الربيع يحتضن هذه الأرض، طقساً وموسماً، وانتصاراً وأدباً، فهذه الأرض التي عانت من خريف وشتاء طويلين، باتت تبحث عن دفء وألق وإشراقة، وبجهود كبيرة من خيرة مثقفيها باتت تحاول لملمة شتاتها...ومن هنا انطلق مهرجان الملتقى الشعري العربي العراقي، من بين جدران
الربيع يحتضن هذه الأرض، طقساً وموسماً، وانتصاراً وأدباً، فهذه الأرض التي عانت من خريف وشتاء طويلين، باتت تبحث عن دفء وألق وإشراقة، وبجهود كبيرة من خيرة مثقفيها باتت تحاول لملمة شتاتها...
ومن هنا انطلق مهرجان الملتقى الشعري العربي العراقي، من بين جدران المسرح الوطني العراقي، وعلى خشبته قيلت أجمل القصائد، وبُثت أجمل الألحان، حيث نظّم الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، هذا المهرجان الذي انطلق مساء يوم الثلاثاء المصادف الحادي والعشرين من شهر آذار، واستمر لغاية الثاني والعشرين من الشهر المذكور، وشهد المهرجان الذي أقيم تحت شعار "سيعشب العراق بالمطر" حضوراً واسعاً عربياً ومحلياً...
خلال كلمة رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق الاستاذ ناجح المعموري، قال خلالها مستذكراً حضارات العراق سومر وأكد وبابل وآشور، مؤكداً " أن هذه الحضارات هي من صنعت الشعر وابتكرته، وأشار المعموري الى أن "الشعر، جنوبي في عناصره الأولى، وتشكلاته المبكرة في عتبات التاريخ، وكانت بلاد سومر كريمة بما ابتكرت، وغذّت الحضارات الشرقية به، ليس هذا فقط، وإنما ابتكرت على حواف الشعر الغناء، والموسيقى، والرقص، لذا أنا اعتقد، بأن سومر هي أحد العناصر التي ينطوي عليها مقولة نيتشة، عندما قال: بأن الجنوب قوة الروح، والشعر قوة سومر والعراق، فنحن لا نقوى في العراق بعيداً عن الشعر، وبعيداً عن الجمال، فنحن الأبناء الورثة لبلاد سومر”.
وبعد كلمة رئيس الاتحاد التفاخرية، بأن هذه البلاد هي أرض الشعر والحب والعاطفة والسلام، قدم عريف الحفل الشاعر عمر السراي فرقة انغام الرافدين للمقام العراقي، والتي تضمنت عدداً من اغنيات المقام العراقي والفولكلور وبقيادة الفنان طه غريب...
المهرجان شهد تفاعلاً لا مثيل له من قبل الحضور، حيث زخر المسرح بتفاعل الجمهور مع المطربين بين التصفيق وترديد الاغنيات...
ليجرنا تيار المهرجان بعد ذلك، للقراءات الشعرية التي استهلّت بقصيدة الشاعر العراقي محمد حسين آل ياسين، الذي ذكر قائلاً إن "العراق أساساً يُعدّ بلد القصيدة، بلد الشعر والكلمة الجميلة، فالشعر سبق كل أجناس الأدب وكل الفنون الجمالية في العراق".
وألقى ياسين قصيدة لم تخل من موضوعات الوطن والجمال، ليلقي بعدها الشاعر البصري كاظم حجاج، قصيدة ثورية تسببت بتفاعل الجمهور وختم حجاج قصيدته قائلاً "هذا هو العراق، ربيع انتصارات، ربيع عشق، ربيع شعر، وربيع وطن، فرغم الظروف نحن نحيا، نقيم انتصاراتنا كلّ وفق رغبته وأسلوبه وطريقته بالاحتفاء بالانتصار".