياً بعدها صحافياً، ولم أكن أتوقعه شاعراً إلا في فترة متأخرة حين عرفت أنه بدأ شاعراً، وقد استثمر هذه الصفة كثيراً في سردياته، إذ استثمر اللغة الشعرية لكي تكون لغة روائية، واعتقد أن العكس صحيح في بعض نصوصه الشعرية عبر عدد كبير من نصوصه الشعرية.
اما الناقد حيدر جمعة العابدي، فقال إن الشاعر يعتمد ستراتيجية شعرية، تعكس هدفاً وحيداً، وهو استبدال صورة المعنى السائد بصورة المعنى الإبداعي الذي يعتمد الشكل + المضمون، كعلامة ومادة، وهو ما أضفى على المجموعة الترابط والانسجام في لغة المجموعة.