يمضي بينالي الشارقة 13: تماوج، الذي افتتح يوم الجمعة الماضي 10 آذار/2017، نحو ما يتخطى فضاء العمل الفني المفاهيمي وفنون الفيديو والأعمال التركيبية، إلى وسائط فنية متعددة تشمل السينما والمسرح والموسيقى وعروض الأداء، وهو في ذلك، يتحول إلى منصّة جامعة ل
يمضي بينالي الشارقة 13: تماوج، الذي افتتح يوم الجمعة الماضي 10 آذار/2017، نحو ما يتخطى فضاء العمل الفني المفاهيمي وفنون الفيديو والأعمال التركيبية، إلى وسائط فنية متعددة تشمل السينما والمسرح والموسيقى وعروض الأداء، وهو في ذلك، يتحول إلى منصّة جامعة للفنون، تتداخل وتتناغم فيما بينها متماوجة بين ثيمات البينالي الأربع، الماء والأرض والمحاصيل والطهي.
وعليه يأتي جزء من الأعمال المقدمة في البينالي، في سياق تفاعلي مع الجمهور، كأن يتحول الطعام إلى عرض أدائي، والطهي مساحة لتناول التصحّر ،الذي يتهدد العالم، كما جاء عليه الغداء الذي قدّمه كوكينغ سيكشنز بعنوان "كلايمافور" ظهيرة السبت الماضي، محوّلاً إياه إلى عرض أدائي يضع فيه الفنان "إطاراً للمواسم الجديدة لإنتاج واستهلاك الغذاء، والتي ظهرت جراء تدخلات الإنسان في الطبيعة والمناخ".
هيمنت على "كلايمافور"، فكرة التصحّر، والتي تحكمت بدورها بالأطباق المقدمة على الغداء. وبدلاً من الاعتماد على برامج المساعدات التي تصل قيمتها ملايين من الدولارات، فإن "كلايمافور"، يعيد التفكير فيما يمكن للأشياء القابلة للأكل أن تسهم به في فهم المشهد الطبيعي المتغير.
وفي سياق متصل، اتخذ كل من رانيا غصن والهادي الجزائري، في محاضرتهما الأدائية "عن النفط والجليد" من مقولة الأمير السعودي محمد الفيصل التي أوردها عام 1976 ، أن "مشروع جبل جليدي، هو أفضل من النفط" محوراً لعملهما "عن النفط والجليد"، إذ عمل الفيصل مع جورج موغين وبول إيميل فيكتور، لإنشاء شركة "آيسبرغ ترانسبورت إنترناشونال"، لدراسة ما إذا كان يمكن سحب جبل جليدي مسافة 14,000 كيلومتر، من القارة القطبية إلى جدة. يستعيد "عن النفط والجليد" هذه الحلقة التاريخية ليقدم قصة تفاعلية، تتناول بالنقد مصانع تحلية المياه ذات الاستهلاك الكثيف للطاقة، وبشكل أوسع نطاقاً، العواقب الجغرافية للتغيّر المناخي. يشرك المشروع هذا الهاجس الإيكولوجي المعاصر المهم في نسق من السرد القصصي تجري مقاربته عبر وسيط الرسم المعماري.
وحملت المحاضرة الأدائية "كوكب مارق" لأرجونا نعمان وشهيرة عيسى، معاينة لخطابات على اتصال بدراسة الأحياء الدقيقة والأحلام في إطار متأسس على مخيلة تفترض، أن كوكباً مارقاً في نظامنا الشمسي. ينحدر نحو الأرض، لكن بدلاً من الاصطدام بها، فإنه يعلق في حالة تقييد مزدوج. يفتت هذا الاضطراب الحياة اليومية إلى تعقيدات طويلة وشراذم غير مستقرة، فيخلق وضعاً من حالات الكسوف المستمرة. بينما تتخذ المحاضرة الأدائية "مراقبة الطيور" للورانس أبو حمدان، من الإنصات والسماع ، محورين رئيسين لبنية محاضرته التي يعاين من خلالها سجن صيدنايا (25 كيلومتراً) شمال العاصمة السورية دمشق" وليعمل حمدان على شهادات الناجين من السجن بوصفهم "شهود سماع" إذ إن قدرة المعتقلين على رؤية أي شيء في صيدنايا، كانت مقيدة بدرجة كبيرة، حيث احتجز معظمهم في العتمة، معصوبي الأعين أو مجبرين على تغطيتها بأيديهم. ونتيجة لذلك، فقد طوّر المعتقلون، حساسية عالية جداً تجاه الأصوات المحيطة، ما أتاح للفنان تصوّر السجن وإعادة تكوينه واكتساب بصيرة تتيح له معرفة الحاصل داخل جدرانه.
وعلى صعيد المسرح وعروضه، فقد قُدّم على خشبة معهد الشارقة للفنون عملين هما: "قريب من هون" إخراج وتأليف روي ديب، مقارباً من خلالها الحرب ومن تبقى من سكان المدن يؤدون "بروفات" للجنازات، وليكون هذا العرض ثمرة تعاون بين جوليا قصار، ولينه سحّاب، وساندي شمعون، وليليان شلالا، وفؤاد عفره، وبشار فرّان، وسنى رومانس، وريكاردو كليمانتي، كريكور جابوطيان، وروي ديب.